تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع اللام

صفحة 702 - الجزء 15

  وأَمَلَّهُ: قال له فكَتَبَ عنه، وأَمْلَاه كأَمَلَّهُ على تَحْوِيلِ التَّضْعيفِ. وفي التَّنْزِيلِ: {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ}⁣(⁣١)؛ وهذا مِن أَمَلَّ. وفي التَّنزيلِ أَيْضاً: {فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}⁣(⁣٢)، وهذا مِن أَمْلَى.

  وحَكَى أَبو زَيْدٍ: أَنا أُمْلِلُ عليه الكِتابَ بإظْهارِ التَّضْعيفِ.

  وقالَ الفرَّاءُ: أَمْلَلْت لُغَةُ الحِجازِ وبَنِي أَسَدٍ، وأَمْلَيْت لُغَةُ بَنِي تَميمٍ وقيسٍ. يقالُ: أَمَلَّ عليه شيئاً يكْتبُه وأَمْلَى عليه، فنَزِلَ القُرْآن باللُّغَتَيْن معاً.

  وقالَ اللَّيْثُ: حِمارٌ مُلامِلٌ، كعُلابِطٍ، وكذا ناقَةٌ مَلْمَلَى، على فَعْلَلَى، أَي سَرِيعٌ وسَرِيعَةٌ، وهي المَلْمَلَةُ بمعْنَى: السُّرْعَةُ؛ وأَنْشَدَ لأَبي محمدٍ الفَقْعَسِيّ⁣(⁣٣):

  يا ناقَتا ما لَكِ تَدْأَلِينا

  أَلَم تَكُوني مَلْمَلَى ذُقونَا⁣(⁣٤)؟

  والمُلْمولُ، بالضمِ: المِكْحالُ؛ وفي الصِّحاحِ: الذي يُكْتَحَلُ به.

  وقالَ أَبو حاتِمٍ: هو الذي يُكْحَلُ ويُسْبَرُ به الجِرَاحُ، ولا يقالُ المِيْلُ، إنَّما المِيْلُ مِن أَمْيالِ الطَّريقِ وكذلِكَ قالَهُ أَبو سَعيدٍ وغيرِه مِن أَهْلِ اللّغَةِ.

  والمُلْمولُ: قَضيبُ الثَّعْلَبِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣٥).

  وقالَ غيرُه: قَضيبُ البَعيرِ أَيْضاً.

  وقالَ الأزْهرِيُّ: المُلْمولُ الحَديدَةُ التي يُكْتَبُ بها في أَلْواحِ الدَّفْتَرِ ومَلَلٌ، كجَبَلٍ: ع بَيْن الحَرَمَيْن على سَبْعَةَ عَشَر⁣(⁣٦) مِيلاً مِن المدِينَةِ، على ساكِنِها السَّلام؛ ومنه حدِيْث عائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنها: «أَصْبَحَ النبيُّ، ، بمَلَل ثم راحَ وتَعشَّى بسَرفٍ»، وقيلَ: هو على عشْرِيْن مِيلاً مِن المدِينَةِ، قيلَ: إنَّه سُمِّي به لأنَّ المَاشِيَ إليه مِن المدِينَةِ لا يبلغُه إلَّا بعْدَ مَلَلٍ وجهْدٍ، قالَهُ السَّهيليُّ في الروضِ.

  ومَلِيلَةُ، كسَفينَةٍ: د بالمَغْربِ قُرْبَ سَبْتَةَ.

  ومَلَّالَةُ، كجبَّانَةٍ: ة قُرْبَ بِجايَةَ على ساحِلِ البَحْرِ، ومنها: العلامَةُ محمدُ بنُ عُمَرَ بن إبْراهيم بنِ عُمَرَ بنِ عليِّ المَلَّاليُّ، ممَّنْ أَخَذَ على الشيخِ سيْدِي محمد بن يوسف بنِ عُمَرَ بنِ شُعَيْب السَّنُوسِيّ.

  والمُلَّى، كرُبَّى: الخُبْزَةُ المُنْضَجَةُ.

  وهارونُ بنُ مَلُّولٍ المِصْريُّ، كتَنُّورٍ، شيخٌ الطبرانيّ، وقد وَقَعَ مُصَغَّراً في معجمِ ابنِ شاهِيْن، فإنَّه قالَ: حدَّثنا أَحمدُ بنُ إبْراهيم بنِ جامِع، العَسْكريّ، حدَّثنا هارون بنُ عيسَى بنِ مُلَّيْل، وعيسَى هو مَلّول، كان يُلَقَّبُ به، كذا في التَّبْصير⁣(⁣٧).

  وشُعَيْبُ بنُ اسحاقَ المَعْروفُ بابنِ أَخي مَلَّولٍ الصَّيرفيّ، هكذا يقولُ أَصْحابُ الحدِيْث بالتَّشْديدِ، محدِّثانِ.

  والمُلَيْلُ، كزُبَيْرٍ: الغُرابُ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  ومُلَيْلُ اسمٌ منهم مُلَيْلُ بنُ وبرَةَ الصَّحابيُّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه، بدرِيٌّ جَليلٌ لا رِوَايَة له؛ وأَبو مُلَيْلِ بنُ عبدِ اللهِ الأَنْصارِيُّ أَوْرَدَه المُسْتَغْفريُّ وأَبو مُلَيْلِ بنُ الأَغَرِّ، ويقالُ: ابنُ الأَزْعر الأَنْصارِيّ ثم الأَوْسِيّ الضّبعِيّ بدْرِيّ صَحابيَّانِ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما.

  وانْمَلَّ مِثْل انْسَلَّ عن مصْعَب.

  * وممّا يُسْتَدْركُ عَلَيْه:

  رجُلٌ مَلَّةٌ إِذا كان يَمَلُّ إِخوانَه سَرِيعاً، وكذلِكَ ذُو أَمالِيلَ⁣(⁣٨) واحِدُها إِمْلال وإِمْلالَة وأُمْلولَة. وفي حدِيْث المُغِيْرة: «مَلِيْلة الإِرْغاء» أَي مَمْلُولَة الصَّوتِ، فَعِيْلة بمعْنَى مَفْعولة، يَصِفُها بكِثْرَةِ الكَلامِ ورَفْعِ الصَّوْت حتى يمِلَّ السَّامِعِين.


(١) البقرة الآية ٢٨٢.

(٢) الفرقان الآية ٥.

(٣) زيد في التكملة: ويروي للميداني.

(٤) اللسان بدون نسبة، والتكملة باختلاف الرواية فيهما، وبينهما في التكملة:

عليّ بالدهنى تدكلينا

وبعدهما فيها:

ذات هباب نقصُ القرينا

(٥) الجمهرة ١/ ١٦٤.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: على سبعة عشر ميلاً، كذا بخطه والذي في ياقوت: ثمانية وعشرين فحرره».

(٧) انظر التبصير ٤/ ١٣١٦.

(٨) في الأساس: ورجل ذو أماليل: مبرم.