تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قطرب]:

صفحة 332 - الجزء 2

  القُطَّبِيَّات⁣(⁣١) بالضَّمّ مُشَدَّدةَ الطَّاءِ: جَبَلٌ، خَفَّفَهُ الشّاعِرُ، والأَوَّلُ هو الصَّوابُ.

  والقُطْبَانُ، كعُثْمَانَ: نَبْتٌ.

  والقِطِبَّى بكسرِ وتشديدِ الثّالثِ، كالزِّمِكَّى: نَبْتٌ آخَرُ، يُصْنَعُ منه حَبْلٌ مُبْرَمٌ، كحبلِ النّارَجِيلِ، فيَنْتَهِي ثَمَنُهُ مِائَةَ دِينَارٍ عَيْناً، وهوَ خَيْرٌ⁣(⁣٢) من الكِنْبارِ، بالكسْر، وسيأْتي في الرّاءِ.

  والقَطَبُ، محرَّكَةً، المَنِهِيُّ عنه: هو أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ الشَّيءَ، ثم يَأْخُذَ ما بَقِيَ من المَتَاعِ على حَسَبِ ذلِكَ جُزافاً، بغير وَزْنٍ، يُعْتَبَرُ فيه بالأَوَّلِ عن كُراع.

  ومن المجاز: جاؤوا قاطِبَةً، أَي جَمِيعاً قال سِيبَوَيْهِ: لا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا حالاً، وهو اسْمٌ يَدُلُّ على العُمُوم: قال شيخُنَا: أَي إِلا منصوباً على الحالِيَّة، [و]⁣(⁣٣) هو الّذِي جزَمَ به أَئمّة العربيّة. وصَرَّح به الشَّيْخ ابْنُ هِشامٍ في المُغْنِي، وغيره، ومَنَعُوا خِلَافَهُ، وصَرَّحُوا بأَنَّهُ لَحْنٌ عامّيٌّ غير جائز، وإِن حاول الخَفاجِيّ رَدَّهُ، وجَوازَ استعماله غيرَ حالٍ، فلا دليلَ له عليه. انتهى. وعن الَّليْث: قاطبة: اسْمٌ يَجْمَعُ كلَّ جِيلٍ من النّاس كقولك جاءَتِ العَرَبُ قاطِبةً. وفي حديث عائشةَ، ^: لَمَّا قُبِضَ سَيّدُنا رسولُ الله، ، ارْتَدَّتِ العَرَبُ قاطِبَةً»، أَي: جميعُهُمْ. قال ابْنُ الأَثِيرِ: هكَذَا جاءَ في الحديث، نَكِرَةً منصوبَةً، غَيْرَ مُضَافَةٍ، ونصبُها على المصدر أَو الحال. وفي التّهذيب: القَطْبُ: المَزْجُ، وذلك الخَلْطُ، ومن هذا يُقالُ: جاءَ القَوْمُ قَاطِبَةً، أَي: جميعاً مُخْتَلِطاً⁣(⁣٤) بعضُهُمْ ببعضٍ؛ وجاؤُوا بقَطِيبَتِهِمْ⁣(⁣٥) أَي: بِجَمَاعَتِهِمْ، من ذلك.

  والقَطِيبَةُ: لَبَنُ المِعْزَى والضَّأْنِ يُقْطَبَانِ⁣(⁣٦)، أَي يُخْلَطَانِ، وهي النَّخِيسَةُ، أَو لَبَنُ النّاقَةِ والشَّاةِ، يُخْلَطَانِ ويُجْمَعَانِ. وقيل: الَّلبَنُ الحَلِيبُ، أَو الحَقِينُ، يُخْلَطُ بالإِهالَة. وقد قَظَبْتُ له قَطِيبَةً فشَرِبَها.

  وكلّ ممزوجٍ: قَطِيبَةٌ.

  والقَطِيبَةُ: الرَّثِيئَةُ.

  وقُطْبَةُ، وقُطَيْبَةُ: اسمانِ.

  [قطرب]: القُطْرُبُ، بالضَّمِّ: اللِّصُّ، والفَأْرةُ هكذا في نسختنا، وكذا في غيرها من النُّسَخ، وهو خَطَأٌ، صوابُه اللِّصُّ الفارِهُ اللُّصُوصِيَّةِ، كما هو عبارةُ ابْنِ منظورٍ، وغيرِهِ.

  والقُطْرُب: الذِّئْبُ الأَمْعَطُ.

  والقُطْرُبُ: ذَكَرُ الغِيلانِ، وعن اللَّيْث: القُطْرُبُ: ذَكَرُ السَّعَالِي، كالقُطْرُوبِ، بالضَّمّ أَيضاً، وهذه عن الصَّاغانِيِّ.

  والقُطْرُبُ: الجاهِلُ الَّذي يَظْهَرُ بجهله.

  والقُطْرُبُ: الجَبَانُ، وإِنْ كانَ عاقلاً.

  والقُطْرُبُ: السَّفِيهُ، والقَطارِيب: السُّفَهاءُ، حكاه ابْنُ الأَعْرَابِيّ؛ وأَنشدَ:

  عادٌ حُلُوماً إِذا طاشَ القَطَارِيبُ

  (⁣٧) ولم يَذْكُرْ له واحداً. قال ابْنُ سِيدَهْ: وخَلِيقٌ أَن يكونَ واحدُهُ قُطْرُوباً إِلّا أَنْ يكونَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ أَخَذَ القَطَارِيبَ من هذا البيت: فإِن كان كذلك، فقد يكون واحدُهُ قُطْرُوباً، وغير ذلك ممّا تَثْبُتُ الياءُ في جَمْعِهِ رابِعَةً، من هذا الضَّرْب. وقد يكون جمعَ قُطْرُبٍ، إِلّا أَنّ الشَّاعِرَ احتاج فأَثبت الياءَ في الجَمع، وقد عُلِمَ ممَّا ذكرنا أَنّ القُطْرُوبَ لغةٌ في القُطْرُبِ بمعنى السَّفِيهِ. والمؤلِّفُ ذَكرَه في القُطْرُبِ بِمعنى ذَكَرِ الغِيلانِ.

  والقُطْرُبُ: المَصْرُوعُ من لَمَمٍ أَو مَرارٍ.

  والقُطْرُبُ، في اصطلاح الأَطِبّاءِ: نَوْعٌ من المالَيخُولْيَا، وهو داءٌ معروف، يَنْشَأُ من السَّوْداءٍ، وأَكثرُ حُدُوثِهِ في شَهْرِ شُبَاطَ، يُفْسِدُ العَقْلَ، ويُقَطِّبُ الوجْهَ،


(١) في القاموس «والقطبيات» بدل «أو».

(٢) اللسان: أفضل.

(٣) زيادة اقتضاها السياق.

(٤) في نسخة اللسان (دار المعارف) فكالأصل، وفي نسخ اللسان الأخرى: مختلطٌ.

(٥) اللسان: بقطيبهم.

(٦) كذا بالأصل، ويقطبان ليست في القاموس.

(٧) كذا بالأصل واللسان والمحكم، وصواب انشاده في مجالس ثعالب كاملاً:

كأنهم عادٌ حلوما إذا ... طاش من الجهل القطاريب