تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حدم]:

صفحة 131 - الجزء 16

  [حدم]: حَدْمُ النَّارِ، بالفتحِ ويُحَرَّكُ: شِدَّةُ احْتِرَاقِها وحَمْيِها، وكَذلِكَ: حَدْمُ الحَرِّ، بالفتحِ والتَّحريكِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: الحَدْمُ شِدَّةُ إِحْماءِ الشيءِ بحرِّ الشمسِ والنارِ.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: زَفر⁣(⁣١) النارِ لَهَبُها وشَهِيقُها وحَدَمُها وحَمَدُها وكَلْحَبَتُها بمعْنًى واحِدٍ.

  وأَحْدَمَتِ النَّارُ والحَرُّ: اتَّقَدَا، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: احْتَدَمَتِ النارُ والحَرُّ، كما في الأُصولِ الصَّحِيحَةِ.

  ومِن المجازِ: احْتَدَمَ فلانٌ عليه غَيْظاً إذا تَحَرَّقَ⁣(⁣٢)، وكذا احْتَدَمَ صَدْرُه، كتَحَدَّمَ، أَي تَغَيَّظَ وتَحَرَّقَ.

  واحْتَدَمَتِ النَّارُ: الْتَهَبَتْ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وفي التَّهْذِيبِ: كلُّ شيءٍ الْتَهَبَ فقد احْتَدَمَ.

  واحْتَدَمَ الدَّمُ: اشْتَدَّتْ حُمْرَتُه حتى يَسْوَدَّ، كما في الصِّحاحِ، وهو مجازٌ.

  والحَدَمَةُ، محرَّكةً: النَّارُ نفْسُها، وقيلَ: صَوْتُها، وفي الصِّحاحِ: صَوْتُ الْتهابِها.

  وقالَ الفرَّاءُ: للنارِ حَدَمَةٌ وحَمَدَةٌ، وهو صَوْتُ الْتهابِها.

  والحَدَمَةُ: صَوْتُ جَوْفِ الحَيَّةِ، وخَصَّ بعضُهم الأسْوَد مِن الحَيَّات.

  وقالَ أَبو حاتِمٍ: الحَدَمَةُ مِن أَصْواتِ الحَيَّات صَوْتُ حَفِيفِه، كأنَّه دَوِيُّ مُحْتَدِمٌ. أَو صَوْتٌ في الجَوْفِ كأَنَّهُ تَغَيُّظٌ وتَحَرُّقٌ.

  والحُدْمَةُ، بالضمِ أَو كهُمْزَةٍ: ع م مَعْروفٌ.

  والحَدِمَةُ، كفَرِحَةٍ: السَّريعَةُ الغَلْيِ من القُدورِ.

  والذي في الصِّحاحِ نَقْلاً عن الفرَّاءِ: قِدْرٌ حُدَمَةٌ: سَريعَةُ الغَلْيِ وهو ضِدُّ الصَّلُودِ، هكذا ضَبَطَه كهُمَزَةٍ.

  وفي الأَسَاسِ: قِدْرٌ حُدَمَةٌ، كحُطَمَة، سَرِيعَةُ الغَلْي، وضِدُّها الصَّلُودُ. فَظَهَرَ بذلِكَ أَنَّ المصنَّفَ وَهِمَ في ضَبْطِه بقَوْلِه: كفَرِحَةٍ وأَيْضاً فإنَّ المَوْضِعَ الذي ذَكَر فيه الضَّبْطَيْن فإنَّ الصَّحِيحَ أَنَّه بالضَّم فقط، فتأَمَّل ذلِكَ فإنَّ المصنِّفَ لم يُحَرِّره.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  احْتَدَمَ النَّهارُ: اشْتَدَّ حَرُّه.

  وخَرَجْت في نهارٍ مِن القَيْظِ مُحْتَدِمٌ، وقالَ الأَعْشَى:

  وإِدْلاجُ لَيْلٍ على غِرَّةٍ ... وهاجِرَةٍ حَرُّها مُحْتَدِمْ⁣(⁣٣)

  وقالَ أَبو زَيْد: احْتَدَمَ يومُنا واحْتَمَدَ.

  واحْتَدَمَتِ القِدْرُ: اشْتَدَّ غَلَيانُها.

  واحْتَدَمَ الشَّرابُ: إذا غَلا، وهو مجازٌ.

  وسَمِعْتُ حَدَمَةَ السِّنَّوْرِ: أَي صَوْتُ حَلْقِهِ شُبِّه بصَوْتِ اللهَبِ، وكذا حَطَمَتُه وهَزَمَتُه.

  [حذم]: حَذَمَهُ يَحْذِمُه حَذْماً: قَطَعَه قطعاً ما كان، أَو قَطَعَه قَطْعاً وحِيّاً.

  وحَذَمَ في قِراءَتِه وغيرِها إذا أَسْرَعَ، ومنه قَوْلُ عُمَرَ لمُؤَذِّنِ بيتِ المَقْدسِ: «إذا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ وإِذا أَقَمْتَ فاحْذِمْ».

  قالَ الأَصْمَعِيُّ: الحَذْمُ الحَدْرُ في الإِقامَةِ وقَطْع التَّطْوِيْل، يُريدُ عَجِّلْ إِقامَة الصَّلاة ولا تُطَوِّلها كالأَذَان، هكذا رَوَاه الهَرَوِيّ بالحاءِ، وذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيُّ بالخاءِ وسَيَأتي.

  قلْتُ: وكأَنَّه يُريدُ به في الفائِقِ. وأَمَّا الأسَاس فإنَّه ذَكَرَه فيه هنا كما للجَماعَةِ، وأَرادَ بغيرِها كالمَشْي ونَحْوِه، فإنَّ الإسْراعَ فيه أَيْضاً يُسَمَّى حَذْماً، وكأَنَّه مع هذا يهوى إلى خَلْف بيَدَيْه والفِعْل كالفِعْل.

  والحَذِمُ، ككَتِفٍ: القاطِعُ مِن السّيوفِ كالحِذْيَمِ، بكسْرِ الحاءِ، أَي مع فتحِ التَّحْتِيَّةِ.

  والحَذَمُ، مُحرَّكةً: طَيَرانُ المَقْصوصِ كالحَمامِ ونَحوِه.


(١) في اللسان والتهذيب: زفير.

(٢) في القاموس: تحرّك.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٩٧ واللسان والتهذيب.