تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ران]:

صفحة 255 - الجزء 18

  والجَهالَةِ، سُمِّي به لأنَّ أَحَدَهما إذا ندِمَ زَبَنَ صاحِبَه عمَّا عَقَدَ عليه أَي دَفَعَهُ.

  وبَيْتٌ زَبْنٌ: مُتَنَحٍّ عن البُيوتِ كأَنَّه مَدْفوعٌ عنها.

  والزِّبْنُ، بالكسْرِ: الحاجةُ، وقد أَخَذَ زِبْنَهُ من المالِ والطَّعامِ: أَي حاجَتَه.

  والزَّبَنُ، بالتَّحريكِ: ثَوْبٌ على تَقْطِيعِ البيتِ كالحَجَلةِ، ومنه الزبونُ الذي يقطعُ على قدْرِ الجَسَدِ ويلبَسُ.

  والزَّبَنُ: النَّاحِيَةُ. يقالُ: حلَّ زِبْناً مِن قوْمِهِ: أَي نَبْذَةً، كأَنَّه انْدَفَعَ مِن مكانِهم، ولا يكادُ يُسْتَعْمل إلَّا ظَرْفاً أَو حالاً.

  والزُّبُنُّ، كعُتُلٍّ: الشَّديدُ الزَّبْنِ، أَي الدَّفْع.

  وناقَةٌ زَبونٌ: دَفُوعٌ تَضْرِبُ حالِبَها وتَدْفَعُه. وقد زَبَنَتْ بثَفناتِ رِجْلِها عنْدَ الحَلبِ، فالزَّبْنُ بالثَّفَناتِ، والرَّكْضُ بالرِّجْلِ، والخبْطُ باليَدِ كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: يقالُ لها ذلِكَ إذا كانَ مِن عادَتِها دَفْع الحالِبِ.

  وزُبُنَّتاها، كحُزُقَّةٍ: رِجْلاها؛ لأنَّها تَزْبِنُ بهما، قالَ طُرَيْحٌ:

  غُبْسٌ خَنَابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ ... نَهْدُ الزُّبُنَّةِ كالعَرِيشِ شَتِيمُ⁣(⁣١)

  ومِن المجازِ: حَرْبٌ زَبُونٌ: تَزْبِنُ الناسَ أَي تَصْدِمُهم وتَدْفعُهم؛ كما في الصِّحاحِ، وهو على التَّشْبِيهِ بالناقَةِ.

  وفي الأَساسِ: صَعْبَةٌ، كالناقَةِ الزّبونِ في صُعوبَتِها.

  وقيلَ: المعْنَى يَدْفَعُ بعضُها بعضاً كَثْرَةً.

  وزَابَنَه مُزابَنَةً: دَافَعَهُ؛ قالَ:

  بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْداً ... إذا الْتَقَتِ المَجامِعُ للخُطوبِ⁣(⁣٢)

  والزَّابِنَةُ: أَكَمَةٌ شَرَعَتْ في وادٍ يَنْعَرِجُ عنها كأنَّها دَفَعَتْه. والزِّبْنِيَةُ، كهِبْرِيَةٍ، نَقَلَه الأَخْفَشُ عن بعضِهم، ونَقَلَه الزَّجَّاجُ أَيْضاً كلُّ مُتَمَرِّدٍ⁣(⁣٣) مِنَ الجِنِّ والإِنْسِ.

  وأَيْضاً: الشَّديدُ، عن السَّيرافيّ، وكِلَاهُما مِن الدّفْعِ.

  وأَيْضاً: الشُّرَطِيُّ، ج زَبانِيَةٌ.

  قالَ قتادَةُ: سُمِّي بذلِكَ بعضُ الملائِكَةِ لِدَفْعِهم أَهْلَ النارِ إليها؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ}⁣(⁣٤) وهم يَعْملُونَ بالأَيدِي والأَرْجُلِ فهم أَقْوى.

  وقالَ الزَّجَّاجُ: الزَّبانِيَةُ: الغِلاظُ الشِّدادُ، واحِدُهُم زِبْنِيَّة، وهُم هؤلاء الملائِكَة الذين قالَ الله فيهم: {عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ}⁣(⁣٥)، وَهُم الزَّبانِيَةُ، ومِنَ الزَّبانِيَةِ بمعْنَى الشُّرَطِ قَوْل حَسَّان:

  زَبانِيَةٌ حولَ أَبياتِهم ... وخُورٌ لَدَى الحرْبِ في المَعْمَعَه⁣(⁣٦)

  أَو واحدُها زِبْنِيٌّ، بالكسْرِ عن الكِسائيِّ.

  قالَ الأَخْفَشُ: والعَرَبُ ولا تكادُ تعْرِفُ هذا وتَجْعلُه مِنَ الجَمْعِ الذي لا واحِد له، مثْلُ أَبابِيلَ وعَبادِيدَ.

  والزِّبِّينُ، كسِكِّينٍ: مُدافِعُ الأَخْبَثَيْنِ البَوْل والغَائِط؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ. ومنه الحدِيثُ: «خَمْسةٌ لا تُقْبَلُ لهم صلاةٌ: رجلٌ صلَّى بقومٍ وهُم له كارِهُونَ، وامرأَةٌ تَبِيتُ وزَوْجُها عليها غَضْبانٌ، والجارِيَةُ البالِغَةُ تصلِّي بغيرِ خِمارٍ، والعَبْدُ الآبِقُ حتى يعودَ إلى مَوْلاهُ، والزِّبِّينُ»؛ ويُرْوَى: الزِّنِّين بالنُّونِ، وهو المَشْهورُ كما سَيَأْتي؛ أَو مُمْسِكُهما على كُرْهٍ.

  وزُبانَيَا العَقْرَبِ، بالضَّمِّ: قَرْناها؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: طَرَفُ قَرْنَيْها، كأنَّها تَدْفَعُ بهما، وهو المَشْهورُ كما سَيَأْتي.

  والزُّبانيَان: كَوْكَبانِ نَيِّرانِ في قَرْنَي العَقْرَبِ.


(١) اللسان.

(٢) اللسان.

(٣) في القاموس: «متمردٌ» بالرفع منونة، والكسر ظاهر.

(٤) العلق، الآية ١٨.

(٥) التحريم، الآية ٦.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٥٢ واللسان والتهذيب.