تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مهصل]:

صفحة 707 - الجزء 15

  «رأْسُك نَبَعٌ لقَلْبِك، فإن اسْتَقَامَ قلبُك اسْتَقَامَ رأْسُك، وإن مالَ قلبُك مالَ رأْسُك».

  والمَيْلاءُ: المائِلَةُ السَّنَامِ من الإِبِلِ.

  والمَيْلاءُ: عُقْدَةٌ ضَخْمَةٌ من الرَّمْلِ، كما في الصِّحاحِ والعَيْن. زادَ الأَزْهَرِيُّ: مُعْتزِلَةٌ؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  مَيْلاءَ من مَعْدِن الصِّيرانِ قاصِيةٍ

  أَبعارُهُنَّ على أَهدافِها كُثَبُ⁣(⁣١)

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: لا أَعْرِف المَيْلاءَ في صفَةِ الرِّمالِ، ولم أَسْمَعْه مِن العَرَبِ، وأَمَّا الأَمْيَلُ فمَعْروفٌ، قالَ: وأَحْسبُ اللَّيْثَ أَرادَ قَوْل ذي الرُّمَّةِ السَّابِق، إنَّما أَرادَ بالمَيْلاء هنا أَرْطاة، ولها حيْنَئِذٍ مَعْنيان: أَحَدُهما أَنَّه أَرَادَ أَنَّ فيها اعْوُجاجاً، والثاني أَنَّه أَرادَ بالمَيْلاء أَنَّها متنحِّيَةٌ مُتباعِدَةٌ مِن مَعْدَنِ بَقَرِ الوَحْشِ، قالَ: ومَيْلاءُ مَوْضعُه خَفْض لأَنَّه مِن نَعْت أَرْطاة في قوْلِه:

  فبات ضَيْفاً إلى أَرْطاةِ مُرْتَكِمٍ

  من الكَثِيبِ لها دِفْءٌ ومُحْتَجَب⁣(⁣٢)

  والمَيْلاه: الشَّجرةُ الكثيرَةُ الفُروعِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  ومالَتِ الشمسُ مُيولاً: ضَيَّفَتْ، أَي دَنَتْ للغُروبِ، أَو زَالَتْ عن كَبِدِ السَّماءِ.

  ومالَ بنا الطَّريقُ أَي قَصَدَ بنا.

  والمَيَلُ محرَّكةً، ما كانَ خِلْقَةً وقد يكونُ في البِناءِ؛ وقد مَيِلَ، كفَرِحَ، فهو أَمْيَلُ، وهي مَيْلاهُ. يقالُ: رجُلٌ أمْيَلُ العاتِقِ أَي في عُنُقِه مَيَلٌ.

  والأَمْيَلُ: مَن يَميلُ على السَّرجِ.

  وفي العُبَابِ: مَن لا يَسْتوِي على السَّرجِ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: الأَمْيَلُ عنْدَ الرُّواة الذي لا يثبُتُ على ظُهورِ الخَيْلِ إنَّما يَميلُ عن السَّرجِ في جانِبٍ، فإذا كان يثبتُ على الدابَّةِ قيلَ فارِسٌ، وإن لم يثبتْ قيلَ كِفْل، والجَمْعُ مِيَلٌ، قالَ جريرُ:

  لم يركبُوا الخيلَ إلا بعدما هَرِموا

  فهم ثِقالٌ على أَكْتافِها مِيَلُ⁣(⁣٣)

  وقالَ الأعْشَى:

  غَيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهَيْ

  جَا وَلَا عُزَّلٍ ولَا أَكْفَالِ⁣(⁣٤)

  والأَمْيَلُ أَيْضاً: مَن لا تُرْسَ معه، أَو مَن لا سيفَ معه، أَو مَن لا رُمْحَ معه.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: الأَمْيَلُ الذي لا سيفَ معه والأكْشَفُ الذي لا تُرْسَ معه.

  وقيلَ: هو الجَبَانُ، والجَمْعُ مِيَلٌ؛ قالَ الأعْشَى: لا مِيل ولا عُزُلُ⁣(⁣٥).

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: مايَلَنا المَلِكُ فمايَلْناه أَي أَغارَ علينا فأَغَرْنا عليه.

  والمِيلُ⁣(⁣٦)، بالكسْرِ: المُلْمولُ الذي يُكْتَحَلُ به، هكذا عَبر به الجوْهَرِيُّ في «م ل ل»، والجَمْعُ أَمْيالٌ؛ ومنهم مَن جَعَلَه مِن لُغَةِ العامَّةِ.

  والمِيْلُ مِن الأرضِ: قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ؛ ونَصُّ ابنِ السِّكِّيت: مُنْتَهَى مَدِّ البَصَرِ.


(١) اللسان والتهذيب والصحاح.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٦٨ والمقاييس ٥/ ٢٩٠.

(٥) من بيتٍ له تمامه في ديوانه ط بيروت ص ١٤٩:

نحن الفوارسُ يوم الحنو ضاحيةً

جَنْبيْ فُطيمة لا ميلٌ ولا عُزُلُ

(٦) على هامش القاموس: عبارة المصباح: الميل بالكسر، عند العرب مقدار مدى البصر من الأرض قاله الأزهري، وعند القدماء من أهل الهيئة: ثلاثة آلاف ذراع، وعند المحدثين أربعة آلاف ذراع، والخلاف لفظي لأنهم اتفقوا على أن مقداره ست وتسعون ألف إصبع، والإصبع ست شعيرات بطن كل واحدة إلى الأخرى، ولكن القدماء يقولون: الذراع اثنتين وثلاثون، إصبعاً، والمحدثون يقولون: أربع وعشرون إصبعاً، فإذا قسم الميل على رأي القدماء كل ذراع اثنتين وثلاثين إصبعاً، كان المتحصل ثلاثة آلاف ذراع، وإن قسم على رأي المحدثين أربعاً وعشرين، كان المتحصل أربعة آلاف ذراع. والفرسخ عند الكل ثلاثة أميال وإذا قدر الميل بالغلوات وكانت كل غلوة أربعمئة ذراع، كان ثلاثين غلوة، وإن كان كل غلوة مائتي ذراع، كان ستين غلوة. لكن المصباح قال في الفرسخ وقدره في البارع وكذا في التهذيب في غلا بخمس وعشرين غلوة. وسيأتي أن اليونان قالوا: الفرسخ ثلاثة أميال، وقدروا الأميال الهاشمية بالتقدير الثاني إلا أنه مخالف لما في التهذيب والبارع ا هـ نصر.