تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهمزة مع النون

صفحة 15 - الجزء 18

  والأَذِينُ: الزَّعِيمُ، أَي الرَّئِيسُ.

  وأَيْضاً: الكَفِيلُ، وبه فَسَّر أَبو عُبَيْدَةَ بَيْتَ امْرئِ القَيْسِ:

  وإِنِّي أَذِينٌ إن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً ... بسَيْرٍ تَرَى فيه الفُراتِقَ أَزْوَرَا⁣(⁣١)

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: أَذِينٌ هنا بمعْنَى مُؤْذِنٍ، كَأَلِيمٍ بمعْنَى مُؤْلِم؛ كالآذِنِ بالمدِّ.

  والأَذِينُ: المَكانُ الذي يَأْتِيه الأَذانُ من كلِّ ناحيةٍ، وبه فُسِّر قولُ الشاعِرِ:

  طَهُورُ الحَصَى كانتْ أَذيناً ولم تكُنْ

  وقد ذُكِرَ قَرِيباً كما في الصِّحاحِ، والمُشارُ إليه بهذا الشِّعْر البعيرة.

  وابنُ أَذينٍ: نَديمُ أَبي⁣(⁣٢) نُواسٍ الشَّاعِرِ لم يُسَمَّ وفيه يقولُ:

  إسقِني يا ابنَ أَذِينٍ ... من شراب الزرجون

  والمِئْذَنَةُ، بالكسْرِ: موْضِعُه، أَي الأَذَان للصَّلاةِ، أو المَنارَةُ، كما في الصِّحاحِ.

  قالَ أَبو زيْدٍ: يقالُ للمَنارَةِ المِئْذَنَة والمُؤْذَنَة.

  وقالَ اللّحْيانيُّ: هي المَنارَةُ، يَعْنِي الصَّوْمَعَة⁣(⁣٣)، على التَّشْبيهِ.

  وأَمَّا قوْلُهم: المَأْذَنَةُ فلُغَةٌ عاميَّةٌ.

  والأَذانُ: الإِقامَةُ لمَا فيها مِنَ الإِعْلامِ للحضُورِ للفَرْضِ وتأَذَّنَ ليَفْعَلنَّ: أَي أَقْسَمَ وقالَ. وبه فسّر قَوْله تعالَى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ}⁣(⁣٤).

  وقالَ الزجَّاجُ: تَأَذَّنَ هنا بمعْنَى أَعْلَمَ. وقالَ الليْثُ، ¦: تَأَذَّنْتُ لأَفْعلنَّ كذا وكذا يُرادُ به إيجابُ الفِعْل، وقد آذَنَ وتأَذَّنَ بمعْنًى، كما يقالُ: أَيْقَنَ وتَيَقَّنَ.

  وآذَنَ العُشْبُ، مَمْدوداً فهو مؤذنٌ إذا بَدَأَ يَجِفُّ فبعضُه رَطْبٌ وبعضُه يابِسٌ، وهو مجازٌ؛ قالَ الرَّاعِي:

  وحارَبَتِ الهَيْفُ الشِّمالَ وآذَنَتْ ... مَذانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصوِّحُ⁣(⁣٥)

  وإِذَنْ: حَرْفُ جوابٍ وجزاءٍ تأْوِيلُها إن كانَ الأَمرُ كما ذَكَرْتَ، أَو كما جَرَى، والجوابُ معْنى لا يُفارِقُها وقد يُفارِقُها الجَزاءُ، وتنصبُ المُضارِعَ بشُروطٍ ثلاثَةٍ: أَن تَتَصدَّرَ وأَنْ يكونَ الفِعْلُ حالاً وأن لا يُفْصَل بَيْنَهما، فإن وَقَعَتْ بَعْدَ عاطِفٍ جازَ الأَمْرَان؛ قالَهُ السَّمين في عمْدَةِ الحفَّاظِ.

  وفي الصِّحاحِ: إن قدَّمْتها على الفِعْل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غَيْر؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  ارْدُدْ حِماركَ لا تَنْزِعْ سَوِيَّتَه ... إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروبُ⁣(⁣٦)

  ثم قالَ الجوْهرِيُّ: وإن أَخَّرْتَها أَلْغَيْتَ، فإن كانَ بَعْدَها فعْلُ الحالِ لم تَعْمَل، وإن دَخَلَتْ عليها الواوُ والفاءُ فأَنْتَ بالخِيارِ، إنْ شِئْتَ أَعْمَلْتَ وإن شِئْتَ أَلْغَيْتَ.

  ويَحْذِفونَ الهَمْزَةَ فيقولونَ: ذَنْ لا أَفْعَل، وإذا وَقَفْتَ على إِذَنْ أَبْدَلْتَ من نونِهِ أَلِفاً فتَقول إذاً يشبه بالتَّنْوينِ فيوقفُ عليه بالأَلِفِ.

  والآذِنُ: الحاجِبُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:

  تَبدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى⁣(⁣٧)

  والأَذَنَةُ، محرَّكَةً: ورَقُ الحَبِّ. يقالُ: أَذَن الحَبُّ إذا خَرَجَتْ أَذَنَتُه.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٩٥ برواية: «وإنّي زعيم ... الغرانق أزورا» واللسان والصحاح.

(٢) في القاموس: نديمٌ لأبي نواسٍ.

(٣) في القاموس: الصومعةُ بالرفع.

(٤) الأعراف، الآية ١٦٧.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٣٧ واللسان.

(٦) اللسان منسوباً لعبد الله بن غنمة الضبي، وقيل: لسلمى بن عونة الضبي.

(٧) اللسان والصحاح بدون نسبة.