تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قيل]:

صفحة 643 - الجزء 15

  وقالَ ابنُ بَرِّي: ذَكَرَ ابنُ السِّكِّيت في الأَلْفاظ انْقَهَلَّ بتَشْديدِ اللامِ، قالَ: والانْقِهْلال السُّقوطُ والضَّعْفُ، وأَوْرَدَ البَيْت:

  وقد انْقَهَلَّ فما يُريدُ بَراحا

  وقالَ: البيتُ لِرَيْسان بن عَنْترة المغني، قالَ: وعلى هذا يكونُ وَزْنه افْعَلَلَّ بمنْزِلَةِ اشْمَأَزَّ، ولا يكونُ انْفَعَلَّ.

  وقَيْهَلٌ، كحَيْدَرٍ: اسمٌ، عن ابنِ سِيْدَه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  أَقْهَلَ الرجُلُ مِثْل تَقَهَّلَ.

  وفي الصِّحاحِ: أَقْهَلَ الرجُلُ: دَنَّسَ نَفْسَه وتكلَّفَ ما يَعِيبُه؛ وفي بعضِ النسخِ: مالا يَعْنِيه⁣(⁣١)؛ قالَ:

  خَلِيفة الله بلا إِقْهال

  والتَّقَهُّل: شَكْوَى الحاجَةِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ:

  فلا تكوننَّ رَكِيكاً تَنْتَلا

  لَعْواً إِذا لا قَيْته تَقَهَّلا

  وإِنْ حَطَأْتَ كَتِفَيه ذَرْمَلا⁣(⁣٢)

  ولم يَذْكر الجَوْهَرِيُّ تَنْتَل ولا ذَرْمَل.

  ورجُلٌ مِقْهالٌ إِذا كانَ مُجَدِّفاً كَفُوراً.

  [قيل]: القائِلَةُ: نِصْفُ النَّهارِ، كما في المحْكَمِ.

  وفي الصِّحاحِ: الظَّهِيرة؛ ومِثْلُه في العَيْن. يقالُ: أَتَانا عنْدَ قائِلَة النَّهارِ؛ وقد تكونُ بمعْنَى القَيْلُولة أَيْضاً وهي النَّومُ في نِصْفِ النهارِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: القَيْلُولةُ نومُ نِصْف النَّهارِ وهي القائِلَةُ.

  وقالَ يَقِيلُ قَيْلاً وقائِلَةً وقَيْلُولَةً ومَقالاً ومَقِيلاً، الأَخيرَةُ عن سِيْبَوَيْه.

  وقالَ الجوْهَرِيُّ: هو شاذٌّ.

  وتَقَيَّلَ: نامَ فيه، أَي نِصْف النَّهارِ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: القَيْلُولَةُ والمَقِيلُ: الاسْتِراحَةُ نِصْفَ النَّهارِ عنْدَ العَرَبِ وإِن لم يكُنْ مع ذَلِكَ نَوْمٌ، والدَّليلُ على ذلِكَ أَنَّ الجنَّةَ لا نَوْمَ فيها. وقد قالَ اللهُ تعالَى: {أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً}⁣(⁣٣).

  وفي الحدِيْث: «قِيلوا فإِنَّ الشَّياطِين لا تَقِيل».

  وفي الحدِيْث: «ما مُهَجِّر كمَنْ» قالَ: أَي ليسَ مَنْ هاجَرَ⁣(⁣٤) عن وَطَنِه أَو خَرَجَ في الهاجِرَةِ كمَنْ سَكَنَ في بيتِه عنْد القائِلَةِ وأَقامَ به.

  وفي حدِيْث أُمِّ مَعْبَد:

  رَفِيْقَيْنِ قالا خَيْمَتَيْ أُمّ مَعْبَدِ

  أَي نَزِلا فيها عنْدَ القائِلَةِ إِلَّا أَنَّه عدَّاه بغيرِ حَرْف جرٍّ.

  فهو قائِلٌ؛ ومنه حدِيْث الجنائِز: «هذه فُلانة ماتَتْ ظُهراً وأَنْت صائِمٌ قائِلٌ» أَي ساكِنٌ في البيتِ عنْدَ القائِلَةِ، ج قُيَّلٌ وقُيَّالٌ كسُكَّرٍ ورُمَّانٍ، وقَيْلٌ، كشَرْبٍ وصَحْبٍ اسمُ جَمْعٍ، ولم يَذْكر الجوْهَرِيُّ قُيَّالاً؛ قالَ:

  إِنْ قال قَيْلٌ لم أَقِلْ في القُيَّل

  فجاءَ بالجَمْعَيْن، وقَيْل: هو جَمْعُ قائِلٍ.

  والقَيْلُ والقَيُولُ، كصَبُورٍ: اسمُ اللّبَنِ⁣(⁣٥) يُشْرَبُ في القائِلَةِ كالصَّبوحِ والغَبُوقِ أَو القَيْلُ: شُرْبُ نِصْفِ النَّهارِ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ:

  يُسْقَيْنَ رَفْهاً بالنهار والليلْ

  من الصَّبُوحِ والغَبُوقِ والقَيْلْ⁣(⁣٦)

  وقالت أُمُّ تأَبَّطَ شرّاً: ما سَقَيْتُه غَيْلاً ولا حَرَمْتُه قَيْلاً.

  وفي التَّهْذِيبِ في تَرْجمةِ صُبح القَيْلُ النَّاقَةُ التي تُحْلَبُ عند القائِلَةِ كالقَيْلَةِ، وهي⁣(⁣٧) قَيْلاتي للّقاح التي يَحْتَلِبونها وَقْت القائِلَةِ.


(١) وهي عبارة الصحاح المطبوع والمقاييس ٥/ ٣٦ والأولى عبارة اللسان.

(٢) اللسان والأول والثاني في الأساس، والثاني في الصحاح والمقاييس ٥/ ٣٦.

(٣) سورة الفرقان الآية ٤٢.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أي ليس من هاجر عن وطنه الخ عبارة اللسان: ومنه حديث زيد بن عمرو بن نفيل ما مهاجر كمن قال وفي رواية: ما مهجر أي ليس من هاجر عن وطنه أو خرج في الهاجرة الخ ا هـ.

(٥) ضبطت في القاموس بالضم، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى كسرها.

(٦) اللسان والتهذيب والأساس.

(٧) اللسان: وهنّ.