تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دخن]

صفحة 191 - الجزء 18

  كمِثْلِ الدَّواخِنِ فَوْقَ الإرِينا⁣(⁣١)

  قلْتُ: العامَّةُ تسَمِّيها المَدَاخِنِ.

  والدُّخْنَةُ في الألوانِ، بالضمِّ: كُدْرَةٌ في سَوادٍ، وهو الشَّبِيهُ بلوْنِ الحدِيدِ.

  دَخِنَ، كفَرِحَ، فهو أدْخَنُ، وهي دَخْناءُ؛ يقالُ: كَبْشٌ أدْخَنُ وشاةٌ دَخْناءُ بَيِّنةُ الدَّخَنِ، كما في الصِّحاحِ؛ وقالَ رُؤْبَة:

  مَرْتٌ كظَهْر الصَّرْصَران الأدْخَنِ⁣(⁣٢)

  والدُّخْنَةُ: شبْهُ ذَريرَةٍ⁣(⁣٣) تُدَخَّنُ بها البُيوتُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ. وفي المُحْكَم: الثِّيابُ أو البَيْتُ.

  ويومٌ دَخنانٌ، ك سَحْبانٍ: سَخْنانٌ⁣(⁣٤).

  ولَيْلَةٌ دَخْنانَةٌ: شدِيدَةُ الحرِّ والغَيْمِ كأنَّما يَغْشاها دُخانٌ؛ وهو مجازٌ.

  ومِن المجازِ: الدَّخَنُ، محرَّكةً: الحِقْدُ؛ قالَ قَعْنَب:

  وقد عَلِمْتُ على أني أُعاشِرُهم ... لا نَفْتَأُ الدَّهْرَ إلَّا بَيْنَنا دَخَنُ⁣(⁣٥)

  والدَّخَنُ أيضاً: سُوءُ الخُلُقِ وخُبثُه. يقالُ: إنَّه لدَخِنُ الخُلُقِ: أي خَبِيثهُ؛ عن شَمِرٍ وهو مجازٌ.

  والدَّخَنُ: فِرِنْدُ السَّيْفِ، وبه فُسِّر قوْلُ المعطَّلِ الهُذَليَّ يَصِفُ سَيْفاً:

  لَيْنٌ حُسامٌ لا يِليِقُ ضَريبةً ... في مَتْنِه دَخَنٌ وَأثْرٌ أحلَسُ⁣(⁣٦)

  وفي الأساسِ: الدَّخَنُ في السَّيْفِ: يَتَراءَى في متْنِه مِن شدَّةِ الصَّفاءِ مِن سَوادٍ؛ وهو مجازٌ.

  ومِنَ المجازِ: الدَّخَنُ: تَغَيُّرُ الدِّينِ و⁣(⁣٧) العَقْلِ والحَسَبِ، اسْتُعِير مِن دَخنِ النارِ والطّبيخِ.

  والدَّخْناءُ أو والدُّخْنانُ، بالضَّمِّ: عُصْفُورٌ، أي ضَرْبٌ منه.

  وأبو دُخْنَةَ، بالضَّمِّ: طائِرٌ يُشْبِه لَوْنه لَوْنَ القُبَّرة؛ عن ابنِ بَرِّي. وفي بعضِ الأصُولِ: لَوْن الغبرةِ.

  والمِدْخَنَةُ، كمِكْنَسَةٍ: المِجْمَرَةُ، والجمْعُ المدَاخِنُ.

  ودَخَنَتِ النَّارُ، كمَنَعَ ونَصَرَ دَخْناً ودُخُوناً، وأدْخَنَتْ كأكْرَمَتْ، ودَخَّنَتْ بالتَّشْديدِ وهذه عن الزَّمَخْشرِيِّ ¦، وادَّخَنَتْ على افْتَعَلَتْ: ارْتَفَعَ دُخانُها، ولم يَذْكُرِ الجَوْهرِيُّ أدْخَنَتْ ودَخَّنَتْ.

  ودَخِنَتْ، كفَرِحَتْ: أُلْقِيَ عليها حَطَبٌ فأُفْسِدَتْ لِيَهِيجَ لها دُخانٌ شَدِيدٌ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  ومِنَ المجازِ: دخنَ النَّبْتُ؛ وكذا الدَّابَّةُ: إذا صارتْ ألْوانُهما كُدْرَةً في سَوادٍ كأنَّه علاهُما الدُّخانُ، والاسمُ الدَّخَنُ، محرَّكةً، به فسَّرَ الجَوْهرِيُّ قوْلَ المعطَّلِ الهُذَليِّ: السَّابق؛ كدَخُنَ، ككَرُمَ، دُخْنَةً، بالضَّمِّ.

  ودُخَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: ابنُ عامِرٍ الحجريُّ تابِعِيٌّ عن عقبَةَ ابنِ عامِرٍ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه، وعنه كعبُ بنُ عَلْقَمَةَ وابنُ الغمِّ⁣(⁣٨) الأفْريقيُّ، ثِقَةٌ قُتِلَ سَنَة مائةٍ، كذا في الكاشِفِ.


(١) اللسان والتهذيب، وورد البيت بتمامه في التكملة منسوباً لكعب بن زهير برواية:

يثرن الغبار على وجهه ... كلون الدواخن

(٢) اللسان والتهذيب منسوباً لرؤبة فيهما. والصرصران: سمك بحري.

(٣) في القاموس: ذريرةٌ بالرفع منونة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى جرها.

(٤) في القاموس: «كسخنانٍ» وعلى هامشه عن إحدى النسخ: «سخنانٌ» بدون «كاف» ومثلها في التهذيب.

(٥) اللسان والتهذيب، وبهامشه: واسمه قعنب بن ضمرة وشهرته ابن أم صاحب وهي والدته.

(٦) اللسان والصحاح والتهذيب منسوباً للمعطل الهذلي، ونسبه في التكملة للمعطل أو لأبي قلابة، قال الصاغاني: فقد روي لهما جميعاً، والبيت في شعر أبي قلابة في شرح أشعار الهذليين ٢/ ٧١٦ قال السكري: «ويقال: بل قالها المطعل» ولم أجده في شعره.

(٧) في القاموس: العَقْل والدِّين.

(٨) في الكاشف: «ابن أنعم الإفريقي» وهو محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار، أبو موسى العنزي.