تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة مع النون

صفحة 154 - الجزء 18

  وفي حَدِيْثِ ابن مَسْعودٍ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه، حينَ أَوْصَى فقالَ: «ولا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عن ذلكَ»، يعْنِي امْرأَتَه، أَي لا تُحْجَبُ عن النَّظَرِ في وصِيَّتِه وإِنْفاذِها؛ وقيلَ: لا تُحْجَبُ عنه ولا يُقْطَعُ أَمرٌ دُونها.

  وحَضَنَهُ عن حاجَتِه: حَبَسَهُ عنها ومَنَعَهُ، كاحْتَضَنَهُ، نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.

  والحاضِنَةُ: الدَّايَةُ، وهي المُوَكَّلَةُ بالصَّبيِّ تَحْفظُه وتُربِّيه.

  وأَيْضاً: النَّخْلَةُ القَصيرَةُ العُذوقِ، عن كُراعٍ؛ أَو هي التي خَرَجَتْ كبائِسُها وفارَقَتْ كوافيرَها وقَصُرَتْ عَراجِينُها؛ حَكَى ذلِكَ أَبو حَنيفَةَ، ¦، وأَنْشَدَ لحبيبٍ القشيريِّ:

  مِن كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها ... عنها وحاضِنَة لها مِيقار⁣(⁣١)

  والحَضونُ من الغَنَم والإِبِلِ والنِّساءِ: الشَّطُورُ، وهي التي أَحَدُ خِلْفَيْها أَو ثَدْيَيْها⁣(⁣٢) أكْبَرُ مِن الآخَرِ، وقد حَضُنَتْ، ككَرُمَ، حِضاناً، بالكسْرِ.

  وقيلَ: الحَضونُ من الإِبِلِ والمِعْزَى: الذي قد ذَهَبَ أَحَدُ طُبْيَيْها؛ والاسْمُ الحِضانُ؛ هذا قَوْل أَبي عُبَيْدٍ، اسْتَعْمل الطُّبْيَ مَكان الخِلْفِ.

  وفي الصِّحاح: الحَضونُ مِن الشَّاءِ: الشَّطُورُ، وهي التي أَحَدُ طُبْيَيْها أَطْوَل مِن الآخَرِ. يقالُ: شَاةٌ حَضونٌ بَيِّنَةُ الحِضَانِ، بالكَسْرِ.

  والحَضونُ مِن الرِّجالِ: مَن أَحَدُ خُصْيَيْهِ أكْبَرُ مِن الآخَرِ. والاسْمُ: الحِضَانُ.

  والحَضونُ: الفَرْجُ أَحَدُ شَفْرَيْهِ أكْبَرُ من الآخَرِ؛ والاسْمُ الحِضَانُ أَيْضاً.

  وأَحْضَنَهُ وأَحْضَنَ به: أَزْرَى؛ الأَوَّلُ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ. وأَحْضَنَ بحَقِّي: ذَهَبَ به، كأَنَّه جَعَلَه في حضْنٍ منه، أَي جانِبٍ، وهو مَجازٌ.

  ويقالُ للأَثافِيِّ⁣(⁣٣): سُفْعٌ حَواضِنُ، أَي جَواثِمُ، يَعْني الأَثافِيَّ والرَّمادَ، وهو مَجازٌ.

  والمِحْضَنَةُ، كمِكْنَسَةِ: القَصْعَةُ الرَّوْحاءُ المَعْمولَةُ من الطِّينِ للحَمامَةِ تَحْضُنُ فيها على بَيْضِها.

  وأَبو ساسانَ: حُضَيْنُ بنُ المُنْذِرِ بنِ الحَارِثِ بنِ وَعْلَةَ ابنِ المُجالِدِ بنِ يَثْرَبيِّ بنِ رَيَّانَ بنِ الحارِثِ بنِ مالِكِ بنِ شَيْبانَ بنِ ذُهلٍ، كزُبَيْرٍ، أَحَدُ بَنِي رَقَاشٍ، تابِعِيٌّ شاعِرٌ وهو القائِلُ لابْنِه غَيَّاظ:

  وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولَسْتَ بغائِظٍ ... عَدُوًّا ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُ

  عَدُوُّكَ مَسرورٌ وذو الوُدِّ بالذي ... يَرَى منكَ من غَيْظٍ عليكَ كَظِيظُ⁣(⁣٤)

  ويُكَنَّى أَيْضاً: أبا اليَقْظان، وقيلَ: أبو سَاسانَ لَقَبُه، وإِنَّما كُنْيَته أَبو محمَّدٍ، كذا في تارِيخِ حَلَب. قالَ الذَّهبيُّ: رَوَى عن عليٍّ وعُثْمانَ، وعنه الحَسَنُ، ووَأْدُ ابنُ أَبي هنْدٍ، ثقَةٌ شَرِيفٌ مِن أُمَراءِ عليٍّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه، يومَ صِفِّينَ، وكانَ شُجاعاً منوعاً توفي سَنَة ٩٧.

  * قُلْتُ: ورَوَى أَيْضاً عن أَبي موسَى الأَشْعَريِّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه، وعنه ابْنُه يَحْيَى بنُ الحُضَيْن، وعليُّ بنُ سُوَيْد بنِ منجون.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: كانَتْ مَعَه رايَةُ عليِّ بنِ أَبي طَالِب يَوْم صِفِّينَ دَفَعَها إِليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَة؛ وفيه يقولُ:

  لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّها ... إِذا قِيلَ قَدِّمْها حُضَينُ تَقَدَّمَا؟⁣(⁣٥)


(١) اللسان والتهذيب، وفي التكملة: «لها منقادِ» بالدال.

(٢) في القاموس: وثدييها.

(٣) في القاموس: «للأسافيِّ» وعلى هامشه عن إحدى النسخ: «للأثافي».

(٤) اللسان.

(٥) اللسان، راجع وقعة صفين لابن مزاحم.