[نكتل]:
  تعالَى: {قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ}(١).
  وفي حَدِيْث ابنِ عباسٍ: نَهَى عن قَتْلِ النَّحْلَة والنَّمْلَة والصُّرَد والهُدْهُد، وقد مَرَّ تَعْليلُ النَّهْي عن قَتْلِهنَّ في ن ح ل، عن إبراهيم الحربيّ، قالَ: والنَّمْلَةُ هي التي لها قوائِمُ تكونُ في البَرارِي والخَرابَات والتي تتأَذَّى الناسُ بها هي الذرُّ، وهي الصِّغارُ، ثم قالَ: والنَّمْلُ ثلاثَةُ أَصْنافٍ: النَّمْلُ وفازِرُ وعُقَيْفان.
  ورُوِي عن قتادَةَ في قوْلِهِ تعالَى: {عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}(٢)، قالَ: النَّمْلَةُ مِن الطَّيْرِ، وقالَ أَبو خَيْرَةَ(٣): نَمْلَة حَمْراء يقالُ لها سُلَيْمان يقالُ لهنَّ الحقّ، بالواوِ، وقالَ: والذَّرُّ داخِلٌ في النَّمْلِ.
  قلْتُ: وهذه النَّمْلَةُ التي يقالُ لها سُلَيْمان هي المَعْروفَةُ بالنَّمْلةِ السُّلَيْمانية لها ذِكْرٌ في كتابِ الحيلِ(٤) وقد عَقَدُوا لها باباً.
  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: النَّمْلُ الذي له رِيشٌ يقالُ نَمْل ذُو رِيشٍ.
  وقد تُضَمُّ الميمُ فيقالُ: نَمُلَةٌ، وقد قُرِئ به وعَلَّلَه الفارِسِيُّ بأَن أَصْلَ نَمْلة نَمُلةٍ ثم وَقَعَ التَّخْفيف وغَلَبَ.
  ج نِمالٌ بالكسرِ؛ قالَ الأَخْطلُ:
  دَبِيْبِ نِمال في نَقاً يتَهيَّل(٥)
  وأَرضٌ نَمِلَةٌ، كزَنِخَةٍ: كثيرَتُها؛ وفي العُبَابِ: ذاتُ نَمْلٍ.
  وطَعامٌ مَنْمولٌ: أَصابَهُ النَّمْلُ.
  والنَّمْلَةُ مُثَلَّثَةً، والنَّمِيلَةُ كَسَفينةٍ، كلُّ ذلِكَ النَّميمةُ؛ واقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الضمِ كالصَّاغانيّ.
  قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ النُّمْلةِ بالضمِ قَوْلُ أَبي الوَرْدِ الجعْدِيّ:
  أَلا لَعَنَ اللهُ التي رَزَمَتْ به
  فقد ولَدت ذَا نُمْلةٍ وغَوائِل(٦)
  وجَمْعُها نُمْلٌ.
  وهو نَمِلٌ. ككَتِفٍ، ونامِلٌ ومُنْمِلٌ، كمُحْسِنٍ ومِنْبرٍ وشَدَّادٍ، كُلُّه نَمَّامٌ، الأُوْلى عن أَبي عَمْرو.
  وقد نَمِلَ، كنَصَرَ وعَلِمَ يَنْمُلُ نَمْلاً: نَمَّ، وأَنْمَلَ مِثْلُ ذلِكَ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ للكميت(٧):
  ولا أَزْعِجُ الكَلِمَ المُحْفِظا
  ت للأَقْرَبِين ولا أُنْمِلُ(٨)
  قلْتُ: ويُرْوَى بفتحِ الهَمْزةِ: أَيْضاً.
  وفيه نَمْلَةٌ، بالفتحِ، أَي كَذِبٌ.
  وامرأَةٌ مُنَمَّلَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ، ونَمْلَى مِثْل سَكْرَى، إذا كانَتْ لا تَسْتَقِرُّ في مَكانٍ واحِدٍ.
  وفي العُبَابِ: جاريَةٌ مُنَمَّلَةٌ: كثيرَةُ الحرَكَةِ في المَجِيءِ والذهابِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، وكذا فَرَسٌ نَمِلُ القوائِمِ ككَتِفٍ، لا يَسْتَقِرُّ مرحاً، وهو أَيْضاً مِن نَعْتِ الغلَظِ.
  ورَجُلٌ نَمِلٌ: خَفيفُ الأَصابع كَثيرُ العَبَثِ بها أَو لَا يَرَى شَيئاً إلَّا عَمِلَهُ، قالَهُ اللّيْثُ؛ أَو كان خَفِيفَها في العَمَلِ أَو حاذِقٌ قالَهُ الفرَّاء.
- حياة الحيوان ما نصه: عن قتادة أنه دخل الكوفة وأنه اجتمع عليه ناس، فقال: سلوا عما شئتم - وكان أبو حنيفة حاضراً وهو غلام حدث - فقال سلوه عن نملة سليمان أكانت ذكر أم انثى، فسألوه، فأفحهم، فقال أبو حنيفة كانت أنثى، فقيل له: كيف عرفت ذلك. قال: من قوله تعالى: {قالَتْ} ولو كان ذكراً، لقال: قال نملة، لأن النملة مثل الحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى، ا هـ فيميز بينها بعلامة، نحو قولهم: حمامة ذكر وحمامة أنثى، واعترضه أبو حبان ا هـ قرافي. وحاصل اعتراضه أن لحوق التاء في قالت لا يدل على أنها مؤنثة، لأن نملة مما لا يتميز فيه المذكر من المؤنث كاليمامة والقملة وما كان كذلك فإنه يخبر عنه إخبار المؤنث مطلقاً، ا هـ مصححه.
(١) سورة النمل الآية ١٨.
(٢) النمل الآية ١٦.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقال أبو خيرة: نملة حمراء الخ كذا بخطه كاللسان. وكتب بهامشه عبارته في مادة حوا: أبو خيرة: الحوّ من النمل: نمل حمر، يقال لها نمل سليمان».
(٤) كذا، ولعله: الخيل.
(٥) ديوانه والأساس بتمامه وصدره:
تدب دبيباً في العظام كأنه
وعجزه في اللسان والتهذيب.
(٦) اللسان.
(٧) بالأصل «للمكيت» تطبيع.
(٨) اللسان والصحاح والتهذيب