تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بهمن]:

صفحة 77 - الجزء 18

  أَحَدُهما أَنْ يكونَ الفاعِلُ مُضْمَراً أَي تقَطَّع الأَمرُ أو الودُّ أَو العَقْدُ بَيْنَكم، والآخَرُ ما كانَ يَراهُ الأَخْفَشُ مِن أَنْ يكونَ بَيْنَكم، وإن كانَ مَنْصوبَ اللفْظِ مَرْفوعَ الموْضِعِ بفِعْلِه، غيرَ أنَّه أُقِرَّتْ نَصْبةُ الظَّرْفِ، وإن كانَ مَرْفوعَ الموْضِعِ لاطِّرادِ اسْتِعْمالِهم إيَّاه ظَرْفاً، إلا أنَّ اسْتِعْمالَ الجُملةِ التي هي صفَةٌ للمُبْتدأِ مَكانَه أَسْهلُ مِن اسْتِعمالِها فاعِلةٌ، لأنَّه ليسَ يَلْزِمُ أَنْ يكونَ المُبْتدأُ اسْماً مَحْضاً كلزومِ ذلكَ الفاعِل، أَلا تَرَى إلى قوْلِهِم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِن أَنْ تَراهُ؛ أي سماعُك به خيرٌ مِن رُؤْيَتِك إيَّاهُ.

  والبَيْنُ: البُعْدُ كالبُونِ. يقالُ: بَيْنَهما بُونٌ بَعيدٌ وبَيْنٌ بَعِيدٌ، والواوُ أَفْصَحُ، كما في الصِّحاحِ.

  والبِينُ، بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ؛ عن أَبي عَمْرو.

  وأَيْضاً: الفَصْلُ بينَ الأَرْضَينِ وهي التّخومُ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:

  بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به ... أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا⁣(⁣١)

  والجَمْعُ بُيونٌ.

  وأَيْضاً: ارتِفاعٌ في غِلَظٍ.

  وأَيْضاً: القطْعَةُ مِن الأَرضِ قَدرُ مَدِّ البَصَرِ مِن الطَّريقِ.

  والبِينُ: ع قُرْبَ نَجرانَ.

  وأَيْضاً: ع قُربَ الحِيرةِ.

  وأَيْضاً: ع قُرْبَ المَدينَةِ، جاءَ ذِكْرُها في حدِيثِ إسلامِ سلَمَةَ بنِ جيش⁣(⁣٢)، ويقالُ فيه بالتاءِ أَيْضاً.

  وأَيْضاً: ة بفَيْرُوز آبادِ فارِسَ.

  وأَيْضاً: ع آخَرُ. وأَيْضاً: نَهْرٌ بين بَغْدادَ ودَفاعِ⁣(⁣٣)، وفي نسخةٍ: دَماغ، وقيلَ: رَماغ بالرَّاءِ، والصَّوابُ في سِياقِ العِبارَةِ ونَهْرُ بِينَ ببَغْدادَ⁣(⁣٤)، فإنَّ ياقوتاً نَقَلَ في معجمِهِ أنَّه طسوج مِن سَوادِ بَغْدادَ مُتَّصِل بنَهْر بوق. ويقالُ فيه باللامِ أَيْضاً؛ وقد يُنْسَبُ إليه أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّهْرُبينيُّ سَمِعَ الطيوريَّ، وسَكَنَ الحديثَةَ من قُرَى الغُوطَةِ وبهاماتَ، وأَخُوه أبو عبدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ محمدٍ النَّهْرُبينيُّ المُقْرِئُ سَكَنَ دِمَشْقَ مدَّةً.

  ويقالُ: جَلَسَ بين القَوْمِ: وَسْطَهُمْ بالتخْفيفِ.

  قالَ الرَّاغبُ: بين مَوْضوعٌ للخَلَلِ⁣(⁣٤) بينَ الشَّيْئَيْن ووَسْطَهما؛ قالَ اللهُ تعالى: {وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً}⁣(⁣٥).

  قالَ الجوْهرِيُّ: وهو ظَرْفٌ، وإن جَعَلْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه، تقولُ: لقد تَقَطَّع بَيْنُكم برَفْعِ النونِ، كما قالَ الهُذَليُّ:

  فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ ... فصادَفَ بينَ عَيْنَيْه الجَبُوبا⁣(⁣٦)

  ويقالُ: لَقِيَهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ: إذا لَقِيَهُ بَعْدَ حِينٍ ثم أَمْسَكَ عنه ثم أَتَاهُ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقد بانُوا⁣(⁣٧) بَيْناً وبَيْنونةً: إذا فارَقُوا؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:

  فهَاجَ جَوًى بالقَلْب ضَمَّنه الهَوَى ... ببَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ⁣(⁣٨)

  وقالَ الطرمَّاحُ:

  أَآذَنَ الثَّاوِي ببَيْنُونةٍ

  وبانَ الشَّيءُ بَيْناً وبُيوناً وبَيْنُونَةً: انْقَطَعَ؛ وأَبانَهُ غيرُه⁣(⁣٩) إبانَةً: قَطَعَهُ.


(١) ديوانه ص ٣١٦ واللسان والصحاح والمقاييس ١/ ٣٢٨ والتهذيب والتكملة، قال الصاغاني: والرواية: «من سرو حمير» لا غير.

(٢) في معجم البلدان: «بين رما»: حُبيشى ٩٠) في القاموس: «وبين دَفاعِ».

(٣) بالأصل: «بغداد» والتصحيح عن هامش القاموس نقلاً عن الشارح، وفي معجم البلدان: من نواحي بغداد.

(٤) في المفردات: للخلالة.

(٥) العنكبوت، الآية ٣٨.

(٦) البيت لأبي خراش كما في اللسان، وبدون نسبة في الصحاح، والبيت في ديوان الهذليين ٢/ ١٣٤ في شعر أبي خراش برواية:

ببلقعة برازٍ فصادم بين عينيها.

(٧) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: وبانَ الحَيُّ.

(٨) اللسان وفيه: في القلب.

(٩) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: وأَبَنْتُه أَنا.