تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ررن]:

صفحة 234 - الجزء 18

  وأَرْزَنُ: د آخَرُ بإرْمِينِيَّةَ أَيْضاً قَرْبَ خلاطٍ، وله قلْعَةٌ حَصِينَةٌ، وكانتْ مِن أَعْمَر نَواحِي إرْمينِيَةَ، ثم فَشَا فيها الخَرابُ؛ ومنه أَبو غَسَّان عياشُ بنُ إبراهيمَ الأَرْزَنِيُّ عن الهَيْثمِ بنِ عديِّ؛ ويَحْيَى بنُ محمدٍ الأرْزنِيُّ الأَدِيبُ صاحِبُ الخَطِّ المليحِ والضَّبْط الصَّحِيح والشِّعْر الفَصِيح، وله مقدِّمَةٌ في النحْوِ، وهو الذي ذَكَرَه ابنُ الحجَّاجِ في شعْرِه فقالَ:

  مثبَتَةٌ في دَفْتَرِي ... بخطّ يَحْيَى الأرْزَنِي⁣(⁣١)

  * قلْتُ: وبخطِّه كِتابُ الجَمْهَرَةِ لابنِ دُرَيْدٍ يَعْتَمدُ عليها الصَّاغانيُّ كَثيراً. وعدَّه قوْمٌ مِن أَطْرافِ دِيارِ بكْرٍ ممَّا يلِي الرُّوم، وقوْمٌ يعدُّونه مِن أَطْرافِ الأَرْزَنِ.

  ودَسْتُ الأَرْزَنِ: بين شِيرازَ وكازَرُونَ نَزِهٌ أَشِبٌ بالشَّجَرِ ينْبتُ به هذه العِصِيّ التي تُعْمَلُ نصباً للدَّبابيسِ والمَقارعِ وخرَجَ إليه عضدُ الدّوْلةِ للتَّنزّه والصَّيْدِ وبصُحْبتِه المُتنبِّي فقالَ فيه:

  سَقْياً لدَسْتِ الأرزن الطِّوال ... بين المروج الفيح والأغيال⁣(⁣٢)

  قالَ ياقوت: فأَدْخَل عليه الألِف واللام، ولا يجوزُ دُخولُهما على اللَّواتي قَبْل.

  وأَرْزَنْجانُ: د بالرُّومِ قُرْبَ أَرْزَن الرُّوم بَيْنها وبَيْن خلاطٍ، وأَهْلها يقُولُون أَرْزَنْكان، وغالِبُ أَهْلِها أَرْمَن، وفيها مُسْلمون هم أَعْيانُ أَهْلِها.

  وذِكْرُ المصنِّفِ هذه في هذه التَّرْجمةِ يَقْتَضِي زِيادَة الجيم وهي أَصْليَّة، وكان يَنْبَغي أنْ يفْردَ لها تَرْجمةً مُسْتَقِلَّة.

  وأرْزَنانُ، ظاهِرُه أنَّه بفتْحِ الزَّاي كما هو مَضْبوطٌ في النُّسخِ، والصَّحِيحُ بضمِّها كما ضَبَطَه ياقوتٌ، وهي: ة بأصْفَهان، منها: أبو سعيدٍ⁣(⁣٣) أَحمدُ بنُ محمدٍ الحافِظُ الأَرْزَنانيُّ العَلَمُ، الأَعْمى، ماتَ سنة ٤٥٣: وأَبو جَعْفرِ محمدُ بنُ عبْدِ الرَّحْمن بنِ زِيادٍ الأَصْفهانيُّ الارْزَنانيُّ الحافِظُ الثَّبْتُ، تُوفي سَنَة ٣١٧.

  والجَبَلَانِ يَتَرَازنانِ: أَي يَتَنَاوحَانِ، وهو مُرازِنُه: أَي مُخالُّه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رجُلٌ رَزِينٌ: ساكِنٌ.

  وقيلَ: أَصيلُ الرَّأْي؛ وقد رَزُنَ رَزانَةً ورُوزوناً.

  والأَرْزانُ: نُقَرٌ في حَجَرٍ أَو في غَلْظٍ مِن الأرْضِ تمسكُ الماءَ؛ واحِدُها رَزْنٌ ورِزْنٌ، بالفَتْحِ والكسْرِ؛ ومنه قوْلُ ساعِدَة بنِ جُؤَيَّة الهُذَليّ يَصِفُ بَقَرَ الوَحْش:

  ظَلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةً ... في ماحِقٍ من نهارِ الصيفِ مُحْتَرِقِ⁣(⁣٤)

  كما هو في شرْحِ الدِّيوانِ.

  وقالَ ابنُ حَمْزَةَ: الرِّزْنُ، بالكسْرِ، لا غَيْر.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وبيتُ ساعِدَة ممَّا يدلُّ على أَنَّه رِزْنٌ، لأَنَّ فَعْلاً لا يجمْعُ على أَفْعالٍ إلَّا قَليلاً.

  والرُّزُونُ: بقَايَا السَّيْلِ في الأَجْرافِ.

  وأَرْزَونا، بالفتْحِ: قَرْيةٌ مِن دِمَشْقَ، منها: أَحمدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَحْمدَ بنِ يَزِيد⁣(⁣٥) بنِ الحَكَم الأَرزونيُّ عنه ابْنُه أَبو بكْرٍ محمدٌ، قالَهُ ابنُ عَسَاكِر.


(١) معجم البلدان «أرزن».

(٢) معجم البلدان «أرزن وفيه: لدشت الأرزن.

(٣) كذا وردت العبارة عند الشارح وهو ينقل عن ياقوت واللباب، ففي نقله سقط شوّس العبارة، ونص عبارتهما: قال أبو سعد: هكذا سمعت شيخنا أبا سعد أحمد بن محمد الحافظ بأصبهان، والمنتسب إليها أبو القاسم الحسن بن أحمد بن محمد الأرزناني المعلم الأعمى مات سنة ٤٥٣.

(٤) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١١٢٨ برواية: بالأرزان صاوية ... الصيف محتدمِ» فالبيت من قصيدة ميمية،. وقبله:

ولا صوار مدراة مناسجها ... مثل الفريد الذي يجري من النظمِ

والمثبت كرواية اللسان وبهامشه: «قوله محترق، الذي في مادة محق من الصحاح محتدم». وصدره في التهذيب.

(٥) في معجم البلدان: زيد.