تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بشه]:

صفحة 18 - الجزء 19

  وفي الصِّحاحِ: شبابٌ أَبْلَه لمَا فيه مِن الغَرارَةِ، يُوصَفُ به كما يُوصَفُ بالسُّلُوِّ والجُنُونِ لمُضَارَعَتِه هذه الأَسْبابَ.

  وعَيْشٌ أَبْلَهُ: قَليلُ الغُمومِ؛ قالَ رُؤْبة:

  بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ⁣(⁣١)

  قالَ الأَزْهرِيُّ: يُريدُ الناعِمُ.

  ومِن المجازِ: البَلْهاءُ: النَّاقَةُ التي لا تَنْحاشُ من شيءٍ مَكانَةً ورَزَانَةً؛ وفي الأَساسِ: لا تَنْحاشُ من ثِقَلٍ؛ كأَنَّها حَمْقاءُ.

  وما ذَكَرَه المصنِّفُ هو قَوْلُ ابنِ شُمَيْل؛ زادَ: ولا يقالُ جَمَلٌ أَبْلَهُ.

  والبَلْهاءُ: ناقَةٌ م، أَي مَعْروفَةٌ، وإِيَّاها عَنَى قَيْسُ بنُ العَيْزارَةَ الهُذَليُّ بقوْلِه:

  وقالوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ ... وأَغْراسُها واللهُ عنِّي يُدافِعُ⁣(⁣٢)

  والبَلْهاءُ: المرأَةُ الكَرِيمَةُ المَرِيرَةُ؛ هكذا في النسخِ والصَّوابُ: المَزيرَةُ، بالزّاي؛ الغَرِيرَةُ المُغَفَّلَةُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ:

  ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيَّالةٍ ... بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِها⁣(⁣٣)

  أَرادَ: أَنَّها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهي تُخْبِرني بأَسْرارِها ولا تَفْطَن لما في ذلِكَ عليها.

  والتَّبَلُّه: اسْتِعْمالُ البَلَهِ كالتَّبالُهِ.

  وفي الصِّحاحِ: تَبَالَهَ أَرَى مِن نفْسِه ذلِكَ وليسَ به.

  والتَّبَلُّه: تَطَلُّبُ الضَّالَّةِ. وأَيْضاً: تَعَسُّفُ الطَّريقِ على غيرِ هدايةٍ ولا مسأَلةٍ؛ عن أَبي عليِّ، وهو مجازٌ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: العَرَبُ تقولُ فلانٌ يتَبَلَّه تَبَلُّهاً⁣(⁣٤) إِذا تَعَسَّفَ طَريقاً لا يهْتدِي فيها ولا يَسْتَقِيم على صَوْبِها.

  وأَبْلَهَهُ: صادَفَهُ أَبْلَهَ.

  وبَلْهَ، كَلِمةٌ مَبْنيَّةٌ على الفَتْحِ ككَيفَ، اسمٌ لِدَعْ.

  وفي الصِّحاحِ: مَعْناها دَعْ.

  وأَيضاً: مَصْدَرٌ بمعْنَى التركِ.

  وأَيْضاً: اسمٌ مُرادِفٌ لكَيْفَ وما بَعْدَها مَنْصوبٌ على الأَوَّلِ، ومنه قولُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ يَصِفُ السُّيوفَ:

  تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِياً هاماتُها ... بَلْهَ الأَكفَّ كأَنَّها لم تُخْلَقِ⁣(⁣٥)

  يقولُ: هي تَقْطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ، أَي هي أَجْدَرُ أَنْ تَقْطعَ الأَكفَّ؛ ومنه قَوْلُهم: هذا ما أَظْهِرُ لكَ بَلْهَ ما أُضْمِرُه، أَي دَعْ ما أُضْمِره فهو خَيْرٌ.

  وفي المَثَلِ: تُحْرِقُك أَنْ تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ يقولُ تُحْرِقُك النارُ من بَعِيدٍ فدَعْ أَنْ تدخلَها؛ ومنه قوْلُ ابن هَرْمة:

  تَمْشِي القَطُوفُ إِذا غَنَّى الحُداةُ بها ... مَشْيَ النَّجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا⁣(⁣٦)

  وقالَ أَبو زبيد:

  حَمَّالَ أَثْقالٍ أَهْلِ الوُدِّ آوِنةً ... أُعْطِيهمُ الجَهْدَ مِنِّي بَلْهَ ما أَسَعُ⁣(⁣٧)


(١) ديوانه ص ١٦٥ واللسان والصحاح والتهذيب والمقاييس ١/ ٢٩٢ والأساس، وقبله في اللسان:

إما تريني خلق المموه ... براق أصلاد الجبين الأجله

(٢) ديوان الهذليين ٣/ ٧٧ برواية: «وأعراسها» وضبطت «أول» فيه بالنصب، والمثبت كرواية اللسان والضبط عنه.

(٣) اللسان والأساس والتهذيب.

(٤) في التهذيب: «يتبله في سيره ... فيه ... صوبه».

(٥) اللسان والتهذيب والصحاح.

(٦) بهذه الرواية ذكر في الصحاح واللسان والتكملة، قال الصاغاني: والرواية: «به فيسرع السير» ويروى: «سهواً فيسرع» أي بالمدح الذي ذكره في البيت الذي قبله، وهو:

لأمدحن ابن زيد إن سلمت له ... مدحاً يسير إذا ما قلته عُصبا

(٧) شعراء إسلاميون، شعر أبي زبيدد ص ٦٤٢ وانظر تخريجه فيه، والبيت في اللسان والتهذيب.