تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع النون

صفحة 375 - الجزء 18

  أَلا أَيُّها القلْبُ الذي بَرَّحَتْ به ... مَنازِلُ مَيٍّ والعِرانُ الشَّواسِعُ⁣(⁣١)

  والعِرْنينُ، بالكسْرِ: الأَنْفُ كُلُّهُ، وبه فُسِّرَ حدِيثُ الحلية: «أَقْنى العِرْنينِ».

  أو ما صَلُبَ من عَظْمِه.

  وقيلَ: عِرْنينُ الأَنْفِ تَحْتَ مُجْتَمَعِ الحاجِبَيْن، وهو أَوَّل الأَنّف حيثُ يَكونُ فيه الشَّمَمُ؛ أو عِرْنِينُه: رأْسُه؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ:

  تَثْني النِّقابَ على عِرْنينِ أَرْنَبَةٍ ... شَمَّاء مارِنُها بالمِسْكِ مُرْثُومُ⁣(⁣٢)

  واسْتَعارَه بعضُ العُلَماء للدَّهْرِ فقالَ:

  وأَصْبَحَ الدهرُ ذو العِرْنينِ قد جُدِعا

  والجَمْعُ العَرانِينُ؛ قالَ كَعْبُ:

  شُمُّ العَرانِينِ أَبْطالٌ لُيُوثُهُمُ⁣(⁣٣)

  والعِرْنينُ مِن كلِّ شيءٍ: أَوَّلُه، ومنه عَرانِينُ السَّحابِ: أَوائِلُ مَطَرِه؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ يَصِفُ غيْثاً:

  كأَنَّ ثَبِيراً في عَرَانِينَ وَدْقِه ... من السَّيْل والغُثَّاءِ فَلْكةُ مِغْزل⁣(⁣٤)

  ومِن المجازِ: العِرْنينُ: السَّيِّدُ الشَّرِيفُ.

  وعَرانِينُ الناسِ: وُجوهُهم وسادَتهم وأَشْرافُهم؛ قالَ العجَّاجُ يَصِفُ جَيْشاً:

  تَهْدي قُداماهُ عَرانِينُ مُضَرْ

  والعُرانِيَةُ، بالضَّمِّ: مَدُّ السَّيْلِ؛ قالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ العبادي:

  كانتْ رِياحٌ وماءٌ ذو عُرانِيةٍ ... وظُلْمةٌ لم تَدَعْ فَتْقاً ولا خَلَلا⁣(⁣٥)

  والعُرانِيةُ: قامُوسُ البَحْرِ. وقيلَ: ما يَرْتَفِع في أَعالِي الماءِ مِن غَوارِبِ المَوْجِ.

  وماءٌ ذو عُرانِيَة: إذا كَثُر وارْتَفَع عُبابُه.

  وبالفتحِ: عَرانِيَةُ بنُ جُشَمَ في بَلْقَيْنِ.

  والعَرَنُ، محرَّكةً: الغَمَرُ.

  حكى ابنُ الأعْرابيِّ: أَجِدُ رائِحَة عَرَنِ يَدَيْك، أي غَمَرَهما.

  وقيلَ: العَرَنُ رائِحَةُ لحْمٍ له غَمَرٌ وهو العَرَمُ أَيْضاً.

  وأَيْضاً: ريحُ الطَّبيخِ، كالعِرْنِ، بالكسْرِ، الأُوْلى عن كُراعٍ.

  والعَرَن الدُّخانُ.

  وأَيْضاً: شَجَرٌ: يُدْبَغُ به؛ ومنه سِقاءٌ مَعْرونٌ: أي مَدْبوغٌ به.

  وأيْضاً: اللّحْمُ المَطْبوخُ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ وقيلَ: اللحْمُ مُطْلَقاً.

  والعَرِنُ، ككَتِفٍ: مَنْ يَلْزَمُ الياسِرَ حتى يَطْعَمَ من الجَزُورِ.

  والعَرِنُ: فَرَسُ عَدِيِّ بنِ أُمَيَّة الضبِّيِّ، أو فَرَسُ عُمَيْرِ ابنِ جَبَلٍ البَجَليِّ.

  والعِرانُ، ككتابٍ: عُودُ البَكرَةِ الذي يُشَدُّ به الخُطَّافُ، على التَّشْبيهِ بعودِ الإبِلِ، جَمْعُه أَعرنَةٌ.

  والعِرانُ: البُعدُ. ودِيارٌ عِرانٌ، وُصِفَتْ بالمَصْدَرِ كما تقدَّمَ.


(١) ديوانه ص ٣٣٤ واللسان والتهذيب.

(٢) ديوانه ص ٥٧٢ واللسان والمقاييس ٤/ ٣٦٤ برواية: «تشي الخمار».

(٣) من قصيدته بانت سعاد، شرح ابن هشام ص ٢٨، وعجزه:

لبوسهم ... من نسج داود في الهيجا سرابيل

(٤) البيت بهذه الرواية في اللسان، وهو ملفق من بيتين في معلقة امرئ القيس، ديوانه ص ٦٢:

كأن ثبيراً في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمل

كأن ذرى المجيمر غدوة ... من السيل والأغتاء فلكة مغزل

(٥) اللسان والصحاح والتهذيب.