تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خون]:

صفحة 183 - الجزء 18

  والخُنَانُ، بالضمِّ: داءٌ يأْخُذُ في الأنْفِ؛ عن الجَوْهرِيِّ.

  وخُنَّ البَعيرُ فهو مَخْنونٌ: أَصابَهُ الخُنانُ وطائِرٌ مَخُنُونٌ كَذلِكَ.

  والخَنَّانُ، كشَدَّادٍ: المُوكَلُ بالخنِّ.

  وكونوا على مَخَنَّتِه: أَي طريقَتِه.

  وأُمُّ خُنانٍ، كغُرابٍ: قَرْيتانِ بِمِصْرَ، حَرَسَها اللهُ تعالى في الجِيْزَةِ والمنوفيَّةِ وقد دَخْلْتُهما.

  [خون]: الخَوْنُ: أَن يُؤْتَمَنَ الإِنْسانُ فلا يَنْصَحَ؛ خانَهُ يَخُونُه خَوْناً وخِيانَةً، بالكسْرِ، وخانَةً ومَخانَةً، وميمُ المَخانَةِ زائِدَةٌ.

  وفي حدِيثِ عائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ تعالى عنها، وقد تمثلت ببيتِ لَبيدِ بنِ ربيعَةَ:

  يتَحَدَّثونَ مَخانَةً ومَلاذَةً ... ويُعابُ قائِلُهم وإن لم يَشْغَبِ⁣(⁣١)

  واخْتانَهُ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ}⁣(⁣٢)؛ أَي بعضُكم بَعْضاً فهو خائِنٌ وخائِنَةٌ، والهاءُ للمُبالَغَةِ مثْلُ علَّامَةٍ ونَسَّابَةٍ؛ وأَنْشَدَه أَبو عُبَيْدَةَ للكلابيّ:

  حَدَّثْتَ نفْسَكَ بالوَفاءِ ولم تَكُنْ ... للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ⁣(⁣٣)

  وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ، وأَصْلُ الخَوْنِ النَّقْصُ لأَنَّ الخائِنَ ينقصُ المَخونَ شيئاً ممَّا خانَهُ فيه.

  وقالَ الحراليُّ: الخِيانَةُ التَّفْريطُ في الأَمانَةِ.

  وقالَ الرَّاغبُ: الخِيانَةُ والنِّفاقُ واحِدٌ، ولكنَّ الخِيانَةَ تُقالُ باعْتِبارِ العَهْدِ والأَمانَةِ، والنِّفَاقَ باعْتِبارِ الدِّيْن، ثم يَتَداخَلانِ، فالخِيانَة مُخالَفَة الحَقِّ بنقْضِ العهْدِ في السِّرِّ، والاخْتِيان تَحرُّكُ شَهْوةِ الإِنْسانِ لتَحرّكِ الخِيانَةِ.

  ج خانَةٌ وخَوَنَةٌ، محرَّكةً، وهي شاذَّةٌ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: ولم يأْتِ شيءٌ مِن هذا في الياءِ، أَي لم يَجِئْ مثْلُ سائِر وسَيَرة، قالَ: وإِنَّما شذَّ مِن هذا ما عَيْنه واوٌ لا ياءٌ.

  وقومٌ خَوَنَةٌ، كحَوَكَةٍ؛ وخُوَّانٌ؛ كرُمَّانٍ؛ وقد خانَهُ العَهْدَ والأمانَةَ؛ قالَ:

  فقالَ عجِيباً والذي حَجَّ حاتِمٌ ... أَخُونُكَ عهداً إِنَّني غَيرُ خَوَّانِ⁣(⁣٤)

  وخَوَّنَهُ تَخْويناً: نَسَبَه إلى الخِيانَةِ⁣(⁣٥) نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وخَوَّنَهُ: نَقَصَهُ كخَوَّنَ منه.

  وخَوَّنَهُ: تَعَهَّدَهُ⁣(⁣٦)، كتَخَوَّنَهُ فيهما. يقالُ: تَخَوَّنَني فلانٌ حقِّي إذا تَنَقَّصَك؛ قالَ ذُو الرّمّةِ:

  لا بَلْ هو الشَّوْقُ من دارٍ تَخَوَّنَها ... مَرًّا سَحابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ⁣(⁣٧)

  وقالَ لبيدٌ يَصِفُ ناقَةً:

  عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى ... تخَوَّنَها نُزولي وارْتِحَالي⁣(⁣٨)

  أَي تَنقَّص لَحْمَها وشَحْمَها.

  وأَمَّا التَّخَوّن بمعْنَى التَّعَهّدُ، فقَوْل ذي الرّمَّةِ:

  لا يَرْفَعُ الطَّرْفَ إلَّا ما تَخَوَّنَه ... داعٍ يُنادِيه باسم الماءِ مبغوم⁣(⁣٩)


(١) ديوانه ط بيروت ص ٣٤ برواية:

يتألكون مغالةً وخيانةً

والمثبت كرواية اللسان.

(٢) البقرة، الآية ١٨٧.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) اللسان وفيه: «فقال مجيباً ...»

(٥) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: الخَوْنِ.

(٦) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: وبِعَهْدِهِ.

(٧) ديوانه ص ٢ واللسان والصحاح والمقاييس ٢/ ٢٣١.

(٨) ديوانه ط بيروت ص ١٠٥ واللسان والتهذيب، وعجزه في الأساس والصحاح.

(٩) ديوانه ص ٥٧١ واللسان والتهذيب والمقاييس ٢/ ٢٣١ والصحاح، ويروى: «لا ينعش الطرف ...».