تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع الباء

صفحة 396 - الجزء 2

  واللَّبْلَبُ واللُّبْلُب، كَسَبْسَب وبُلْبُلٍ: البَارُّ بِأَهْلِه، والمُحْسِنُ إِلى جِيرَانِهِ. والمُشْفِقُ عليهم.

  واللَّبْلَبَة: التَّفَرُّقُ. حكاه في التَّهذيب عن أَبي عَمْرٍو.

  واللَّبْلَبَةُ: حِكايَةُ صوْت التَّيْسِ عِنْدَ السِّفادِ، يقالُ: لَبْلَبَ: إِذا نَبَّ، وقد يُقالُ ذلك للظَّبْيِ. وفي حديثِ ابْن عَمْرٍو «أَنَّه أَتَى الطَّائف، فإِذا هو يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ، أَو تَنِبُّ، على الغَنَم».

  لَبَّ يَلِب كَفَرَّ يَفِرُّ.

  واللَّبْلَبَةُ: أَنْ تُشْبِلَ الشّاةُ على وَلَدِهَا بَعْدَ الوَضْع وحين الوَضْع وتَلْحسَهَا بشَفَتَيْها، ويكون منها صوت، كأَنّها تقولُ: لَبْ لَبْ.

  والأُلْبُوبُ، بالضّم: حَبُّ نَوَى النَّبِقِ خاصَّةً، وقد يُؤْكَلُ.

  والتَّلْبِيبُ: التَرَدُّدُ. قال ابْنُ سِيدَهْ: هذا حُكِيَ، ولا أَدْرِي ما هو.

  والتَّلْبِيبُ من الإِنسان: ما فِي مَوْضِعِ اللَّبَبِ من الثِّيَاب.

  وأَخَذَ بتَلْبِيبِه: أَي لَبَبِهِ وهو اسْمٌ كالتَّمْتينِ. وفي التّهْذيب. يقال: أَخَذَ بتَلْبِيبِ فُلَانٍ: إِذا جَمَعَ عليه ثَوْبَهُ [الذي هو لابسُهُ⁣(⁣١) عندَ صدرِه، وقَبَضَ عليه يَجُرُّهُ. وفي الحديث: «أَخَذْتُ بتَلْبِيبِه، وجَرَرْتُه».

  وكذلك: أَخَذْتُ بتَلابِيبِه.

  وأَلَبَّ الزَّرْعُ، مثلُ أَحَبَّ: إِذا دَخَلَ فيهِ الأُكُلُ.

  أَلَبَّ لهُ الشَّيْءُ: عَرَض، قال رُؤْبَةُ:

  وإِنْ قَراً أَوْ مَنْكِبٌ أَلَبّا

  وعن الأَصمَعِيِّ، قال: كان أَعْرَابِيٌّ عندَهُ امْرَأَةٌ، فَبَرِمَ بها، فأَلْقاها في بِئرٍ عَرَضاً بها⁣(⁣٢)، فمرّ بها نفر، فسَمِعُوا هَمْهَمَتَهَا من البِئر، فاستخرجُوها وقالوا: منْ فَعَلَ هذا بِكِ؟

  فقالت: زوجي، فقالُوا: ادْعِي اللهَ عليه، فقالت: لا تُطاوِعُني بَنَاتُ أَلْبُبِي. قالُوا: بناتُ أَلْبُبٍ، بضمّ الباءِ المُوَحَّدة الأُولى، وقد فَتَحَهَا أَبو العَبَّاس المُبَرَّدُ في قول الشّاعر:

  قَدْ عَلِمَتْ ذَاكَ بَنَاتُ ألْبَبِهْ

  وهي عُروقٌ في القَلْب متّصلةٌ به، تكونُ منها الرِّقَّةُ والشَّفَقَةُ. ولكنْ يُقَالُ: ليس لنا في الجمع أَفْعَل بالفَتح كأَحْمَدَ.

  وفي المُحْكَم: قد عَلِمَتْ بذلِك بَنَاتُ أَلْبُبِهِ، يَعْنُونَ لُبَّهُ، وهو أَحد ما شَذَّ من المُضَاعَف، فجاءَ على الأَصل، هذا مذهب سِيبَوَيْهِ.

  وقال المُبَرِّدُ - في قول الشّاعر - يُرِيدُ بَنَاتِ أَعْقَلِ [هَذا]⁣(⁣٣) الحَيِّ، فإِنْ جَمَعْتَ أَلْبُباً، قلتَ: أَلابِبُ، والتَّصْغيرُ أُلَيْبِبٌ، وهو أَوْلَى من قولِ مَنْ أَعَلَّها.

  ومن المَجَاز: مررتُ بِحيٍّ ذي لَبالِبَ، وظَبَاظِبَ. لَبَالِبُ الغَنَم: جَلَبَتُهَا وصوتُهَا، وظَبَاظِبُ الإِبِلِ، جَلَبَتُها، كذا في الأَساس⁣(⁣٤).

  ويقال: رَجُلٌ لَبٌّ ولَبِيبٌ، أَي: لازِمٌ للأَمْرِ، مُقِيمٌ عليه، لا يَفْتُرُ عنه.

  واللَّبُّ، أَيضاً: اللَّطِيف القَرِيبُ من النّاس، والأُنثى لَبَّةٌ، وجمعُهَا لِبابٌ.

  ومن المَجَاز: رَجُلٌ مَلْبُوبٌ، أَي: مَوْصُوفٌ بالعَقْلِ واللُّبِّ. قاله اللَّيثُ. وفي التّهذيب: قال حَسّانُ:

  وجارِيَة مَلْبُوبَة ومُنَجَّسٍ ... وطارِقَةٍ في طَرْقِها لَمْ تُشَدَّدِ⁣(⁣٥)

  ومن المَجاز: اللَّبِيبُ: العاقِلُ ذُو لُبٍّ، ومن أُولِي الأَلْبابِ، ج أَلِبَّاءُ قال سيبويه: لا يُكَسَّرُ على غير ذلك، والأُنْثَى لَبيبَةٌ. وقال الجَوْهرِيُّ: رَجُلٌ لَبِيبٌ، مثلُ لَبٍّ. قال المُضَرِّب بْنُ كَعْب:

  فَقُلْتُ لها فِيئِي إِليك فإِنَّني ... حَرامٌ وإِنّي بَعْدَ ذاكِ لَبِيبُ


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله عرضاً بها لعل الظاهر إسقاط لفظ بها أو يكون في العبارة سقط فليحرر» وفي اللسان: غرضاً بهاً.

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) وشاهده فيها:

وخصفاء في عام مياسير شاؤه ... لها حول أطناب البيوت لبالبُ

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وجارية، في التكملة وحازية وهي الكاهنة، وقوله تشدد في اللسان: تسدد بالسين المهملة» كذا، وفي اللسان (لبب): تشدد، إنما وردت تسدد فيه في مادة تجس.