تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هرطم]:

صفحة 751 - الجزء 17

  تعالَى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ}⁣(⁣١).

  قالَ أبو إسْحاقَ: معْناهُ كسَرُوهم ورَدُّوهُم.

  وأَصْلُ الهَزْمِ كَسْر شيءٍ وثَنْيُ بعضه على بعضٍ.

  وِالهَزائمُ: البِئَارُ الكثيرَةُ الغُزْرِ، وذلِكَ لتَطامُنِها.

  وفي المُحْكَمِ الكَثِيرَةُ الماءِ.

  وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للطرمَّاحِ بنِ عدِيِّ:

  أَنا الطِّرِمَّاحُ وعَمِّي حاتمُ ... وَسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ

  كالبَحْرِ حِينَ تَنْكَدُ الهَزائمُ⁣(⁣٢)

  أَرادَ بالهَزائِمَ آباراً كثيرَةَ المِياهِ.

  وِالهَزائِمُ: الدَّوابُّ العِجافُ؛ وفي بعضِ النسخِ: وِالهَزائِمُ البِئارُ الغُزْرُ والعِجافُ من الدَّوابِّ؛ الواحِدَةُ هَزِيمةٌ.

  ويقالُ: بِئْرٌ هَزيمةٌ إذا خُسِفَتْ وقُلِعَ حَجَرُها ففاضَ ماؤُها الرّواءُ.

  وِاهْتَزَمَتِ السَّحابَةُ بالماءِ وِتَهَزَّمَتْ: أَي تَشَقَّقَتْ مع صَوْتٍ عنه؛ قالَ:

  كانتْ إذا حالِبُ الظّلْماءِ نَبَّهَها ... قامت إلى حالبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ⁣(⁣٣)

  أَي تَهْتَزِم بالحَلَبِ لكثْرَتِه.

  وأَوْرَدَ الأَزْهرِيُّ هذا البيتَ شاهِداً على جاءَ فلانٌ يَهْتَزِمُ أَي يُسْرِعُ، وفسَّرَه فقالَ: جاءَتْ حالِبَ الظَّلْماء تَهْتَزِمُ أَي جاءَتْ إليه مُسْرِعَةً.

  وقالَ الأَصْمَعيُّ: السَّحابُ المُتَهَزِّمُ الذي لرَعْدِه صَوْتٌ.

  وِالهَزيمُ: الرَّعْدُ الذي له صَوْتٌ شَبِيهٌ بالتكسُّرِ، كالمُتَهَزِّمِ. وفي الصِّحاحِ: هَزِيمُ الرَّعْدِ: صَوْتُه، وِتَهَزَّمَ الرعدُ تَهَزُّماً.

  وِالهَزِيمُ مِن الخَيْلِ: الفَرَسُ الشَّديدُ⁣(⁣٤) الصَّوْتِ.

  وقيلَ: هو الذي يَتَشقَّقُ بالجَرْيِ، وِهَزِيمُه صَوْتُ جَرْيه.

  وِقَوْسٌ هَزومٌ: أَي مُرِنَّةٌ بَيِّنَةُ الهَزَمِ، محرَّكةً، قالَ عَمْرُو ذو الكَلْب:

  وِفي اليمينِ سَمْحةٌ ذاتُ هَزَمْ⁣(⁣٥)

  وِقِدْرٌ هَزِمَةٌ، كفَرِحَةٍ: شديدةُ الغَليانِ يُسْمَعُ لها صَوْتٌ.

  وقيلَ: لابْنَةِ الخُسِّ: ما أَطْيَبُ شيءٍ؟ قالتْ: لحمُ جزورٍ سَنِمَةٍ، في غَداةٍ شَيِمَةٍ، بشِفارٍ خَذِمَةٍ، في قُدُورٍ هَزِمَةٍ.

  وِتَهَزَّمَتِ العَصا: تَشَقَّقَتْ مع صَوْتٍ، كانْهَزَمَتْ؛ وكَذلِكَ القَوْسُ.

  وِتَهَزَّمَتِ القِرْبَةُ: يَبِسَتْ وتَكَسَّرَتْ فصَوَّتَتْ.

  ويقالُ: سِقاءٌ مُتَهَزِّمٌ إذا كان بعضُه قد ثُنِيَ على بعضٍ مع جَفافٍ.

  وقالَ الأَصْمَيُّ: الاهْتِزامُ مِن شَيْئَيْنِ: يقالُ للقِرْبَةِ إذا يَبِسَتْ وتَكَسَّرَتْ تَهَزَّمَتْ، ومنه الهَزِيمةُ في القِتالِ، إنّما هو كسرٌ؛ وِالاهْتِزامُ مِن الصَّوْتِ، يقالُ: سَمِعْتُ هَزِيمَ الرَّعْدِ.

  وِغَيْثٌ هَزِمٌ، ككَتِفٍ وأَميرٍ، وعلى الأُوْلى اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ، مُتَبَعِّقٌ لا يَسْتَمْسِكُ كأَنَّه مُنْهَزِمٌ عن سَحابَةٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ ليزيد بنِ مُفرِّغ:

  سَقَى هَزِمُ الأَوْساطِ مُنْبَجِسُ العُرى ... مَنازِلَها من مَسْرُقانَ وسُرَّقا⁣(⁣٦)


(١) البقرة، الآية ٢٥١.

(٢) اللسان والصحاح والتهذيب باختلاف روايته.

(٣) اللسان والتهذيب والتكملة وفيهما: «أسمعها جاءت» بدل: «نبهها قامت».

(٤) على هامش القاموس: الصَّيِّتُ.

(٥) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٥٧٦ وروايته:

وِفي الشمال سمحة من النشم

والمثبت كرواية اللسان.

(٦) اللسان والصحاح والتكملة وبالأصل: «هرم».