تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حدم]:

صفحة 132 - الجزء 16

  والحُذُم، بضَمَّتَيْنِ: الأَرَانِبُ السِراعُ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  قالَ: وأَيْضاً اللُّصوص الحُذَّاقُ.

  والحُذَمُ، كصُرَدٍ وهُمَزَةٍ القَصيرُ مِن الرِّجالِ القَريبُ الخَطْوِ، وهي بهاءٍ، يقالُ: امرأَةٌ حُذَمَةٌ أَي قَصيرَةٌ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ:

  إذا الخَرِيعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمَهْ ... يَؤُرُّها فحلٌ شديد الصَّمَمَهْ⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ بَرِّي: كذا ذَكَرَه يَعْقوب حُذَمَةَ بالحاءِ، وكَذلِكَ أَنْشَدَه أَبو عَمْرُو الشَّيْبانيّ في نوادِرِه بالحاءِ أَيْضاً، والمَعْروفُ الجَذَمَةُ⁣(⁣٢)، بالجيمِ، وقد تقدَّمَتِ الإشارَةُ إليه، قالَ: وصَوابُ القافِيَة الأَخِيرَة الضَّمْضَمَة، قالَ: وكَذلكَ أَنْشَدَه أَبو عَمْرو وابنُ السِّكِّيت وفسَّرَه فقالَ: الضَّمْضَمَةُ الأَخْذُ الشَّديدُ، قالَ: والرَّجزُ لرِياحٍ الدُّبَيْرِيّ.

  والحَذَمانُ، مُحَرَّكةً: الإسْراعُ في المَشْيِ.

  قالَ أَبو عدنان: هو شيءٌ مِن الذَّمِيل فَوْق المَشْي، قالَ: وقالَ لي خالِدُ بنُ جَنْبة: الحَذَمانُ الإِبْطاءُ في المَشْيِ، وهو ضِدُّ.

  والحِذْيَمُ، كمِنْبَرٍ، تَمْثِيلُه بمِنْبَرٍ فيه نَظَرٌ لا يَخْفَى، الحاذِقُ بالشيءِ.

  وحِذْيَمٌ أَيْضاً: ع بنَجْدٍ، كانت فيه وَقْعَةٌ، قالَهُ نَصْر.

  وحِذْيَمٌ: رجُلٌ مُتَطَبِّبٌ من تَيْمِ الرَّبابِ، وبه فسِّرَ قَوْلُ أَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

  فهلْ لكُم فيها إليَّ فإنَّني ... طَبِيبٌ بما أَعْيا النِّطَاسِيّ حَذْيَمَا⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ السِّكِّيت في شرْحِ دِيوان أَوْس: الطَّبِيبُ هو حِذْيَم نفْسُه، أَو هو ابنُ حِذْيَم وإنَّما حذفَ ابن اعْتِماداً على الشُّهْرَةِ. قالَ شيْخُنا: وهل يكونُ هذا مِن الحَذْفِ مع اللبْسِ، أَو مِن الحذْفِ مع أَمْن اللبْسِ خِلاف. وقد بسطَه البَغْدادِيُّ في شرْحِ شَواهِدِ الرّضي بما فيه كفايَةٌ.

  وحِذْيَمُ بنُ عَمْرٍو السَّعْدِيُّ نزِلَ البَصْرَة، شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ وقد رَوَى عنه ابْنُه، وحِذْيَمُ بنُ حَنيفَةَ بنِ حِذْيَمٍ الحنفيُّ كان أَعْرابيّاً مِن ناحِيَةِ البَصْرَةِ رَوَى عنه ابْنُه حَنْظَلَةُ، وأَبوه حَنيفَةُ بنُ حِذْيَمٍ، وابْنُه حَنْظَلَةُ بنُ حِذْيَمِ بنِ حَنيفَةَ، صَحابيُّونَ، وفي الأَخيرِ خِلافٌ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهم.

  وسَلْمُ بنُ حِذْيَمٍ، وتَمِيمُ بنُ حِذْيَمٍ تابِعيَّانِ وهو غيرُ تَمِيمِ بنِ حَذْلَمٍ الآتي ذِكْرُه قَرِيباً، وقيلَ: هُما واحِدٌ، نَقَلَه الحافِظُ.

  وأَمَّا سَلْم بنُ حِذْيَمٍ فلم أَرَه في ثِقاتِ ابنِ حَبَّان، ولا في الكاشِفِ للذَّهبيِّ.

  وحَذَامُ، كقَطامٍ، وهو الأَكْثَر، وسَحابٍ: اسمُ امرأَةٍ⁣(⁣٤)، مَعْدولَة عن حَاذِمَة.

  قالَ شيْخُنا: وهذا هو الصَّحيحُ، وإنْ زَعَمَ التقيُّ الشمني في حَواشِيه على المغْنِي أَنَّه بالدَّالِ المُهْملَةِ، فالمَشْهورُ خِلافُهُ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: هي بنْتُ العَتِيكَ بنِ أَسْلَمَ بن يَذْكُر بنِ عَنَزَة.

  قالَ وسيمُ بنُ طارِقٍ: ويقالُ لُجَيْم بن صَعْبَ وحَذَامُ امرَأَتُه:

  إذا قالتْ حَذامِ فَصَدِّقُوها ... فإنَّ القولَ ما قالَتْ حَذامِ⁣(⁣٥)

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: جَرَّتِ العَرَبُ حَذامِ في مَوْضِع الرَّفْع لأَنَّها مَصْروفَةٌ عن حاذِمَةٍ، فلمَّا صُرِفَتْ⁣(⁣٦) كُسِرَتْ لَأَنَّهم وَجَدُوا أَكْثر حَالاتِ المُؤَنَّثِ إلى الكسْرِ، وكذلِكَ فَجارِ وفَساقِ.

  وحُذَمَةُ، كهُمَزَةٍ: اسمُ فَرَسٍ⁣(⁣٧).


(١) اللسان والصحاح ونسبه بحاشيتها لرباح الدبيري.

(٢) في اللسان: الجَدَمة بالجيم مفتوحة والدال.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١١١ واللسان والتكملة وفيها «عليم» بدل «طبيب» قال: ويروى: «بصير».

(٤) في القاموس بالضم منونة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى جرها.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) في التهذيب: فلما صرفت إلى فَعَالِ كُسرت.

(٧) في القاموس بالضم منونة.