تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهاء مع الميم

صفحة 748 - الجزء 17

  وِوَطِئْتَنا وَطْأً عل حَنَقٍ ... وَطْءَ المُقَيَّد يابسَ الهَرْمِ⁣(⁣١)

  واحِدَتُه هَرْمةٌ.

  وِقيلَ: شَجَرٌ؛ عن كُراعٍ.

  أَو الهَرْمَةُ: البَقْلَةُ الحَمْقاءُ، عن كُراعٍ أَيْضاً.

  ومنه: أَذَلُّ من الهَرْمَةِ وهي التي يقالُ لها حيهلةٌ.

  وِيَوْمُ الهَرْمِ: من أَيَّامِهم في الجاهِلِيَّةِ؛ عن ياقوت.

  وِإِبِلٌ هَوارِمُ: تَرْعَى الهَرْمَ أَو تَأْكُلُها فَتَبْيَضُّ منها؛ وفي بعضِ الأُصُولِ: منه أَي مِن أَكْلِه إيَّاها، عَثانينُها وشَعَرُ وَجْهِها، قالَ:

  أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوهُ شِيبُ

  وِذو الهَرْمِ: مالٌ كان لعَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشِمٍ، أَو لأَبي سُفْيانَ بنِ حَرْبٍ بالطَّائِفِ.

  والذي⁣(⁣٢) قالهُ الواقديّ: إنَّه مالٌ لأبي سُفْيانَ، ولمَّا بَعَثَه النبيُّ ، لهَدْمِ اللَّات أَقامَ بمالِهِ بذِي الهَرْمِ.

  وقالَ غيرُهُ: ذو الهَرِمِ، بكسْرِ الراءِ، مالٌ لعبْدِ المُطَّلبِ بالطائِفِ، هكذا هو في مُعْجمِ نَصْر.

  وكأنَّ المصنِّف جَمَعَ بينَ القَوْلَيْن.

  وقالَ ياقوتُ: هكذا ضَبَطَه غيرُ واحِدٍ، والصَّحِيحُ عنْدِي أنَّه ذو الهَرَمِ بالتحْريكِ، وله فيه قصَّةٌ جاءَ فيه سَجَعٌ يَدَلُّ على ذلِكَ.

  قالَ البَلاذريُّ عن أَشْياخِه: إنَّه كان لعبْدِ المُطَّلبِ بنِ هاشِمٍ مالٌ يُدْعَى الهَرَم فغلبه عليه خندقُ⁣(⁣٣) بنُ الحارِثِ الثَّقفيُّ فنَافَرَهم عبْدُ المُطَّلِبِ إلى الكَاهِنِ القضاعيّ، إلى أَنْ قالَ: أَحْكُم بالضِّياءِ والظَّلَمْ والبَيْتِ وِالهَرمْ⁣(⁣٤) أَنَّ المالَ ذَا الهَرَمْ للقُرَشِيّ ذي الكَرَمْ. وِالهَرِمُ، ككَتِفٍ: النَّفْسُ والعَقْلُ؛ ومنه يقالُ: لا تَدْرِي عَلامَ يُنْزَأُ هَرِمُك، ولا تَدْرِي بِمَ يُولَعُ هَرِمُك، أَي نفْسُك وعَقْلُكَ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وحَكَاه يَعْقوبٌ ولم يُفَسِّرْه، ونَصُّه بمن يُولَع.

  وفي الأَمْثالِ للأَصْمَعيّ: أَي لا تَدْرِي ما يكونُ آخِرُ أَمْرِك.

  وفي الأساسِ: أَي رَأْيُك القادح⁣(⁣٥)؛ وهو مجَازٌ.

  وِالهَرِمُ: فَرَسُ أَبي زَعْنَةَ الشَّاعِرِ.

  وِالهَرِمَةُ، بهاءٍ: اللَّبُؤَةُ.

  وِمِن المجازِ: التَّهْريمُ: التَّعْظيمُ. يقالُ: جاءَ فلانٌ يُهَرِّمُ علينا الأَمْرَ والخَبَرَ، أَي يُعَظِّمُه ويَصِفُه فَوْقَ قَدْرِه، كما في الأساسِ.

  وِالتَّهْريمُ: التَّقْطِيعُ. تقولُ: هَرَّمْتُ اللحْمَ تَهْرِيماً إذا قَطَّعْتَه قِطَعاً صِغاراً أَمْثال الوَذْرَةِ، ولَحْمٌ مُهَرَّمٌ؛ كذا في التهْذِيبِ.

  وِهَرَمِيُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ رَفاعَةَ الأوْسِيُّ الواقِفيُّ، كحَرَمِيٍّ، أَي مُحرَّكةً.

  * قُلْت: هكذا وَقَعَ في بعضِ المعاجِمِ، والصَّوابُ فيه هَرِمٌ، ككَتِفٍ، فإنَّ هَرَميَّ بن عبدِ اللهِ تابِعِيٌّ رَوَى عن خزيمةَ بن ثابِتٍ، وعنه حُمَيْدُ الأَعْرَجُ نَبَّه على ذلِكَ ابنُ حَبَّان.

  وِهَرِمٌ⁣(⁣٦)، ككَتِفٍ، ابنُ حَبَّانَ⁣(⁣٧) العَبْديّ مِن صِغار الصَّحابَةِ.

  وقالَ ابنُ حَبَّان في ثِقاتِ التَّابِعِيْن: هَرِمُ بنُ حَبَّان الأَزْدِيّ البَصْرِيُّ الزَّاهِد أَدْرَك خِلافَةَ عُمَرَ وسَمِعَ أُويساً القرنيَّ رَوَى عنه الحَسَنُ وأَهْلُ البَصْرَةِ، وكان قد وَلِيَ الوِلايات أَيَّام عُمَرَ بنِ الخطَّاب، ماتَ في غزاةٍ له ولا يُعْلَم وَقْتُه.


(١) اللسان والتهذيب، والأساس وفيها: نابت الهرم.

(٢) بالأصل: «الذي قال».

(٣) في معجم البلدان: خِنْدِفُ.

(٤) في معجم البلدان: والحرم.

(٥) في معجم البلدان: القارح.

(٦) قبلها في القاموس. وقد سقطت من الشارح. وكَزُبَيرٍ: ابنُ عبدِ اللهِ.

(٧) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: حَيَّانَ.