تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع النون

صفحة 549 - الجزء 18

  العَزيزِ الكِنانيّ، ولم يكنْ بالشامِ مَنْ يكنَى بأَبي بكْرٍ غيرُهُ خوْفاً مِن المِصْرِيِّين، تُوفي سَنَة ٤٢٦.

  قُلْتُ: ومنه شيْخُنا المُحدِّثُ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ عليِّ ابنِ عُمَرَ المَنِينيُّ الحَنَفيُّ الدِّمَشْقيُّ، وأَخُوه عبدُ الرحمنِ، اسْتُوفِيَتْ تَرْجَمَتُها في المرقاةِ العلِيَّة في شرْحِ الحدِيثِ المُسَلْسَلِ بالأَوَّلِيةِ.

  والمِنَنَةُ، كعِنَبَةٍ: العَنْكَبُوتُ، كالمَنُونَةِ؛ كذا في التهْذِيبِ.

  والمِنَنَةُ: القُنْفُذُ.

  وقيلَ: أُنْثَى القَنافِذِ.

  ويقالُ: مانَنْتُه منانَنَةً: تَرَدَّدْتُ في قَضاءِ حاجَتِه.

  وامْتَنَنْتُه: بَلَغْتُ مَمْنُونَهُ، وهو أَقْصَى ما عِنْدَه.

  والمُمِنَّانِ، بضمٍّ فكسْرٍ، مُثَنّى ممنّ: اللّيْلُ والنَّهارُ، لأنَّهما يُضْعِفانِ ما مَرَّا عليه.

  وكزُبَيْرٍ وشَدَّادٍ: اسْمَانِ.

  وأبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ مَنِّي، بكسْرِ النُّونِ المُشَدَّدَةِ: لُغَوِيٌّ بَغْدَادِيٌّ، حَكَى عنه أبو عُمَرَ الزَّاهِد.

  ومَنِينَا، كزَلِيخَا: لَقَبُ⁣(⁣١) جماعَةٍ مِنَ البَغْدادِيِّين، منهم: عَبْد العَزيزِ بنِ مَنِينَا شيخٌ لابنِ المنى.

  * قُلْتُ: وهو أبو محمدِ عبدُ العَزيزِ بنِ فعالِ بنِ غنيمَةَ بنِ الحَسَنِ بنِ مَنِينَا البَغْدادِيُّ الأشنانيّ المحدِّثُ.

  والمَنَّانُ: مِن أَسْماءِ اللهِ تعالَى الحُسْنَى، أَي المُعْطِي ابْتِداءَ⁣(⁣٢)؛ وقيلَ: هو الذي يُنْعِمُ غيْرَ فاخِرٍ بالإنعامِ.

  وللهِ المِنَّة على عبادِهِ، ولا مِنَّة لأَحدٍ منهم عليه، تعالى الله علوًّا كَبيراً.

  وقوْلُه تعالى: {فَلَهُمْ} أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ⁣(⁣٣). قيلَ: أي غيرُ مَحْسُوبٍ ولا مُعْتدِّ به؛ كما قالَ تعالى: {بِغَيْرِ حِسابٍ}⁣(⁣٤)؛ وقيلَ: لا مَقْطوعٍ؛ وقيلَ: غيْرِ مَنْقوصٍ؛ وقيلَ: مَعْناهُ لا يَمُنُّ اللهُ تعالى عليهم به فاخِراً أو معظماً كما يَفْعَلُ بُخلاءُ المُنْعمينِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  حَبْلٌ مَنِينٌ: مَقْطوعٌ، والجَمْعُ أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ.

  وكلُّ حَبْلٍ نُزِحَ به أَو مُتِحَ مَنِينٌ.

  ولا يقالُ للرِّشاءِ من الجلْدِ مَنِينٌ.

  وثَوْبٌ مَنِينٌ: واهٍ مُنْسحقُ الشَّعَرِ والزِّئْبَرِ.

  ومَنَّتُهُ المَنُونُ: قَطَعْتُهُ القَطوعُ.

  والمَنُّ الأحْياءُ والفَتْرَةُ؛ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  قد يَنْشُطُ الفِتْيانُ بعد المَنِّ

  والمِنَّةُ: أُنْثَى القرُودِ؛ عن ابنِ دُرَيْدٍ؛ قالَ مُوَلَّدَةٌ.

  ومَنَّنَ الناقَةَ ومَنَّنَ بها: هَزلَها مِنَ السَّفَرِ؛ وقد يكونُ ذلِكَ في الإنْسانِ. يقالُ: إنَّ أَبا كبيرٍ غَزَا مع تأَبَّطَ شرًّا فمَنَّنَ به ثلاثَ ليالٍ، أَي أَجْهَدَه وأَتْعَبَه.

  ومَنَّه يَمُنُّه مَنًّا: نَقَصَهُ.

  والمَنِينُ: الحَبْلُ القَوِيُّ؛ عن ثَعْلَب، وأنْشَدَ لأَبي محمدٍ الأَسَدِيّ:

  إذا قَرَنْت أَرْبعاً بأَرْبعٍ ... إلى اثْنَتيْنِ في مَنِين شَرْجَعِ⁣(⁣٥)

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ عن الشَّرْقي بن القُطاميّ: المَنُونُ: الزَّمانُ، وبه فَسَّرَ الأَصْمعيُّ قوْلَ الجعْدِيِّ:

  وعِشْتِ تَعِيشِينَ إنَّ المَنُو ... نَ كانَ المَعايشُ فيها خِساسا⁣(⁣٦)

  قالَ ابنُ بَرِّي: أَرادَ به الأَزْمِنَةَ.


(١) في القاموس: لقبٌ، بالرفع منونة، وأضافها الشارح فخففها.

(٢) من هنا تعلم أنه لا معنى لما قالوه في حواشي السلم، من حمله على معنى معدد النعم، مع أن هذا معنى المتن من الامتنان، ا هـ نصر هامش القاموس.

(٣) فصلت، الآية ٨، والانشقاق، الآية ٢٥، والتين، الآية ٦.

(٤) البقرة، الآية ٢١٢، وآل عمران، الآيتان ٢٧ و ٣٧، والنور، الآية ٣٨، والزمر، الآية ١٠، وغافر، الآية ٤٠.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان.