تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نصل]:

صفحة 737 - الجزء 15

  أَنْصَله أَزالَهُ عنه، ونَصَّلَه: رَكَّبَ فيه النَّصْلَ، كِلاهُما أَي أَنْصَلَه ونَصَّلَه ضِدٌّ.

  وفي الصِّحاحِ: نَصَّلْت السهمَ تَنْصيلاً: نَزَعْت نَصْلَه، وهو كقَوْلِهم: قَرَّدْت البعيرَ وقَذَّيْت العينَ إذا نَزَعْت منهما القُرادَ والقَذَى، وكَذلِكَ إذا ركَّبْت عليه النَّصْل، وهو مِن الأَضْدادِ، انتَهَى.

  فالمُرادُ بقَوْلِه: كِلاهُما، أَي كلٌّ مِن أَنْصَلَ ونَصَّل.

  ونَصَلَ السَّهْمُ فيه إذا ثَبَتَ ولم يخْرُجُ. ونَصَلْتُهُ أَنا نَصْلاً ونَصَلَ خَرَجَ فهو ضِدٌّ وأَنْصَلْتُه: أَخْرَجْتُه وكلُّ ما أَخْرَجْتُه فقد أَنْصَلْتُه.

  وقولُ شيْخِنا لا معْنَى فيه للضّدِّيَّة وإنَّما هو ممَّا اسْتُعْمِل لازِماً ومتعدِّياً ولا يكونُ مِن الأَضْدادِ إلَّا إذا قيلَ: نَصَلَ دَخَلَ، ونَصَلَ خَرَجَ، وكأَنَّه أُلْحِق ثبت بدَخَلَ، انتَهَى، محل نَظَر.

  ففي الصِّحاحِ: يقالُ: نَصَلَ السهمُ إذا خَرَجَ منه النَّصْل، ومنه قوْلُهم: رَماهُ بأَفْوَقَ ناصِلٍ؛ ويقالُ أَيْضاً⁣(⁣١): نَصَلَ السهمُ إذا ثَبَتَ نَصْلُه في الشيءِ فلم يخْرُجْ، وهو مِن الأضْدادِ، انتَهَى.

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: أَنْصَلْت الرمحَ ونَصَلْتَه جَعَلْت له نَصْلاً، وأَنْصَلْته نَزَعْت نَصْلَه.

  وقالَ الكِسائيُّ: أَنْصَلْت السهمَ، بالأَلفِ، جَعَلْت فيه نَصْلاً، ولم يَذْكر الوَجْه الآخَر أَنَّ الإنْصالَ بمعْنَى النَّزْع والإخْرَاج، وهو صَحيحٌ.

  وقالَ شَمِرٌ: لا أَعْرف نَصَل بمعْنَى ثَبَتَ، قالَ: ونَصَلَ عنْدِي خَرَجَ.

  ونَصَلَتِ اللِّحْيَةُ، كنَصَرَ ومَنَعَ، نُصولاً فهي ناصِلٌ: خَرَجَتْ مِن الخِضابِ.

  وفي الصِّحاحِ: نَصَلَ الشَّعَرُ يَنْصُل نُصولاً: زَالَ عنه الخِضابُ. يقالُ لحيَةٌ ناصِلٌ كتَنَصَّلَتْ. ونَصَلَتِ اللَّسْعةُ والحُمَّةُ إذا خَرَجَ سَمُّهُما وزَالَ أَثَرُهُما⁣(⁣٢).

  ونَصَلَ الحافِرُ نُصولاً: خَرَجَ من مَوْضِعِه فسَقَطَ كما يَنْصُلُ الخِضابُ.

  والأُنْصُولَةُ، بالضَّمِ: نَوْرُ نَصْلِ البُهْمَى، أَو هو ما يُوبِسُه الحَرُّ من البُهْمَى فيشْتَدُّ على الأكَلَةِ، والجَمْعُ الأَناصِيلُ، قالَ الشاعِرُ:

  كأَنَّه واضِحُ الأَقْراب في لُقُحٍ

  أَسْمَى بهنَّ وعَزَّتْه الأَناصِيلُ⁣(⁣٣)

  أَي عزَّتْ عليه.

  واسْتَنْصَلَ الحَرُّ السِّقاءَ، كذا في النسخِ، والصَّوابُ السَّفَا، بالفاءِ مَقْصوراً: جَعَلَه أَناصِيلَ، أَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابيِّ:

  إذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفَا بَرَّحَتْ به

  عِراقيَّةُ الأَقْياظِ نَجْدُ المَراتِع⁣(⁣٤)

  وفي الأساسِ: اسْتَنْصَلَتِ الريحُ السَّفَا اسْتَأْصَلَتْه⁣(⁣٥)؛ ومنه نَصَلَ السيفُ والرِمحُ والمُغْزلِ؛ وفي العُبَابِ: إذا أَسْقَطَتْه؛ وقالَ غيرُه: اقْتَلَعَتْه مِن أَصْلِه.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: النَّصِيلُ، كأَميرٍ: حَجَرٌ طَويلٌ رَقيقٌ كهَيْئةِ الصَّفِيحَةِ المحدَّدَةِ؛ وقيلَ: هو حَجَرٌ ناتئٌ قَدْرُ ذِراعٍ ونَحْوِها يَنْصُلُ مِن الحِجارَةِ يُدَقُّ به؛ وفي الفرقِ لابنِ السِّيدِ: تُدَقُ به الحجارَةُ.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: هو حَجَرٌ طويلٌ مُدَمْلَك قَدْر شِبْرٍ وذِراعٍ، وجَمْعُه النُّصُلُ.

  وقالَ غيرُه: هو البِرْطِيلُ ويشبَّهُ به رأْسُ البَعيرِ وخُرْطومُه إذا رَجَفَ في سَيْرِه، وقالَ أَبو خرَاشٍ في النَّصِيل فجَعَلَه الحَجَر يَصِفُ صَقْراً:


(١) كذا بالأصل واللسان وبهامشه كتب مصححه: هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: «ويقال نصل السهم إذا خرج منه النصل، ونصل أيضاً إذا ثبت نصله ا هـ ففي الأصل سقط».

(٢) في اللسان: خرج سمها وزال أثرها.

(٣) اللسان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: المراتع، ويروي: المرابع. «وقوله: نجد المراتع أراد جمع نجديٍّ فحذف ياء النسبة في الجمع كما قالوا زنجيّ وزنج كذا في اللسان».

(٥) زيد في الأساس: واستخرجته.