تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نكم]:

صفحة 708 - الجزء 17

  يَنِمُّ عليه مِن حَرَكَتِه، أَي أَماتَهُ، وقد يُهْمَزُ فيُجْعَلُ مِن النَّئِيم، وقد ذُكِرَ في موْضِعِه.

  وِنَمَّ المِسْكُ يَنِمُّ، بالكسْرِ: إذا سَطَعَ وظَهَرَ، وهو مجازٌ.

  وِالنَّمَّامُ: نَبْتٌ طَيِّبُ⁣(⁣١) الرِّيحِ، صفَةٌ غالِبَةٌ، سُمِّي بذلِكَ لسطوعِ رائِحَتِهِ، فيَنمُّ على حامِلِه، ومِن خواصِّه أَنَّه مُدِرٌّ مُخْرِجُ الجَنينِ المَيِّتِ والدُّودِ ويَقْتُلُ القَمْلَ وخاصِيَّتُه النَّفْعُ مِن لَسْعِ الزَّنابيرِ شُرْباً مِثْقالاً بسَكَنْجَبينٍ.

  وِنَمْنَمَهُ نَمْنَمَةً: زَخْرَفَهُ ونَقَشَه؛ وفي الصِّحاحِ: رَقَّشَه، وهي خُطوطٌ مُتَقارِبَةٌ قِصارٌ شِبْهُ ما تُنَمْنِمُ الرِّيحُ دُقاقَ التُّرابِ، ولكلِّ وَشْيٍ نَمْنَمَةٌ.

  وِنَمْنَمَتِ الرِّيحُ التُّرابَ: إذا خَطَّتْه وتَرَكَتْ عليه أَثَراً كالكِتابَةِ.

  وِالأَثَرُ المَذْكورُ: نِمْنِمٌ وِنِمْنِيمٌ⁣(⁣٢)، بكسْرِهِما؛ قالَ ذو الرُّمَّة:

  فَيْفٌ عليها الذَّيْلِ الريحِ نِمْنِيمُ

  وكذا نَمْنَمَتِ الرِّيح الماءَ.

  وِالنُّمْنُمُ، كهُدْهُدٍ وفِلْفلٍ: بياضٌ يَبْدُو بظُفُر الشَّباب، واحِدَتُه بهاءٍ، وعلى الأَخيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ وقالَ: يكونُ على أَظْفارِ الأَحْداثِ.

  وِالنِّمَّةُ، بالكسْرِ: القَمْلَةُ أَو النَّمْلَةُ في بعضِ اللُّغاتِ.

  وِالنُّمِّيُّ، كقُمِّيٍّ: الخِيانَةُ.

  وِأَيْضاً: العَيْبُ، عن ثَعْلَب؛ وأَنْشَدَ:

  وِلو شِئْتُ أَبْدَيْتُ نُمِّيَّهم ... وِأَدْخَلْتُ تحتَ الثِّيابِ الإِبَرْ⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ الوزيرُ المَغْرِبيُّ: أَرادَ بالنُّمِّيِّ هنا العَيْبَ وأَصْله الرَّصاصُ، تَجْعَلُه في الذَّهَبِ بمنْزِلَةِ النّحاسِ⁣(⁣٤) في الفِضَّةِ.

  وِالنُّمِّيُّ: صَنْجَةُ الميزانِ.

  وِأَيْضاً: العَداوةُ والطَّبيعةُ؛ قالَ أَبو وَجْزَةَ:

  وِلو لا غيرُه لكشَفْتُ عنه ... وِعن نُمِّيَّةِ الطَّبْعِ اللَّعينِ

  وِأَيْضاً: الفُلوسُ مِن الرَّصاصِ، رُوميَّة؛ قالَ أَوْسُ بنُ حجر:

  وِقارَفَت وهي لم تَجْرَبْ وباعَ لها ... مِنَ الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ⁣(⁣٥)

  ونَسَبَ الجَوْهرِيُّ هذا البَيْتَ إلى النابغَةِ يَصِفُ⁣(⁣٦) فَرَساً.

  وفي التَّهْذيبِ: النُّمِّيُّ: الفَلْسُ بالرُّوميَّةِ.

  أَو هي الدَّراهِمُ التي فيها رَصاصٌ أَو نُحاسٌ، قالَ: وكانتْ بالحِيرَةِ على عَهْدِ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ؛ الواحِدَةُ بهاءٍ؛ قالَ الطرمَّاحُ في الطَّبيعَةِ:

  بلا خَدَبٍ ولا خَوَرٍ إذا ما ... بَدَتْ نُمِّيَّةُ الخُدْبِ النُّفاةِ⁣(⁣٧)

  ج نَمامِيٌّ.

  وِأَيْضاً: جَوْهَرُ الإِنْسانِ وأَصْلُهُ.

  وِيقالُ: ما بِها نُمِّيٌّ، أَي أَحَدٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وِالنُّمِّيَّةُ، بهاءٍ: الفاختةُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  جُلودٌ نَمَّةٌ: إذا كانتْ لا تُمْسِكُ الماءَ وسَمِعْتُ نَمَّتَه: أَي حِسَّه.


(١) في القاموس: طيّبٌ بالرفع منونة، وعلى هامشه عن إحدى النسخ: الرائحةِ.

(٢) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: بالكسر.

(٣) اللسان.

(٤) في اللسان: الرصاص.

(٥) البيت في ديوانه ط بيروت ص ٤١ واللسان، والبيت في ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص ٧١.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يصف فرساً، قال في التكملة: هذا غلط وليس يصف فرساً وإنما يصف ناقة، وذكر بيتين قبل البيت استشهاداً على ذلك، فراجعها». قال الصاغاني: والبيت لأوس بن حجر لا النابغة.

(٧) اللسان.