[خون]:
  والخُنَانُ، بالضمِّ: داءٌ يأْخُذُ في الأنْفِ؛ عن الجَوْهرِيِّ.
  وخُنَّ البَعيرُ فهو مَخْنونٌ: أَصابَهُ الخُنانُ وطائِرٌ مَخُنُونٌ كَذلِكَ.
  والخَنَّانُ، كشَدَّادٍ: المُوكَلُ بالخنِّ.
  وكونوا على مَخَنَّتِه: أَي طريقَتِه.
  وأُمُّ خُنانٍ، كغُرابٍ: قَرْيتانِ بِمِصْرَ، حَرَسَها اللهُ تعالى في الجِيْزَةِ والمنوفيَّةِ وقد دَخْلْتُهما.
  [خون]: الخَوْنُ: أَن يُؤْتَمَنَ الإِنْسانُ فلا يَنْصَحَ؛ خانَهُ يَخُونُه خَوْناً وخِيانَةً، بالكسْرِ، وخانَةً ومَخانَةً، وميمُ المَخانَةِ زائِدَةٌ.
  وفي حدِيثِ عائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ تعالى عنها، وقد تمثلت ببيتِ لَبيدِ بنِ ربيعَةَ:
  يتَحَدَّثونَ مَخانَةً ومَلاذَةً ... ويُعابُ قائِلُهم وإن لم يَشْغَبِ(١)
  واخْتانَهُ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ}(٢)؛ أَي بعضُكم بَعْضاً فهو خائِنٌ وخائِنَةٌ، والهاءُ للمُبالَغَةِ مثْلُ علَّامَةٍ ونَسَّابَةٍ؛ وأَنْشَدَه أَبو عُبَيْدَةَ للكلابيّ:
  حَدَّثْتَ نفْسَكَ بالوَفاءِ ولم تَكُنْ ... للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ(٣)
  وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ، وأَصْلُ الخَوْنِ النَّقْصُ لأَنَّ الخائِنَ ينقصُ المَخونَ شيئاً ممَّا خانَهُ فيه.
  وقالَ الحراليُّ: الخِيانَةُ التَّفْريطُ في الأَمانَةِ.
  وقالَ الرَّاغبُ: الخِيانَةُ والنِّفاقُ واحِدٌ، ولكنَّ الخِيانَةَ تُقالُ باعْتِبارِ العَهْدِ والأَمانَةِ، والنِّفَاقَ باعْتِبارِ الدِّيْن، ثم يَتَداخَلانِ، فالخِيانَة مُخالَفَة الحَقِّ بنقْضِ العهْدِ في السِّرِّ، والاخْتِيان تَحرُّكُ شَهْوةِ الإِنْسانِ لتَحرّكِ الخِيانَةِ.
  ج خانَةٌ وخَوَنَةٌ، محرَّكةً، وهي شاذَّةٌ.
  قالَ ابنُ سِيْدَه: ولم يأْتِ شيءٌ مِن هذا في الياءِ، أَي لم يَجِئْ مثْلُ سائِر وسَيَرة، قالَ: وإِنَّما شذَّ مِن هذا ما عَيْنه واوٌ لا ياءٌ.
  وقومٌ خَوَنَةٌ، كحَوَكَةٍ؛ وخُوَّانٌ؛ كرُمَّانٍ؛ وقد خانَهُ العَهْدَ والأمانَةَ؛ قالَ:
  فقالَ عجِيباً والذي حَجَّ حاتِمٌ ... أَخُونُكَ عهداً إِنَّني غَيرُ خَوَّانِ(٤)
  وخَوَّنَهُ تَخْويناً: نَسَبَه إلى الخِيانَةِ(٥) نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
  وخَوَّنَهُ: نَقَصَهُ كخَوَّنَ منه.
  وخَوَّنَهُ: تَعَهَّدَهُ(٦)، كتَخَوَّنَهُ فيهما. يقالُ: تَخَوَّنَني فلانٌ حقِّي إذا تَنَقَّصَك؛ قالَ ذُو الرّمّةِ:
  لا بَلْ هو الشَّوْقُ من دارٍ تَخَوَّنَها ... مَرًّا سَحابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ(٧)
  وقالَ لبيدٌ يَصِفُ ناقَةً:
  عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى ... تخَوَّنَها نُزولي وارْتِحَالي(٨)
  أَي تَنقَّص لَحْمَها وشَحْمَها.
  وأَمَّا التَّخَوّن بمعْنَى التَّعَهّدُ، فقَوْل ذي الرّمَّةِ:
  لا يَرْفَعُ الطَّرْفَ إلَّا ما تَخَوَّنَه ... داعٍ يُنادِيه باسم الماءِ مبغوم(٩)
(١) ديوانه ط بيروت ص ٣٤ برواية:
يتألكون مغالةً وخيانةً
والمثبت كرواية اللسان.
(٢) البقرة، الآية ١٨٧.
(٣) اللسان والصحاح.
(٤) اللسان وفيه: «فقال مجيباً ...»
(٥) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: الخَوْنِ.
(٦) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: وبِعَهْدِهِ.
(٧) ديوانه ص ٢ واللسان والصحاح والمقاييس ٢/ ٢٣١.
(٨) ديوانه ط بيروت ص ١٠٥ واللسان والتهذيب، وعجزه في الأساس والصحاح.
(٩) ديوانه ص ٥٧١ واللسان والتهذيب والمقاييس ٢/ ٢٣١ والصحاح، ويروى: «لا ينعش الطرف ...».