فصل العين مع النون
  أَلا أَيُّها القلْبُ الذي بَرَّحَتْ به ... مَنازِلُ مَيٍّ والعِرانُ الشَّواسِعُ(١)
  والعِرْنينُ، بالكسْرِ: الأَنْفُ كُلُّهُ، وبه فُسِّرَ حدِيثُ الحلية: «أَقْنى العِرْنينِ».
  أو ما صَلُبَ من عَظْمِه.
  وقيلَ: عِرْنينُ الأَنْفِ تَحْتَ مُجْتَمَعِ الحاجِبَيْن، وهو أَوَّل الأَنّف حيثُ يَكونُ فيه الشَّمَمُ؛ أو عِرْنِينُه: رأْسُه؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ:
  تَثْني النِّقابَ على عِرْنينِ أَرْنَبَةٍ ... شَمَّاء مارِنُها بالمِسْكِ مُرْثُومُ(٢)
  واسْتَعارَه بعضُ العُلَماء للدَّهْرِ فقالَ:
  وأَصْبَحَ الدهرُ ذو العِرْنينِ قد جُدِعا
  والجَمْعُ العَرانِينُ؛ قالَ كَعْبُ:
  شُمُّ العَرانِينِ أَبْطالٌ لُيُوثُهُمُ(٣)
  والعِرْنينُ مِن كلِّ شيءٍ: أَوَّلُه، ومنه عَرانِينُ السَّحابِ: أَوائِلُ مَطَرِه؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ يَصِفُ غيْثاً:
  كأَنَّ ثَبِيراً في عَرَانِينَ وَدْقِه ... من السَّيْل والغُثَّاءِ فَلْكةُ مِغْزل(٤)
  ومِن المجازِ: العِرْنينُ: السَّيِّدُ الشَّرِيفُ.
  وعَرانِينُ الناسِ: وُجوهُهم وسادَتهم وأَشْرافُهم؛ قالَ العجَّاجُ يَصِفُ جَيْشاً:
  تَهْدي قُداماهُ عَرانِينُ مُضَرْ
  والعُرانِيَةُ، بالضَّمِّ: مَدُّ السَّيْلِ؛ قالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ العبادي:
  كانتْ رِياحٌ وماءٌ ذو عُرانِيةٍ ... وظُلْمةٌ لم تَدَعْ فَتْقاً ولا خَلَلا(٥)
  والعُرانِيةُ: قامُوسُ البَحْرِ. وقيلَ: ما يَرْتَفِع في أَعالِي الماءِ مِن غَوارِبِ المَوْجِ.
  وماءٌ ذو عُرانِيَة: إذا كَثُر وارْتَفَع عُبابُه.
  وبالفتحِ: عَرانِيَةُ بنُ جُشَمَ في بَلْقَيْنِ.
  والعَرَنُ، محرَّكةً: الغَمَرُ.
  حكى ابنُ الأعْرابيِّ: أَجِدُ رائِحَة عَرَنِ يَدَيْك، أي غَمَرَهما.
  وقيلَ: العَرَنُ رائِحَةُ لحْمٍ له غَمَرٌ وهو العَرَمُ أَيْضاً.
  وأَيْضاً: ريحُ الطَّبيخِ، كالعِرْنِ، بالكسْرِ، الأُوْلى عن كُراعٍ.
  والعَرَن الدُّخانُ.
  وأَيْضاً: شَجَرٌ: يُدْبَغُ به؛ ومنه سِقاءٌ مَعْرونٌ: أي مَدْبوغٌ به.
  وأيْضاً: اللّحْمُ المَطْبوخُ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ وقيلَ: اللحْمُ مُطْلَقاً.
  والعَرِنُ، ككَتِفٍ: مَنْ يَلْزَمُ الياسِرَ حتى يَطْعَمَ من الجَزُورِ.
  والعَرِنُ: فَرَسُ عَدِيِّ بنِ أُمَيَّة الضبِّيِّ، أو فَرَسُ عُمَيْرِ ابنِ جَبَلٍ البَجَليِّ.
  والعِرانُ، ككتابٍ: عُودُ البَكرَةِ الذي يُشَدُّ به الخُطَّافُ، على التَّشْبيهِ بعودِ الإبِلِ، جَمْعُه أَعرنَةٌ.
  والعِرانُ: البُعدُ. ودِيارٌ عِرانٌ، وُصِفَتْ بالمَصْدَرِ كما تقدَّمَ.
(١) ديوانه ص ٣٣٤ واللسان والتهذيب.
(٢) ديوانه ص ٥٧٢ واللسان والمقاييس ٤/ ٣٦٤ برواية: «تشي الخمار».
(٣) من قصيدته بانت سعاد، شرح ابن هشام ص ٢٨، وعجزه:
لبوسهم ... من نسج داود في الهيجا سرابيل
(٤) البيت بهذه الرواية في اللسان، وهو ملفق من بيتين في معلقة امرئ القيس، ديوانه ص ٦٢:
كأن ثبيراً في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمل
كأن ذرى المجيمر غدوة ... من السيل والأغتاء فلكة مغزل
(٥) اللسان والصحاح والتهذيب.