تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الكاف مع اللام

صفحة 661 - الجزء 15

  وحَكَى سِيْبَوَيْه: هو العالِمُ كُلُّ العالِمِ، قالَ: المرادُ بذلِكَ التَّناهِي وأَنَّه قد بَلَغَ الغايَةَ فيما يَصِفُه به⁣(⁣١) مِن الخِصَالِ.

  والكَلُّ، بالفتحِ: قَفا السِّكِّينِ الذي ليسَ بحادِّ؛ وقَفا السَّيفِ أَيْضاً.

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: الكَلُّ الوَكِيلُ؛ وأَيْضاً: الصَّنْمُ.

  قالَ الأزْهَرِيُّ: أَرَادَ بذلِكَ قَوْلَه تعالَى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً}⁣(⁣٢)، ضَرَبَه مَثَلاً للصَّنَم الذي عبَدُوه وهو {لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ} فـ {هُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ} لأنَّه يَحْمِلُه إذا ظَعَن فيُحوِّلُه مِن مكانٍ إلى مكانٍ، فقالَ اللهُ تعالَى: {هَلْ يَسْتَوِي} هذا الصَّنَمُ؟ اسْتِفْهامٌ مَعْناه التَّوْبيخ كأَنَّه قالَ: لا تَسؤُّوا بَيْن الصَّنَم الكَلِّ وبَيْن الخالِقِ، .

  وأَيْضاً: المُصيبَةُ تَحْدُثُ، والأصْلُ مُن كَلَّ عنه أَي نَبَا وضَعُف.

  وأَيْضاً: اليتيمُ، عن ابنِ الأعْرَابيِّ، وأنْشَدَ:

  أَكُولٌ لمالِ الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه

  إذا كان عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شَديدِ⁣(⁣٣)

  وأَيْضاً: الثقيلُ لا خيرَ فيه.

  وأَيْضاً: العَيِّلُ أَي صاحِبُ العِيالِ.

  وأَيْضاً: العِيالُ والثِقْلُ على صاحِبِه، وبه فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ}⁣(⁣٤)؛ ومنه الحدِيْث: «مَنْ تَرك كَلًّا فَإلَيَّ وعليَّ».

  وفي حدِيْث طَهْفة: «ولا يُوكَل كَلُّكم» أَي عِيالُكم وما لم تُطِيقُوه. وفي حدِيْث البُخَارِي: «كَلَّا إنَّك تَحْمِل الكَلَّ» أَي الثِّقْل مِن كلِّ ما يُتَكَلَّف.

  ونَقَلَ ابنُ بَرِّي عن نَفْطَوَيْه في قوْلِه تعالَى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ}، قالَ: هو أُسَيْدُ بنُ أَبي العيصِ وهو الأَبْكم؛ ورُبَّما ج على: كُلولٌ، بالضمِ، في الرجالِ والنّساءِ. والكَلُّ: الإعْياءُ كالكَلالِ والكَلَالَةِ، الأَخيرَةُ عن اللحْيانيّ وأَيْضاً: من لا وَلَدَ له ولا والِدَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقد كَلَّ الرَّجُلُ يَكِلُّ فيهما أَي في المَعْنَييْن.

  وكَلَّ البَصَرُ والسَّيفُ وغيرُه⁣(⁣٥) من الشيءِ الحَدِيدِ؛ وفي بعضِ النسخِ: وغيرُهُما، يَكِلُّ كَلًّا⁣(⁣٦) وكِلَّةً، بالكسرِ، وكَلالَةً وكُلولَةً وكُلولاً، بضمِّهِما، وكَلَّلَ تَكْليلاً، فهو كَليلٌ وكَلٌّ: لم يَقْطَعْ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي في الكُلولِ قَوْلَ ساعِدَةَ:

  لِشَانِيك الضرَّاعةُ والكُلُولُ⁣(⁣٧)

  قالَ: وشاهِدُ الكِلَّة قَوْلُ الطِّرمَّاح:

  وذُو البَثِّ فيه كِلَّةٌ وخُشوع

  وفي حدِيْث حُنَيْن: «فما زِلْت أَرَى حَدَّهم كَلِيلاً.

  وقالَ اللّيْثُ: الكَلِيلُ السيفُ الذي لا حَدَّ له.

  وكَلَّ لسانُه يَكِلُّ كَلالَةً وكِلَّةً فهو كَليلُ اللّسانِ.

  وكَلَّ بَصَرُه يَكِلُّ كُلولاً: نَبَا ولم يحقِّقِ المَنْظُور فهو كَلِيلُ البَصَرِ وأَكَلَّهُ البُكاءُ، وكذلِكَ اللّسانُ، وقالَ اللّحْيانيُّ: كُلُّها سواءٌ في الفِعْل والمَصْدر.

  والكَلالَةُ: مَنْ⁣(⁣٨) لا وَلَدَ له ولا والِدَ، وكذلِكَ الكَلُّ، وقد كَلَّ الرجُلُ كَلالةً. وقيلَ: ما لم يكنْ من النَّسَبِ لَحًّا، فهو كَلالَةٌ.

  وقالوا هو ابنُ عَمِّ الكَلالةِ، وابنُ عمِّ كَلالةٍ وكَلالةٌ، وابن عمِّي كَلالةً.

  وقالَ ابنُ الجرَّاح⁣(⁣٩): إذا لم يكنْ ابن العَمِّ لحًّا وكان رجُلاً مِن العَشِيرَة قالوا: هو ابنُ عَمِّي الكَلالةُ وابنُ عَمِّ كَلالةٍ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا يدلُّ على أَنَّ العَصَبة وإن بَعُدوا كَلالَةٌ.


(١) في القاموس: تَصِفُه.

(٢) النحل الآية ٧٥.

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) النمل الآية ٧٦.

(٥) في القاموس: وغيرهما.

(٦) في القاموس: يكلّ كِلَّةً وكَلًّا.

(٧) ديوان الهذليين ١/ ٢١١ في شعر ساعدة بن جؤية وصدره:

ألَا قالت أمامة إذ رأتني

(٨) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: الرَّجُلُ.

(٩) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقال ابن الجراح، هكذا في خطه، ومثله في اللسان» وفي التهذيب: أبو الجراح.