تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قحم]:

صفحة 550 - الجزء 17

  ويْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها يا عَلْكَمُ؟⁣(⁣١)

  : * يقالُ: إِنَّ النَّاقَةَ إذا تَقَحَّمَتْ براكِبِها نادَّةً لا يَضْبِطُ رأْسَها إِنَّها إذا سَمَّى أُمَّها وَقَفَتْ، وعَلْكَم: اسْمُ ناقَةٍ.

  وفي حَدِيْث عُمَرَ: «أَنَّه دَخَلَ عليه وعندَه غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهْرَه، فقالَ: ما هذا؟ قالَ: إنَّه تقَحَّمَتْ بي النَّاقَةُ اللَّيلةَ» أَي أَلْقَتْني.

  وِمِن المجازِ: اقْتَحَمَهُ: احْتَقَرَهُ وازْدَرَاهُ؛ ومنه حَدِيْثُ أُمٌ مَعْبَدٍ في صفَةِ النبيِّ : «لا تَقْتَحِمُه عَيْن مِن قِصَر» أَي لا تتجاوَزُه إلى غيرِهِ احْتِقاراً له؛ أَرادَ الواصِفُ أنَّه لا يَسْتَصْغِرُه ولا يَزْدَرِيهِ لقِصَرِه.

  وِاقْتَحَمَ النَّجْمُ: إذا غابَ وسَقَطَ؛ قالَ أَبو النَّجْمِ⁣(⁣٢):

  أُراقِبُ النَّجمَ كأَني مُولَعٌ ... بحيْثُ يَجْرِي النَّجمُ حتى يقْتَحِم⁣(⁣٣)

  أَي يَسْقطُ.

  وِالمُقْحَمُ، كمُكْرَمٍ: الضَّعيفُ، وكلُّ شيءٍ نُسِبَ إلى الضَّعْفِ فهو مُقْحَمٌ؛ ومنه قوْلُ الجعْدِيّ:

  عَلَوْنا وسُدْنا سُودَداً غيرَ مُقْحَمِ

  وأَصْلُ هذا وشِبْهُهُ مِن المُقْحَم الذي يَتَحَوَّل مِن سِنٍّ إِلى سِنٍّ في سنَةٍ واحِدَةٍ.

  وِالمُقْحَمُ: البَعيرُ الذي يُثْنِي ويُرْبِعُ في سَنَةٍ واحِدَةٍ فَيُقْحِمُ؛ وفي بعضِ النُّسخِ: فَيَقْتحِم، سِنّاً على سِنٍّ قبْلَ وقْتِها، ولا يكونُ ذلِكَ إلَّا لابنِ الهَرِمَيْن أَو السَّيِّيءِ الغِذاءِ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: إذا أَلْقَى سِنَّه⁣(⁣٤) في عامٍ واحِدٍ فهو مُقْحَمٌ؛ قالَ: وذلِكَ لا يكونُ إلَّا لابنِ الهَرِمَيْن؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لعمر بن لجأٍ:

  وِكنتُ قد أَعْدَدْتُ قَبْلَ مَقْدَمِي ... كَبْداء فَوْها كجَوْزِ المُقْحَمِ⁣(⁣٥)

  وعَنَى بالكَبْداءِ مَحالَةً عَظيمةَ الوَسَطِ.

  وقد أُقْحِمَ البَعيرُ: إذا قُدِّم إلى سِنٍّ لم يَبْلَغْها كأَنْ يكونَ في جِرْم رَباعٍ وهو ثَنِيٌّ فيُقالُ رَباعٌ لعِظَمِه، أَو يكونَ في جِرْم ثَنِيّ وهو جَذَعٌ فيُقالُ ثنى لذلِكَ أَيْضاً.

  وقيلَ: المُقْحَمُ الحِقُّ، وفَوْق الحِقِّ ممَّا لم يُنْزِلْ⁣(⁣٦).

  وِالأَعْرابيُّ المُقْحَمُ: الذي يَنْشَأُ في البَرِّ، وفي بعضِ النُّسخ: في البَدْوِ والفَلَواتِ لم يُزايِلْها.

  وِالقَحْمُ: الكبيرُ السِّنِّ جِدّاً.

  وزَعَمَ يَعْقوبُ أنَّ مِيمَها بَدَلٌ مِن باءِ قَحْب.

  وقيلَ: هو فَوْقَ المُسنِّ مِثْلُ القَحْرَ؛ قالَ رُؤْبَة:

  رأَيْتُ قَحْماً شابَ فاقْلَحَمَّا ... طالَ عليه الدَّهْرُ فاسْلَهَمَّا⁣(⁣٧)

  وقالَ أَبو عَمْرو: القَحْمُ الكَبيرُ مِن الإِبِلِ ولو شُبِّه به الرَّجُلُ جازَ، والقَحْر مِثْلُه.

  وقالَ أَبو العَمَيْثل: القَحْمُ الذي قد أَقْحَمَتْه السِّنُّ، تراهُ قد هَرِمَ مِن غيرِ أَوانِ الهَرَمِ؛ قالَ الرّاجزُ:

  إِني وإنْ قالوا كَبيرٌ قَحُمُ ... عِنْدي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ

  والنَّهْمُ: زَجْر الإِبِلِ.

  وفي الصِّحاحِ: القَحْمُ الشَّيْخُ الهَرِمُ⁣(⁣٨) الكَبيرُ مثْلُ القَحْلِ.

  وفي الحَديْثِ: «ابْغِني خادِماً لا يكونُ قَحْماً فانِياً ولا صَغيراً ضَرَعاً».

  كالقَحومِ، وهي قَحْمَةٌ، إِنما خالَفَ هنا اصْطِلاحَه لئَلَّا يُفْهَم أَنَّه أنثى القَحُومِ.


(١) اللسان والتهذيب والأساس، وفي المصادر: مكلئزٌ.

(٢) في اللسان والتهذيب: قال ابن أحمر.

(٣) البيت في اللسان والتهذيب.

(٤) في اللسان والتهذيب: «سنّيه»، وفي إحدى نسخ التهذيب: سنه.

(٥) اللسان، ونسبه «لعمرو بن لجأ»، وفيه: فوهاء بدل فوها.

(٦) في اللسان: «يبزل».

(٧) اللسان وفيه: رأين ... واقلحما.

(٨) في الصحاح واللسان: الهِمُّ.