تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كعم]:

صفحة 622 - الجزء 17

  فَهُنَّ كُظُومٌ ما يُفِضْنَ بجِرَّةٍ ... لَهُنَّ بمُسْتَنٍّ اللُّغام صَرِيف⁣(⁣١)

  وِكَظَمَه: أَخَذَ بنفسِه.

  وأَخَذَ الأَمْرُ بكَظَمِه: إذا غَمَّه.

  وِكَظَمَ على غَيْظِه: لُغَةٌ في كَظَمَ غَيْظَه فهو كَظِيمٌ: ساكِتٌ.

  وفلانٌ لا يَكْظِمُ على جِرَّتِه أَي لا يَسْكِت على ما في جَوْفِه حتى يتَكَلَّم به؛ وهو مجازٌ.

  وِالكَظِيمُ⁣(⁣٢): غَلَقَ البابِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وِكَظَمَ القِرْبَةَ: مَلأَها وسَدَّ فَاها.

  ومِن المجازِ: إنَّ خَلْخَالَها كَظِيمٌ، وإنَّها كَظِيمةُ الخَلْخالِ؛ قالَ زيادُ بنُ عُلْبة الهُذَليُّ:

  كَظِيمُ الحَجْلِ واضِحَة المُحَيَّا ... عَدِيلةَ حُسْنِ خَلْقٍ في تَمامِ⁣(⁣٣)

  أَي خَلْخَالها لا يُسْمَع له صَوْتٌ لامْتِلائِه.

  وِالكَظْمُ: كلُّ ما سُدَّ مِن مَجْرى ماءٍ أَو بابٍ أَو طَريقٍ، سُمِّي بالمَصْدَرِ.

  وِالكِظامَةُ، بالكسْرِ: السِّقايَةُ، وبه فُسِّر

  الحَدِيْث: «أَتَى كِظامَةَ قَوْمٍ فتَوضَّأَ منه ومَسَحَ على قَدَمَيْهِ»؛ ويُرْوَى: أَتَى كِظامَةَ قوْمٍ فبَالَ.

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: أَرادَ بها الكُنَاسَةَ.

  وِكَظَمَ القِرْبَةَ: مَلأَهَا وسَدَّ رأْسَها.

  وِكِظامَةُ البابِ: سَدادَتُه.

  [كعم]: كَعَمَ البعيرَ، كمَنَعَ، يَكْعَمُهُ كَعْماً، فهو مَكْعومٌ وِكَعِيمٌ: شَدَّ فَاهُ في هِياجِه لئلَّا يَعَضَّ أَو يأْكُلَ.

  وِاسْمُ ما كُعِمَ به كِعامٌ، ككِتابٍ، والجَمْعُ كُعُمٌ. وفي الحدِيْث: «دَخَلَ إخوةُ يوسفَ، $، وقد كَعَمُوا أَفْواهَ إِبِلِهِم».

  وفي حَدِيْثِ عليِّ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «فهم بينَ خائِفٍ مَقْمُوعٍ وساكِتٍ مَكْعومٍ».

  قالَ ابنُ بَرِّي: وقد يُجْعَلُ الكِعامُ على فَمِ الكَلْبِ لئلَّا يَنْبَح؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  مَرَرْنا عليه وهْوَ يَكْعَمُ كَلْبَه ... دَعِ الكَلبَ يَنْبَحْ إنّما الكلبُ نابحُ!⁣(⁣٤)

  وقالَ آخَرُ:

  وِتَكْعَمُ كلبَ الحيِّ مِن خَشْيةِ القِرى ... وِنارُكَ كالعَذْراءِ مِن دونها سِتْرُ

  وِمِن المجازِ: كَعَمَ المرأَةَ يَكْعَمُها كَعْماً وِكُعوماً: إذا قَبَّلَها أَو الْتَقَمَ فَاها في القُبْلَة، وفي الصِّحاحِ في التَّقْبيلِ.

  وفي الأَساسِ: قَبَّلَها مُلْتَقِماً فَاها؛ ككَاعَمَها مُكاعَمَةً.

  وِالكِعْمُ، بالكسْرِ: وِعاءٌ للسِّلاحِ وغيرِهِ؛ وفي المُحْكَمِ وغيرِها؛ ج كِعامٌ، بالكسْرِ.

  وِكُعُومٌ الطَّريقِ: أَفْواهُه؛ قالَ:

  أَلا نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ حِلْساً ... بظَهْرِ الغَيْبِ سُدَّ به الكُعُومُ⁣(⁣٥)

  وِالمُكاعَمَةُ: المُضاجَعَةُ في ثَوْبٍ واحِدٍ.

  ومنهم مَنْ فَرَّقَ بينَ المُكاعَمَةِ والمُكامَعَةِ؛ فالأوَّلُ: لَثْمُ الرَّجُلِ صاحِبَه واضِعاً فَمَه على فَمِهِ؛ والثاني مُضاجَعَةُ الرَّجُلِ صاحِبَه في ثَوْبٍ واحِدٍ؛ ومنه الحدِيْث: «نَهَى عن المُكاعَمَةِ والمُكامَعَةِ».

  ومنه قَوْل الزَّمَخْشرِيّ: كامَعَها فكَاعَمَها، أَي ضاجَعَها فقَبَّلَها؛ وقد ذُكِرَ ذلِكَ أَيْضاً في «ك م ع».

  وِكَيْعومٌ: اسْمُ⁣(⁣٦) رجُلٍ.


(١) اللسان.

(٢) عن الصحاح واللسان وبالأصل: «والكظم».

(٣) اللسان والأساس.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان.

(٦) في القاموس اسمٌ منونة.