تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الميم

صفحة 380 - الجزء 16

  وقد شَأَمَهُم وشَأَمَ عليهم، كمَنَعَ، يَشْأَمُهُم شَأماً فهو شائِمٌ إذا جَرَّ عليهم الشُّومَ، أَو أَصابَهُم شُؤْمٌ مِن قَبلِه.

  وشَؤُمَ عليهم، ككَرُمَ وعُنِيَ: صارَ شُؤْماً عليهم.

  وما أَشْأَمَهُ للتّعَجُبِ.

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: والعامَّةُ تقولُ: ما أَيْشَمَه.

  ورجُلٌ مَشْؤُومٌ، بالهَمْزِ على مَفْعولٍ، وكَذلِكَ يُمِنَ عليهم فهو مَيْمونٌ، ومَشُومٌ كمَقُولٍ، والجَمْعُ مَشائِيمُ نادِرٌ، وحكْمُه السَّلامَة، أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه للأحْوصِ اليَرْبوعيّ:

  مَشائِيمُ ليسوا مُصْلِحينَ عَشِيرةً ... ولا ناعِبٍ إلَّا بشُؤْمٍ غُرابُها⁣(⁣١)

  والأَشائِمُ ضِدُّ الأَيامِنِ، وهُما جَمْعُ الأَشْأَمِ والأَيْمنِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدَةَ:

  فإذا الأَشائِمُ كالأَيا ... مِن والأَيامِنُ كالأَشَائِمْ⁣(⁣٢)

  وقد تَشاءَمُوا [به] *، بالمدِّ، وفي بعضِ النسخِ بالتّشديدِ.

  ويقالُ: طائِرٌ أَشْأمُ: جارٍ بالشُّؤْمِ؛ ويقالُ طيرٌ أَشْأمُ، والجَمْعُ الأَشائِمُ.

  واليَدُ الشُّؤْمَى ضِدُّ اليُمْنَى، تأْنِيثُ الأَشْأمِ والأَيْمَنِ.

  وفي حدِيْثِ الإبِلِ: لا يَأْتي خَيرُها⁣(⁣٣) إلَّا من جانِبِها الأَشْأَمِ، يعْنِي الشّمَال، أَي إنَّما تُحْلَبُ وتُرْكَبُ مِن الجانِبِ الأَيْسَرِ؛ وقالَ القطاميُّ يَصِفُ الكِلابَ والثورَ:

  فخَرَّ على شُؤْمى يَدَيْهِ فَذَادَها ... بأَظْمَأَ مِنْ فَرْعِ الذُّؤَابةِ أَسْحَما

  والشَّأْمَةُ والمَشْأَمَةُ ضِدُّ اليَمْنَةِ والمَيْمَنَةِ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ}⁣(⁣٤).

  ويقالُ: قَعَدَ فلانٌ يَمْنَةً، وقَعَدَ فلانٌ شَأْمَةً، ونَظَرْتُ يَمْنَةً وشَأْمَةً. والشِّئْمةُ، بالكسْرِ: الطَّبيعَةُ، مَهْموزَةً هكذا حَكَاها أَبو زَيْدٍ واللّحْيانيُّ.

  وقالَ ابنُ جنيِّ: وقد هَمَزَ بعضُهم الشِّئْمةَ ولم يُعَلِّلْهُ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: والذي عنْدِي فيه أَنَّ هَمْزَهُ نادِرٌ.

  ويقالُ: شائِمْ بِأَصْحابِكَ إذا قلْتَ خُذْ بِهِمْ شَأْمَةً أَي ذاتَ الشِّمالِ، ويا مِنْ: خُذْ بِهِمْ ذاتَ اليَمِين.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تشأم به: مِن الشُّؤْمِ؛ وتَشاءَمَ، بالمدِّ: أَخَذَ ناحِيَةَ الشَّأْمِ؛ ومنه الحدِيْثُ: «إذا نَشَأَتْ بَحْريةً ثم تَشاءَمَتْ فتِلْكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ».

  والمَشْأَمَةُ، كَمرْحَلَةٍ: الشُّؤْمُ.

  وقالَ أَبو الهَيْثمِ: العَرَبُ تقولُ أَشْأَمُ كلّ امْرئٍ بينَ لَحْيَيْه؛ قالَ: أَشْأَمُ في معْنَى الشُّؤْمِ يعْنِي اللِّسانَ؛ وأَنْشَدَ لزُهَيْرٍ:

  فَتُنْتَجَ لكم غِلْمانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ ... كأَحْمَرِ عادٍ ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِم⁣(⁣٥)

  قالَ: غِلْمانَ أَشْأَمَ أَي غِلْمانَ شُؤْمٍ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وهو أَفْعل بمعْنَى المَصْدرِ لأَنَّه أَرادَ غِلْمان شُؤْمٍ فجعَلَ اسْمَ الشُّؤْمِ أَشْأَم.

  وشَاءَمَ الرجُلُ: أَتَى الشَّأْمَ كيامَنَ أَتَى اليَمَنَ.

  والشَّآمُ، كسَحابٍ، لُغَةٌ في الشَّأْمِ، ومنه قولُ المَجْنونِ:

  وخُبِّرْتُ لَيْلى بالشَّآمِ مَريضةً ... فأَقْبَلْتُ من مِصْرٍ إليها أَعُودُها⁣(⁣٦)

  وقالَ آخَرُ:

  أَتَتْنا قُرَيْشٌ قَضَّها بقَضِيضِها ... وأَهْلُ الشَّآمِ والحجازِ تَقَصَّفُ⁣(⁣٧)

  وقالَ شيْخُنا: هو مِن أَوْهامِ الخَوَاص كما نَصَّ عليه


(١) اللسان والصحاح ولم ينسبه.

(٢) اللسان والتهذيب والأساس

(*) زيادة عن القاموس.

(٣) عن اللسان وبالأصل «خبرها».

(٤) الواقعة الآية ٩.

(٥) الديوان ط بيروت ص ٨٢ من معلقته، واللسان والتهذيب والأساس والصحاح.

(٦) اللسان.

(٧) اللسان بدون نسبة.