تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جحم]:

صفحة 94 - الجزء 16

  نَهَضْتُ إليها من جَثومٍ كأَنَّها ... عجوزٌ عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ⁣(⁣١)

  كالجَثَمَةِ، محرَّكةً.

  ودارَةُ الجثومِ: لبَنِي الأَضْبَطِ بنِ كلابٍ، وقد ذُكِرَتْ في الرَّاءِ.

  وجاثِمُ بنُ مُرَيْدٍ الدلَّالُ: حَدَّثَ عن أَبيهِ عن أَيوب السّخِتْياني، وعنه إبراهيمُ بنُ نَهْدٍ أَو هو بحاءٍ، وهكذا رَوَاه ابنُ صاعِدٍ وقد تقدَّمَ له ذِكْرٌ في الدّالِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تَجَثَّمَ الطّيرُ أُنْثاهُ: عَلَاها للسِّفادِ.

  والجاثِمَةُ: الذي لا يَبْرَحُ بيتَه، عن اللَّيْثِ، وجَمْعُ الجاثِمِ جُثومٌ.

  والجَثُومُ، كصَبُورٍ: الأرْنَبُ لأنَّها تَجْثِمُ، ومَكانُها مَجْثَمٌ.

  والجَثَّامَةُ، بالتَّشديدِ وكصُرَدٍ وهُمَزَةٍ: كلُّ ذلِكَ الكَابوسُ، نَقَلَه الأزْهرِيُّ.

  والجَثْمَةُ، بالفتحِ: الأَكَمَةُ.

  والمُجَثَّمَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: هي المَصْبورَةُ إلَّا أَنَّها في الطيرِ خاصَّةً، وفي الأرانِبِ وأَشْباه ذلِكَ تَجْثِمُ ثم تُرْمَى حتى تُقْتَلَ، وقد نَهى عن ذلِكَ، كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: هي كلُّ حَيوانٍ يُنْصَب ويُرْمَى ويُقْتَل.

  وقيلَ: المُجَثَّمَةُ هي المَحْبوسَةُ، فإذا فَعَلَتْ هي مِن غيرِ فِعْل أَحَدٍ فهي جاثِمَةٌ.

  وقالَ شَمِرٌ: المُجَثَّمةُ الشاةُ تُرْمَى بالحِجارَةِ حتى تَموتَ ثم تُؤْكَل، قالَ: والشاةُ لا تَجْثِمُ، إنَّما الجُثومُ للطَّيرِ ولكنَّه اسْتُعِير.

  وهضب الجثوم: مَوْضِعٌ في قولِ الرَّاعِي:

  تَرَوَّحْنَ مِن هضب الجثوم وأَصْبَحَتْ ... هِضابُ شَرُوْرَى دُونَهُ المُضَيَّحُ⁣(⁣٢)

  [جحم]: أَجْحَمَ عنه إجْحاماً: كَفَّ كأَحْجَمَ بتَقْدِيم الحاءِ.

  وقالَ شيْخُنا: كِلاهُما مِن الأَضْدادِ يُسْتَعْملان بمعْنَى تقدَّمَ وبمعْنَى تأَخَّرَ.

  وأَجْحَمَ فلاناً: دَنا أَن يُهْلِكَه.

  والجَحِيمُ، كأَميرٍ: اسمٌ مِن أَسْماءِ النارِ.

  وقيلَ: هي النارُ الشَّديدَةُ التَّأَجُّجِ، كما أَجَّجُوا نارَ إِبراهيمَ، على نبيِّنا وعليه أَفْضل الصَّلاة والسَّلام.

  وقيلَ: كلُّ نارٍ بعضُها فوقَ بعضٍ جَحِيمٌ كالجَحْمَةِ بالفتحِ ويُضَمُّ، وجَمْعُ الأَخيرِ جُحَمٌ كصُرَدٍ، قالَ ساعدَةُ:

  إن تأْتِهِ في نَهارِ الصَّيْفِ لا تَرَهُ ... إلَّا يُجَمِّع ما يَصْلى من الجُحَمِ⁣(⁣٣)

  وكلُّ نارٍ عظيمةٍ في مَهْواةٍ فهي جَحِيمٌ مِن قوْلِهِ تعالَى: {قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ}⁣(⁣٤).

  والجَحِيمُ: المَكانُ الشديدُ الحَرِّ كالجاحِمِ، قالَ الأَعْشَى:

  يُعِدُّون للهَيْجاءِ قبلَ لِقائِها ... غَداةَ احْتِضار البأْسِ والموتُ جاحِمُ⁣(⁣٥)

  وجَحَمَها، كمَنَعها: أَوْقَدَها فَجَحُمَتْ هي، ككَرُمَتْ، جُحوماً، بالضمِ، عَظُمَتْ، وجَحِمَ، كفَرِحَ، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ، جَحِمَتْ، كفَرِحَ، جَحَماً، بالتحريكِ، وجَحْماً، بالفتحِ، وجُحوماً، بالضمِ، اضْطَرَمَتْ وتَوقَّدَتْ وكَثُرَ جَمْرُها ولَهَبُها.

  والجاحِمُ: الجَمْرُ الشَّديدُ الاشْتِعالِ.

  والجاحِمُ من الحَرْبِ: مُعْظَمُها، وقيلَ: ضِيْقُها، وقيلَ: شِدَّةُ القَتْلِ في مَعْرَكَتِها، وفي بعضِ الأُصولِ: في مُعْتَرَكِها، قالَ:


(١) اللسان وأمالي القالي ١/ ٤٠ والتكملة والتهذيب.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٤١ برواية: تروحن من حزم الجفول ...... دونها والمضيحُ وانظر تخريجه فيه.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ١٩٢ واللسان.

(٤) الصافات الآية ٩٧.

(٥) اللسان. والمقاييس ١/ ٤٢٩ ولم أجده في ديوانه.