تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الميم

صفحة 686 - الجزء 17

  أَي تَبَيَّنَ الطَّريقُ، وهو مجازٌ.

  وِالمَنْسِمُ: المَذْهَبُ والوَجْهُ. يقالُ: أَيْن مَنْسِمُك، أَي أَيْن مَذْهَبُك ومُتَوجَّهُك. وفي الصِّحاحِ: أَيْن وِجْهتُك.

  وِالمُنَسِّمُ، كمُحَدِّثٍ: مُحْيِي النَّسَماتِ. يقالُ: نَسَّمَ نَسَمَةً، إذا أَحْيَاها بالعِتْقِ أَو بإِدْرَارِ الرِّزْقِ.

  وِالنَّسيمُ: الرُّوحُ. يقالُ: ما بها ذو نَسِيم، أَي ذو رُوحٍ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ للأَغْلَب:

  ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القِدِّيمِ ... يَفْرُقُ بينَ النَّفْسِ والنَّسيمِ⁣(⁣١)

  قالَ: أَرادَ بالنَّفْسِ جسْمَ الإِنْسانِ أَو دَمَه، وِبالنَّسِيم الرُّوحَ.

  وِالنَّسِيمُ أَيْضاً: العَرَقُ؛ والجَمْعُ أَنْسامُ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وخَصَّه بعضٌ في الحمَّامِ، وتقدَّمَ شاهِدُه.

  وِالنَّيْسَمُ، كحَيْدَرٍ: الطَّريقُ الدَّارِسُ المُسْتَقِيمُ كالنَّيْسَبِ؛ أَو ما وَجَدْتَ مِن الآثارِ في الطَّريقِ، وليْسَتْ بجادَّةٍ بَيَّنَةٍ؛ قالَ الرَّاجزُ:

  باتَتْ على نَيْسَمِ خَلِّ جازع ... وَعْثِ النِّهاضِ قاطِعِ المَطالِع⁣(⁣٢)

  كالنَّسَمِ، محرَّكةً، وهو أَثَرُ الطَّريقِ الدَّارِسِ؛ وهي، أَي النَّسَمِ ريحُ اللَّبَنِ والدَّسَمِ؛ وِأَنْشَدَ شَمِرٌ:

  يا زُفَرُ القَيْسِيِّ ذو الأَنْفِ الأَشَمْ ... هَيَّجْتَ من نخلةَ أَمْثالَ النَّسَمْ⁣(⁣٣)

  قالَ: النَّسَمُ هنا: طيرٌ سِراعٌ خِفافٌ لا يَسْتَبينُها الإِنْسانُ مِن خفَّتِها وسُرْعَتِها، قالَ: وهي فَوْق الخَطاطِيفِ غُبْرٌ تَعْلوهُنَّ خُضْرَةٌ.

  وِيقالُ: ما في الأَناسِمِ⁣(⁣٤) مِثْلُه: أَي النَّاسِ، كأَنَّه جَمعُ النَّسَم أَنْساماً، ثم أَناسِمُ جَمْعُ الجَمْعِ.

  وِنَسَّمَ في الأَمْرِ تَنْسيماً: ابْتَدَأَ ولم يَدْخل فيه؛ والشِّيْنُ لُغَةٌ فيه.

  وِنَسَّمَ النَّسَمَةَ: أَحْياها وأَعْتَقَها، ومنه المَنْسِمُ.

  وِالنَّاسِمُ: المَريضُ الذي قد أَشْفَى على المَوْتِ.

  يقالُ: فلانٌ يَنْسِم كنَسْم الريحِ الضَّعيفِ؛ وقالَ المَرَّار:

  يمْشِينَ رَهْواً وبعد الجَهْدِ من نَسَمٍ ... وِمن حَياءٍ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتورِ⁣(⁣٥)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تَنَسَّمتِ الرِّيحُ: هَبَّتْ؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  فإِنْ الصَّبا رِيحٌ إذا ما تَنَسَّمَتْ ... على كِبْدِ مَحْزونٍ تَجَلَّتْ هُمومُها⁣(⁣٦)

  وِنَسَمُ الريحِ، محرَّكةً: أَوَّلُها حينَ تُقْبِل بلينٍ قَبْل أَنْ تَشْتدَّ.

  وفي حدِيْثٍ مَرْفوعٍ: «بُعِثْت في نَسَمِ السَّاعَةِ»، أَي حينَ ابْتَدَأَتْ وأَقْبَلَتْ أَوائِلُها، كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: في ضَعْفِ هُبوبِها وأَوَّل أَشْراطِها.

  وقيلَ: هو جَمْعُ نَسَمةٍ، أَي في آخِرِ النَّشْءِ مِن بَنِي آدَمَ.

  وِالمَنْسَمُ، كمَقْعَدٍ، مَصْدَر نَسم نَسِيماً.

  وِنَسِمَ البَعيرُ، كفَرِحَ، نَسَماً: نَقِبَ مَنسِمُه.

  وِالمُنَسِّمُ، كمُحَدِّثٍ: لَقَبُ رجُلٍ مِن بَنِي أَسَدٍ كان ضَمِن لهم رِزْقَ كلّ بِنْتٍ تُولَد فيهم؛ ومنه قَوْل الكُمَيْت:


(١) شعراء أمويون، شعر الأغلب العجلي ص ١٦٥ وفيه: «نيقة القديم» وقبلهما:

ينفيهم عن كلأٍ غيميم

وانظر تخريجهما فيه، والرجز في اللسان والتكملة والتهذيب.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والتهذيب والتكملة.

(٤) في القاموس: الأناسِمُ: الناسُ، بالرفع فيهما، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الكسر.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) اللسان والتهذيب.