تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دهمن]:

صفحة 215 - الجزء 18

  أَنَدَّانُ أَم نَعْتانُ أَمْ يَنْبَرِي لَنا ... فَتًى مِثْلُ نَصْلِ السيفِ هُزَّتْ مَضارِبُه⁣(⁣١)؟

  قوْلُه: نَعْتانُ أي نأْخُذُ العِينَةَ.

  وأَدَانَ وادَّانَ واسْتَدانَ وتَدَيَّنَ: أَخَذَ دَيْناً.

  وقيلَ: ادَّانَ واسْتَدَانَ: إذا أَخَذَ الدَّيْن واقْتَرَضَ، فإذا أَعْطَى الدَّيْن قيلَ: أَدَانَ بالتَّخْفيفِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: أَدَانَ الرَّجلُ، فهو مُدِينٌ أَي مُسْتَدِين.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: وهو خَطَأٌ عنْدِي، قالَ: وقد حَكَاهُ شَمِرٌ عن بعضِهم، وأَظَنُّه أَخَذَ عنه. وَأَدَانَ: معْناهُ أَنَّه باعَ بدَيْنٍ، أَو صارَ له على الناسِ دَيْن؛ وشاهِدُ الاسْتِدَانَةِ قوْلُ الشاعِرِ:

  فإنْ يَكُ يا جَناحُ عليَّ دَيْنٌ ... فعِمْرانُ بنُ موسَى يَسْتَدِينُ⁣(⁣٢)

  وشاهِدُ التَّدْين:

  تُعَيِّرني بالدَّيْن قومي، وإنَّما ... تَدَيَّنْتُ في أَشْياءَ تُكْسِبُهم مَجْدا⁣(⁣٣)

  ورجُلٌ مِدْيانٌ: يُقْرِضُ النَّاسَ كثيراً.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى ابنُ خَالَوَيْه أنَّ بعضَ أَهْلِ اللُّغَةِ يَجْعَلُ المِدْيانَ الذي يُقْرِضُ الناسَ، والفِعْل منه أَدَانَ بمعْنَى أَقْرَضَ؛ قالَ: وهذا غَرِيبٌ.

  وقيلَ: رجُلٌ مِدْيانٌ: يَسْتَقْرِضُ كثيراً.

  وفي الصِّحاحِ: إذا كانَ عادَتَهُ يأْخذُ بالدّيْن ويَسْتَقْرِضُ فهو ضِدٌّ.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: المِدْيانُ مِفْعالٌ مِنَ الدَّيْن للمُبالَغَةِ، وهو الذي عليه الدّيون؛ ومنه الحدِيثُ: «ثلاثَةٌ حقّ على اللهِ عَوْنُهم، منهم المِدْيانُ الذي يُرِيدُ الأَداءَ.

  وكذا امْرأَةٌ مِدْيانٌ بغيرِ هاءٍ، وجَمْعُهما، أَي المُذَكَّر والمُؤَنَّث: مَدايِينُ. ودَايَنْتُه مُداينَةً: أَقْرَضْتُه وأَقْرَضَنِي.

  وفي الأساسِ: عامَلْتُهُ بالدَّيْن.

  وفي الصِّحاحِ: عامَلْته فأَعْطَيْتَ دَيْناً وأَخَذْتَ بدَيْنٍ، قالَ رُؤْبة:

  دَايَنْتُ أَرْوَى والدُّيونُ تُقْضَى ... فما طَلَتْ بعضاً وأَدَّتْ بَعْضا⁣(⁣٤)

  والدِّيْنُ، بالكسْرِ: الجَزاءُ والمُكافَأَةُ. يقالُ: دَايَنَه دَيْناً أَي جَازَاهُ.

  يقالُ: كما تَدِينُ تُدانُ، أَي كما تُجازِي تُجازَى بفِعْلِك وبحسَبِ ما عَمِلْتَ. وقوْلُه تعالى: {إِنّا لَمَدِينُونَ}⁣(⁣٥)، أَي مَجْزِيُّون.

  وقالَ خُوَيْلدُ بنُ نَوْفل الكِلابيُّ يخاطِبُ الحارِثَ بن أَبي شَمِر:

  يا حارِ أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زائلٌ ... واعْلَمْ بأَنْ كما تَدِينُ تُدانُ⁣(⁣٦)

  وقيلَ: الدِّينُ هو الجَزاءُ بقدرِ فعل المُجازَى فالجزاءُ أَعَمُّ؛ وقد دِنْتُه، بالكسْرِ، دَيْناً، بالفتْحِ ويُكْسَرُ: جَزَيْته بفعْلِه. وقيلَ: الدِّيْنُ المَصْدَرُ والدِّيْنُ: الاسمُ، وقوْلُه تعالَى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}⁣(⁣٧)، أَي يَوْمَ الجزَاءِ.

  وفي الحديثِ: «اللهُمَّ دِنْهُم كما يَدِينُوننا»⁣(⁣٨) أَي اجْزِهم بما يُعامِلُونا به.

  والدِّينُ: الإِسلامُ، وقد دِنْتُ به، بالكسْرِ؛ ومنه حدِيثُ عليِّ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «محبَّةُ العُلَماءِ دِينٌ يُدانُ اللهُ به».


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان، وفيه «حمدا» بدل «مجدا».

(٤) ديوانه ص ٧٩ واللسان والمقاييس ٢/ ٣٢١ والأول في التهذيب.

(٥) الصافات، الآية ٥٣ وفيها: «أَإِنّا».

(٦) اللسان والتهذيب، والبيت من قصيدة مجرورة القافية، وقبله:

يا أيها الملك المخوف أما ترى ... ليلاً وصبحاً كيف يختلفانِ

ففي البيت الشاهد إقواء.

(٧) الفاتحة، الآية ٤.

(٨) اللسان: يدينونا.