تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع اللام

صفحة 701 - الجزء 15

  ومَلَّ في المَشْيِ مَلًّا: أَسْرَعَ كامْتَلَّ وذلِكَ إذا مرَّ مَرَّاً سَرِيعاً؛ عن الأصْمَعِيّ.

  وقالَ مصعبُ: امْتَلَّ واسْتَلَّ بمعْنًى واحِدٍ؛ وكذلِكَ تَمَلَّلَ.

  ومَلَّ الثَّوبَ يَمُلُّه مَلًّا: دَرَزَه، عن كراعٍ.

  وقالَ غيرُه: خاطَه الخِياطَة الأُوْلَى قبْلَ الكَفِّ.

  ومَلَّ المَلَّالُ الخُبْزَ واللَّحمَ يَمُلُّهُما مَلًّا: أَدْخَلَه في المَلَّةِ، أَي الرَّمَاد الحارّ أَو الجَمْر، فهو مَلِيلٌ ومَمْلولٌ؛ ويقالُ: هذا خُبْزُ مَلَّةٍ، ولا يقالُ للخُبزِ مَلَّةٌ إنَّما المَلَّةُ الرَّمادُ الحارُّ، والخبزُ يُسَمَّى المَلِيلُ والمَمْلولُ وكذلِكَ اللحمُ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْد:

  ترى التَّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنَبْى

  إلى تَيْمِيَّةٍ كعَصا المَلِيلِ⁣(⁣١)

  وفي حدِيْث خَيْبَر: «إذا أُناس مِن يَهُود مُجْتَمِعُون على خُبْزةٍ يَمُلُّونَها» أَي يَجْعَلُونَها في المَلَّةِ.

  وقالَ الزَّجَّاجُ: مَلَّ عليه السَّفَرُ مَلًّا: طَالَ كأَمَلَّ عليه.

  والمُلالُ، بالضَّمِّ: خَشَبَةُ قائِمِ السَّيْفِ؛ وقيلَ: ظَهْرُ القَوْسِ، كما في العُبَابِ.

  ومُلالُ: ع، قالَ الشاعِرُ:

  رَمِى قلبَه البَرْقُ المُلالِيُّ رَمْيةً

  بذكرِ الحِمَى وَهْناً فَبَاتَ يَهِيمُ⁣(⁣٢)

  والمُلالُ: الحَرُّ الكامِنُ في العَظْمِ مِن الحُمَّى وتَوهُّجِها كالمَلِيلَةِ كسَفينَةٍ.

  يقالُ: رجُلٌ ممْلولٌ ومَلِيلٌ: به مَلِيلَةٌ وهو مجازٌ.

  وفي الصِّحاحِ: المَلِيلَةُ: حَرارَةٌ يجدُها الرجُلُ وهي حُمَّى في العَظْمِ انتهى.

  وفي المَثَلِ: ذَهَبَتِ البَلِيلَةُ بالمَلِيلَةِ أَي الصِّحَّةُ بالحُمَّى.

  وفي الحدِيْث: «لا تَزَالُ المَلِيلَةُ والصُّداعُ بالعَبْدِ». وقالَ اللَّحْيانيُّ: مُلِلْتُ مَلًّا والاسمُ المَلِيلَةُ كَحُمِمْت حُمَّى والاسمُ الحُمَّى.

  والمُلالُ: وَجَعُ الظَّهْرِ أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  دَاوِ بها ظَهْرَك من مُلالِه

  من خُزُرات فيه وانْخِزَالِه

  كما يُداوَى العَرُّ من إكالِه⁣(⁣٣)

  والمُلالُ: عَرَقُ الحُمَّى، وهذا قد تقدَّمَ له قَرِيباً فهو تِكْرارٌ.

  والمُلالُ: التَّقَلُّبُ مَرَضاً أَو غَمًّا، قالَ:

  وهَمَّ تَأْخُذُ النُّجَواءُ منه

  يُعَدُّ بِصالِبٍ أَو بالمُلالِ

  فِعْلُ الكُلِّ مَلِلْتُ، بالكسْرِ، مَلًّا، ومَلَّلْتُ بالتَّشْديدِ وتَمَلَّلْتُ ومن المجازِ: تَمَلَّلَ الرجُلُ وتَمَلْمَلَ: تَقَلَّبَ من مَرَضٍ أَو نَحْوِه كأَنَّه على ملَّةٍ قالَهُ ابنُ أَبي الحَدِيدِ، وأَصْلُه تَمَلَّلَ، ففُكَّ بالتَّضْعِيفِ.

  وقالَ شَمِرٌ: إذا نَبَا بالرجُلِ مَضْجَعُه مِن غَمٍّ أَو وَصَبٍ قيلَ: قد تَمَلْمَلَ، وهو تقلُّبُه على فِراشِه قالَ: وتَمَلْمُلُه وهو جالِسٌ أَن يَتَوكَّأَ مَرَّةً على هذا الشِّقِّ، ومَرَّةً على ذَا، ومَرَّةً يَجْثُو على رُكْبَتَيْه.

  والحِرْباءُ تَتَمَلْمَلُ مِن الحَرِّ: تَصْعدُ رأْسَ الشجرَةِ مرَّةً وتَبْطُنُ فيها مرَّةً، وتَظْهَرُ أُخْرَى.

  ومَلَّلْتُهُ أَنا، أَي قَلَّبْتُه، فهو يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى.

  ومن المجازِ: طَريقُ مَلِيلٌ ومُمَلَّ، بفتحِ الميمِ الثَّانيةِ أَي سُلِكَ كثيراً وطَالَ الاختلاف عليه، فهو مُعْلَمٌ لاحِبٌ؛ ومنه أَمَلَّ عليه المَلَوان: طَالَ اخْتِلافُهما عليه؛ وقالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

  أَلَا يا دِيارَا الحَيِّ بالسَّبُعانِ

  أَمَلَّ عليها بالبِلَى المَلَوانِ⁣(⁣٤)

  أَي أَلَحَّ عليها حتى أَثَّر فيها.


(١) اللسان بدون نسبة، ونسبه في التهذيب لجرير.

(٢) اللسان بدون نسبة.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان والأساس والتهذيب.