تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وأل]:

صفحة 766 - الجزء 15

  ووَأَلَ⁣(⁣١) وَأْلاً ووُؤُلاً ووَاءَلَ، كقاتَلَ، مُواءَلَةً ووِئالاً: طَلَبَ النَّجاةَ، قالَ الشمَّاخُ:

  نوائِل من مصك أنصبته

  حوالب أسهريه بالذنين

  ووَأَلَ إلى المكانِ ووَاءَلَ: بَادَرَ والْتَجَأَ إليه فَنجَا.

  والوَأْلَةُ مِثَالُ الوَعْلَةِ: الدِّمْنَة والسِّرْجِينُ، وهو أَبْعارُ الغنمِ والإِبِلِ⁣(⁣٢).

  تَجْتَمِعُ وتَتَلَبَّدُ. يقالُ: إِنَّ بنِي فلانٍ وَقُودُهم الوَأْلَة؛ أَو هي أَبوالُ الإِبِلِ وأَبعارُها فقط، كما في المُحْكَمِ.

  وقد وَأَلَ المكانُ يَئِلُ وَأْلاً وأَوْأَلَهُ هو، يقالُ: أَوْأَلَتِ الماشِيَةُ في الكَلإِ أَي أَثَّرت فيه بأَبْوالِها وأبْعارِها، فهو مُوأَلُ، قالَ الشاعِرُ في صفَةِ ماءٍ:

  أَجْنٌ ومُصْفَرُّ الجِمامِ مُوأَلُ

  والمَوْئِلُ، كمَجْلِسٍ: مُسْتَقَرُّ السَّيْلِ.

  والأَوَّلُ ضِدُّ الآخِرِ⁣(⁣٣)، وفي أَصْلِهِ⁣(⁣٤) أَرْبَعةُ أَقْوالٍ: هل هو أَوْأَلٌ على أَفْعَلٍ أَو فَوْعَلٍ؛ أَو وَوْأَلُ بواوَيْن أَو فَعْأَلَ، وصَحَّحَ أَقْوامٌ أَوْأَل لجمْعِه على أَوَائِل وله ثلاثةُ اسْتِعْمالاتٍ أَو أَرْبَعة.

  وفي العُبَابِ: أَصْلُه أَوْأَل على أَفْعَل مَهْمُوزَ الأوْسطِ قُلِبَت الهَمْزةُ واواً وأُدْغِمَت، يدلُّ على ذلِكَ قوْلُهم: هذا أَوَّل منك، ج الأوائِلُ والأَوالي أَيْضاً على القَلْبِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: قالَ، بعضُ النَّحَويِّين: أَمَّا قوْلُهم أَوَائِل بالهَمْز فأَصْلُه أَوَاوِلٍ، ولكن لمَّا اكْتَنَفَت الألِفَ وَاوَانِ ووَلِيَت الأَخِيرةُ منهما الطَّرَفَ فضُعِّفَت وكانتِ الكَلِمةُ جَمْعاً والجَمْعُ مُسْتَثْقل، قُلِبَت الأَخيرةُ منها هَمْزةً وقَلَبُوه فقالَوا الأَوالي.

  وفي العَبَابِ: والصِّحاحِ: وقالَ قومٌ: أَصْلُ الأَول وَوَوَّل على فَوْعَل فقُلِبَت الواوُ الأُوْلى هَمْزةً وإِنَّما لم يجْمَع على أَواوِل لاسْتِثْقالِهم اجْتِماع واوَيْن بينهما أَلِفُ الجَمْعِ، وإن شِئْت قُلْت في جَمْعِه الأَوَّلُونَ، قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

  أَدانَ وأَنْبَأَهُ الأَوَّلونَ

  بأَنَّ المُدَانَ مَلِيٌّ وفِيّ⁣(⁣٥)

  وهي الأُولَى، وقوْلُه تعالَى: {تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى}⁣(⁣٦).

  قالَ الزَّجَّاجُ: قيلَ: مِن لَدُن آدَمَ إلى زَمَنِ نوحٍ، @؛ وقيلَ: مُنْذ زَمَنِ نوحٍ إلى زمنِ إدْريس، @، وقيلَ مُنْذ زَمَنِ عيسَى إلى زمنِ محمدٍ، ، قالَ: وهذا أَجْودُ الأقْوالِ، انتَهَى.

  وأَمَّا ما أَنْشَدَه ابنُ جنِّي مِن قولِ الأسْود بنِ يَعْفُرَ:

  فأَلْحَقْتُ أُخْراهُمْ طَريقَ أُلاهُمُ⁣(⁣٧)

  فإِنَّه أَرادَ أُولاهُم فحذَفَ اسْتِحْفافاً، ج أُوَلُ، كصُرَدٍ، مِثْل أُخْرى وأُخَر، وكذلِكَ لجماعَةِ الرِّجالِ مِن حيثُ التَّأْنِيث؛ قالَ يَصِفُ ناقَةً مُسنَّةً:

  عَوْدٌ على عَوْدٍ لأقوامٍ أُوَلْ⁣(⁣٨)

  وفي حَدِيْث الإِفْك: «أَمْرُنا أَمْرُ العَرَبِ الأُوَل»، يُرْوَى كصُرَدٍ جَمْع الأُولى، وتكونُ صفَةُ للعَرَبِ، ويُرْوَى بفتحِ الهَمْزةِ وتَشْديدِ الواوِ صفَةً للأَمْرِ، وقيلَ: هو الوَجْهُ.

  ويقالُ أَيْضاً: أَوَّلُ مِثَالُ رُكَّعٍ، هكذا نَقَلَه الصَّاغانيُّ؛ وإذا جَعَلْتَ أَوَّلاً صِفَةً مَنَعْتَهُ مِن الصَّرْفِ وإِلَّا صَرَفْتَهُ تقولُ: لَقِيْتُهُ عاماً أَوَّلَ مَمْنوعاً، قالَ ابنُ سِيْدَه: أُجْرِي مجْرَى الاسمِ فجاءَ بغيرِ أَلفٍ ولامٍ، وعاماً أَوّلاً مَصْروفاً.

  قالَ ابنُ السِّكِّيت: ولا تَقُلْ عامَ الأوَّلِ⁣(⁣٩).

  وقالَ غيرُه: هو قَلِيلٌ


(١) على هامش القاموس: قال أبو السعود في أول سورة ابراهيم عند قوله: «وَيْلٌ لِلْكافِرِينَ» الويل: نقض الوأل: الذي هو النجاة، والويل: الوقوع في الهلاك، ا هـ، نصر.

(٢) بعدها في القاموس المطبوع: جميعاً.

(٣) على هامش القاموس: وقد يجيء الأول بمعنى غير المسبوق بمثله كما قالوا في تفسير قوله: «لِأَوَّلِ الْحَشْرِ»، ا هـ، قرافي.

(٤) في القاموس بالضم وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الجر.

(٥) ديوان الهدليين ١/ ٦٥ وعجزه:

أن المدان المليّ الوفيّ

والمثبت كاللسان.

(٦) الأحزاب الآية ٣٣.

(٧) اللسان.

(٨) اللسان والصحاح، ونسبه في اللسان لبشير بن النكث، وبعده فيه:

يموت بالترك ويحيا بالعملْ

(٩) على هامش القاموس: هو من إضافة الموصوف للصفة، ا هـ، قرافي.