تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نسل]:

صفحة 734 - الجزء 15

  بالنَّسَلان»، وقيلَ: فأَمَرَهُم أَن يَنْسِلوا أَي يسْرِعُوا في المَشْي.

  وفي حَدِيث لُقْمان: «إذا سَعَى القومُ نَسَل» أَي إذا عَدَوْا لغارَةٍ أَو مَخافَة أَسْرَعَ؛ وقالَ الشاعِرُ:

  عَسَلانَ الذئب أَمْسى قارِباً

  بَرَدَ الليلُ عليه فَنَسَلْ⁣(⁣١)

  وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  عَسٌّ أَمامَ القوم دائم النّسَلْ⁣(⁣٢)

  وقيلَ: أَصْل النَّسَلانِ للذِّئبِ ثم اسْتُعْمِل في غيرِ ذلِكَ.

  وفي الأَسَاسِ: نَسَلَ الذِّئبُ: أَسْرَعَ بإِعْناقٍ، كما يقالُ أَسْرَعَ في عَدْوِهِ وهو الخُرُوجُ بسُرْعةٍ كنُسُولِ الرِّيشِ، وهو مجازٌ ..

  وتَناسَلوا: أَنْسَلَ بعضُهم بعضاً، وهو مجازٌ.

  وفي الصِّحاحِ: أَي وُلِد بعضُهم مِن بعضٍ.

  وأَنْسَلَ الصِّلّيانُ أَطْرافَهُ: أَبْرَزَها ثم أَلْقاها.

  وأَنْسَلَتِ الإِبِلُ: حانَ لها أَنْ تَنْسُل وَبَرَها⁣(⁣٣)، وفي نسخةٍ: أَنْ يَنْسُلَ وَبَرُها.

  وأَنْسَلَ القومَ: تَقَدَّمَهُم، أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لعَدِيِّ بنِ زَيْدٍ:

  أَنْسَل الدرعان عَرْبٌ خَذِمٌ

  وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ⁣(⁣٤)

  والنُّسَالُ، كغُرابٍ: سُنْبُلُ الحَلِيِّ إذا يَبِسَ وتَطايَرَ، عن أَبي حَنيفَةَ.

  والنَّسِيلَةُ: الذُّبالةُ، وهي الفَتِيلَةُ في بعضِ اللُّغاتِ.

  والنَّسِيلَةُ: العَسَلُ كالنَّسِيلِ كِلَاهُما عن أَبي حَنيفَةَ كما في المُحْكَمِ.

  وفي الصِّحاحِ: النَّسِيلُ العَسَلُ إذا ذابَ وفارَقَ الشَّمْع. والنَّسَلُ، مُحَرَّكةً: اللَّبَنُ يَخْرُجُ مِن التِّينِ الأَخْضَرِ، أَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ في تركيبِ مَلَسَ⁣(⁣٥) واعْتَذَرَ عنه أَنّه أَغْفَلَه في بابِهِ فأَثْبَتَه في هذا المكانِ.

  وفَخِذّ ناسِلَةٌ: قَليلَةُ اللَّحْمِ، لُغَةً في ناشِلَة بالشِّيْن، ذَكَرَه الصَّاغانيُّ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  تَنَاسَلَ بَنُو فلانٍ: كَثُر أَوْلادُهم.

  ونَسَلَ الناقَةَ نَسْلاً: اسْتَثْمَرَها وأَخَذَ منها نَسْلاً، وهو على حَذْف الجارِّ أَي نَسَل بها أَو منها، وإن شُدِّد كانَ مِثْل ولَّدَها.

  ونَسَلَ الثوبُ عن الرجُلِ: سَقَطَ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والنَّسُولَةُ كحَلُوبَةٍ وركُوبَةٍ: ما يُتَّخَذُ للنَّسْلِ مِن إِبِلٍ وغَنَمٍ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، وهو مجازٌ.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: النَّسُولَةُ مِن الغَنَمِ ما يُتَّخَذُ نَسْلُها. ويقالُ: ما لبَنِي فلانٍ نَسُولَة أَي ما يُطلَب نَسلُه مِن ذواتِ الأَرْبَع، وعَجيبٌ مِن المصنِّفِ كيفَ أَغْفَلَ هذا.

  وقالَ اللّحْيانيُّ: هو أَنْسَلُهم أَي أَبْعَدُهم مِن الجَدِّ الأَكْبرِ.

  وأُنْسِلَ الرجُلُ: حَانَ أَن يَنْسلَ إبِله وغَنَمه، وبه فسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْب:

  أَعاشَنِي بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ

  آكُلُ من حَوْذانِه وأُنْسِلُ⁣(⁣٦)

  ويُرْوَى: وأَنْسِلُ والمعْنَى سَمِنْت حتى سَقَطَ عنِّي الشَّعَرُ.

  وذئبٌ نَسُولٌ: سَريعُ العَدْوِ؛ قالَ الرَّاعِي:

  وَقَعَ الرَّبيعُ وَقَدْ تَقارَبَ خَطْوُهُ

  ورَأَى بعَقْوتِه أَزلّ نَسُولا⁣(⁣٧)

  والنَّسَلُ، محرَّكةً: اللبَنُ يَخْرُجُ مِن الإحْليلِ بنفْسِه، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.


(١) اللسان هنا بدون نسبة، ونسبه في مادة «عسل» للنابغة الجعدي وقيل للبيد، وليس في ديوانه، والتهذيب بدون نسبة.

(٢) اللسان.

(٣) القاموس: أَن يَنْسُلَ وَبَرُها.

(٤) اللسان وفيه: «غرب».

(٥) كذا بالأصل وقد ذكرت في التهذيب في مادة «نسل» ١٢/ ٤٢٨.

(٦) اللسان ونسبه لأبي ذؤيب أيضاً وبهامشه: «قوله أبي ذؤيب كذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في المحكم: ابن أبي دواد لأبيه، ويوافقه ما تقدم للمؤلف في مادة بقل، ولم يرد البيت في ديوان الهذليين في شعر أبي ذؤيب.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ٢٣٩ واللسان وانظر تخريجه في الديوان.