تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع النون

صفحة 275 - الجزء 18

  قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هي الصَّغيرَةُ التي يُطْبَخ فيها للصَّبيِّ؛ ومنه الحدِيثُ: «نعم أُنْزِل عليَّ طَعامٌ في مِسْخَنَةٍ».

  والتَّسَاخِينُ: المَراجِلُ؛ عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  وفي الصِّحاحِ: الخِفافُ؛ وفي الحدِيثِ: بَعثَ سَرِيَّةً فأَمَرَهم أَنْ يَمْسَحُوا على المُشاوِذ⁣(⁣١) والتَّساخِين؛ المَشاوِذ: العَمائِمُ، والتَّساخِين: الخِفَافُ.

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: وقالَ حَمْزَةُ الأَصْفهانيُّ في كتابِ المُوازَنَةِ: التسَّاخِينُ شيءٌ كالطَّيالِسِ مِن أَغْطِيَةِ الرأْسِ كانَ العُلَماءُ والمَوَابِذةُ يأْخذُونهم على رُؤُوسهم خاصَّةً دُونَ غيْرِهم؛ قالَ: وجاءَ ذِكْرُه في الحدِيثِ، فقالَ مَنْ تَعاطَى تَفْسِيرَه هي الخِفافُ حيثُ لم يَعْرِفْ فارِسِيَّتَه، قالَ: وتَسْخان مُعَرَّبُ تَشْكَن.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: بِلا واحِدٍ مثْلُ التَّعاشِيبِ.

  وقالَ ثَعْلَب: ليسَ للتَّساخِين واحِدٌ مِن لَفْظِها كالنِّساءِ لا واحِد لها؛ أَو واحِدُها تَسْخَنٌ وتَسْخانٌ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لا واحِد لها مِن لَفْظِها إلَّا أنَّه يقالُ: تَسْخانٌ، ولا أَعْرِفُ صحَّةَ ذلك.

  والسَّخاخِينُ: المَساحِي بلُغَةِ عبْدِ القَيْسِ، الواحِدُ كسِكِّينٍ لا كأَميرٍ كما تَوَهَّمَ الجوْهرِيُّ، هكذا وُجِدَ بخطِّه في نسخِ الصِّحاحِ⁣(⁣٢) ولم يُنَبَّه عليه ابنُ بَرِّي؛ وهي مِسْحاةٌ مُنْعطِفَةٌ، كما في الصِّحاحِ وفي بعضِ نسخِها: مُنْعقِفَةٌ.

  والسَّخاخِينُ: سَكاكِينُ الجَزَّارِ أَو عامٌّ.

  قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ للسِّكِّين: السِّخِّينَةُ والشِّلْقاءُ.

  والسِّكِّينُ: مَقْبضُ المحْرَاثِ؛ وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: هو مَرُّ المِحْراثِ، يَعْني ما يَقْبِضُ عليه الحَرَّاثُ منه.

  وسُخَيْنَةٌ، كجُهَيْنَةَ: د بينَ عُرْضَ وتَدْمُرَ والعامَّةُ تقولُ سُخْنَةٌ، وهكذا نَقَلَه نَصْر؛ وهو بَلَدٌ بينَ تَدْمُرَ والرقَّةِ، وعلى التَّحديدِ بينَ أركَةَ وعُرْضَ. والإسْخِنَةُ بالكسْرِ: ضِدُّ الإبْرِدَةِ أي بكسر الأوَّل والثَّاني⁣(⁣٣) فيهما.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  سَخَنَتِ الأرْضُ وسَخِنَتْ، كنَصَرَ وفَرِحَ، وسَخُنَتْ عليه الشمْسُ، ككَرُمَ، عن ابنِ الأعْرابيِّ؛ قالَ: وبنُو عامِرٍ يَكْسِرُونَ.

  وفي الحدِيثِ: «شَرُّ الشّتاءِ السَّخِين» أَي الحارُّ الذي لا بَردَ فيه.

  وجاء في غَرِيبِ الحَرْبيّ: السُّخَيْخِين، قالَ: ولعلَّه تَحْريفٌ.

  وسَخِينَتا الرجُلِ، كسَفِينَة: بَيْضَتَاه لحَرارَتِهما.

  وطَعامٌ سُخاخِينٌ، بالضمِّ: أَي حارٌّ، وكذلِكَ يَوْمٌ سُخاخِين، وحبٌّ سُخاخِين: موجِعٌ مُؤْذٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:

  أُحِبُّ أُمَّ خالِدٍ وخالِدا ... حُبًّا سُخاخِيناً وحُبّاً بارِدا⁣(⁣٤)

  وفسّرَ البارِدَ بأنّه الذي يَسْكُنُ إليه قلْبُه.

  والسَّخْناءُ، بالمدِّ، والسُّخُونَةُ، بالضمِّ: الحُمَّى.

  ويقالُ: عليكَ بالأمْرِ عنْدَ سُخْنَتِه: أَي في أَوّلِه قبْلَ أنْ يَبْرُدَ؛ وهو مجازٌ.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: ماءٌ سَخِيمٌ وسَخِينٌ: ليسَ بحارٍّ ولا بارِدٍ.

  والسَّخُونَةُ: السَّخِينَةُ؛ عن الأَزْهرِيّ.

  والسَّخِينَةُ الطَّعامُ الحارُّ.

  وسَخَنَتِ الدابَّةُ، كنَصَرَ وكَرُمَ: أُجْرِيَتْ فسَخُنَتْ في عِظامِها وخَفَّتْ في حُضْرِها؛ ومنه قوْلُ لبيدٍ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه:


(١) في النهاية: المشاوز.

(٢) الذي في الصحاح المطبوع: «السِّخِّين» كسكِّين.

(٣) كذا، والمثبت ضبط القاموس بكسر الأول والثالث. ومثله في التكملة.

(٤) اللسان والثاني في التهذيب برواية:

حبّاً سخاخين وحبّاً باردا