تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ومن]:

صفحة 580 - الجزء 18

  وما إنْ بعَظْمٍ له مِنْ وَهَنْ⁣(⁣١)

  والفِعْلُ كوَعَدَ ووَرِثَ وكَرُمَ، أَي ضَعُفَ.

  والوَهنُ: الرَّجُلُ القصيرُ الغليظُ.

  وأَيْضاً: نَحْوٌ من نِصْفِ اللَّيْلِ أَو بعدَ ساعةٍ منه، أَو هو حين يُدْبِرُ اللّيْلُ، أَو هو ساعَةٌ تمْضِي مِن الليْلِ، كالمَوْهِنِ، كمُحْسِنٍ. يقالُ: لَقِيْتُه مَوْهِناً أَي بَعْدَ وَهْنٍ.

  ووَهَنَ الرَّجُلُ وأَوْهَنَ: دَخَلَ فيه، أَي صارَ في ذلِكَ الوَقْتِ، ووَهَنَهُ غيرُهُ، لازِمُ مُتَعدٍّ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ؛ وأَوْهَنَه ووَهَّنَه تَوْهِيناً: أَضْعَفَهُ⁣(⁣٢)؛ ومنه الحدِيثُ: «وقد وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِبَ»، أَي أَضْعَفَتْهم؛ وقالَ جريرٌ:

  وَهَنَ الفَرَزْدَقُ يومَ جَرَّدَ سيفَه ... قَيْنٌ به حُمَمٌ وآمٍ أَرْبَعُ⁣(⁣٣)

  وقالَ:

  فلئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً ... ولئِنْ سَطَوْتُ لأُوهنَنْ عَظْمِي⁣(⁣٤)

  وهو واهِنٌ ومَوْهونٌ: لا بَطْشَ عندَه. والمَوْهونُ مِن أَوْهَنَه، كالمَزْكومِ مِن أَزْكَمه والمَحْمومُ مِن أَحمه.

  وقالَ اللّيْثُ: رجُلٌ واهِنٌ في الأمْرِ والعَمَلِ ومَوْهُونٌ في العَظْمِ والبَدَنِ. وفي حدِيثِ عليٍّ، كرَّمَ اللهُ تعالى وَجْهه: «ولا واهِناً في عَزْمٍ»، أَي ضَعِيفاً في رأْي، ويُرْوى واهِياً بالياءِ؛ وهي بهاءٍ، ج وُهْنٌ، بالضمِّ وبضمَّتَيْن؛ قالَ قَعْنَبُ بنُ أُمِّ صاحِبٍ:

  اللَّائماتُ الفَتَى في عُمْرِه سَفَهاً ... وهُنَّ بَعدُ ضَعِيفاتُ القُوَى وُهُنُ⁣(⁣٥)

  ويَجوزُ أَنْ يكونَ وُهُن جَمْع وَهُونٍ، لأنَّ تَكْسِيرَ فَعُول على فُعُل أَشْيَع وأَوْسَع مِن تَكْسِيرِ فاعِلَةٍ عليه، وإنَّما فاعِلَةٌ وفُعُلٌ نادِرٌ.

  والوَهْنانةُ مِن النِّساءِ: التي فيها فُتورٌ عندَ القِيامِ وأَناةٌ؛ عن أَبي عُبيدٍ.

  وقالَ أَبو عَمْرو: هي الكَسْلى عن العَمَل تَنَعُّماً.

  والواهِنَةُ: رِيحٌ تَأْخُذُ في المَنْكِبَيْنِ.

  أَو الواهِنَةُ: مَرَضٌ يأْخُذُ في العَضُدَ فتَضْرِبُها جارِيَةٌ بِكْرٌ بيدِها سَبْع مَرَّاتٍ، ورُبَّما ضَرَبَها الغُلامُ، ويقولُ: يا واهِنَة تَحَوَّلي بالجارِيَةِ؛ وهي التي لا تَأْخُذُ النِّساءَ إنَّما تَأْخُذُ الرِّجالَ؛ قالَهُ الأشْجعيُّ.

  أَو رِيحٌ في الأَخْدَعَيْنِ عندَ الكِبَرِ.

  والواهِنَةُ: القُصَيْرَاءُ، كذا في النُّسخِ.

  وفي الصِّحاحِ: القُصَيْرَى وهي أَسْفَل الأَضْلاعِ.

  وقالَ أَبو الهَيْثَمِ: التي مِن الواهِنَة القُصَيْرَى، وهي أَعْلَى الأَضْلاع عنْدَ التَّرْقُوَةِ.

  وقيلَ: الواهِنَةُ فِقْرَةٌ في القَفَا؛ وأَيْضاً: العَضُدِ.

  والواهِنَةُ مِن الفَرَسِ: أَوَّلُ جَوانِحِ الصَّدْرِ، وهُما واهِنَتَانِ، كما في الصِّحاحِ والوَهِينُ، بلُغَةِ مَنْ يَلي مِصْرَ مِن العَرَبِ، وفي التَّهْذِيبِ: بلُغَةِ أَهْلِ مِصْرَ: رَجُلٌ يكونُ مع الأجيرِ في العَمَلِ يَحُثُّه عليه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الوَهْنُ: الجَهْدُ.

  والوَهُونُ: الضَّعِيفُ، ووهنَ وَهْناً كوَجلَ وَجلاً.

  والوَهْنُ: الجبنُ عن الإقْدَام؛ ومنه قَوْلُه تعالى: {فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ⁣(⁣٦) اللهِ}، أَي ما فَتَرُوا وما جَبُنُوا مِن قتالِ عَدوِّهم.

  ويقالُ للطائِرِ إذا ثَقُلَ من أَكْلِ الجِيَفِ فلم يَقْدرْ على النُّهوضِ: قد تَوَهَّنَ تَوَهُّناً؛ قالَ الجعْدِيُّ:


(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة، والبيت للأعشى في ديوانه ط بيروت ص ٢٠٨ وصدره:

وما إن على قلبه غمرةٌ

(٢) على هامش القاموس عن نسخة: «فتَوَهَّنَ».

(٣) اللسان.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان.

(٦) آل عمران، الآية ١٤٦.