تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع الباء

صفحة 397 - الجزء 2

  قيل: إِنَّمَا أَراد: مُلَبٍّ بالحج، وقوله «بعدَ ذاكِ» أَي: مع ذاكِ.

  وحُكِيَ عن يُونُسَ أَنّه قال: تقولُ العربُ للرَّجُل تَعْطِفُ عليه: لَبَاب لَبَابِ، بالكسر كَقَطَامِ وحَذَامِ. وقيل: إِنّه أَي: لا بأْسَ بلُغةِ حِمْيَرَ. قال ابنُ سِيدَهْ: وهو عندي مِمّا تقدّم، كأَنّه إِذا نَفَى البَأْسَ عنه، اسْتَحَبَّ مُلازَمَتَهُ.

  ودَيْرُ لَبَّى، كحَتَّى، مُثَلَّثَةَ اللّام: ع بالمَوْصِل، قال:

  أَسِيرُ ولا أَدْرِي لَعَلَّ مَنِيَّتِي ... بِلَبَّى إِلى أَعْرَاقِها قَدْ تَدَلَّتِ

  قلت: زَعَمَ المُصَنِّفُ التّثليثَ في هذا الموضع الّذِي بالمَوْصِل، والصَّحيح أَنّه بالكَسْرِ فَقَطْ⁣(⁣١) كما قيَّده الصّاغانيّ ونَصْرٌ، وهو بالقُرْب من بَلَدَ⁣(⁣٢) بَيْنَهُ وبين العقْر⁣(⁣٢)، وأَما لُبَّى، بالضَّم والتّشديد والباء مُمَالَةً، فإِنّه جَبَلٌ نَجْدِيّ، وبالفَتْح: موضع آخَرُ، فتأَمَّلْ.

  ولَبَبٌ، محرّكةً: ع نقله الصّاغانيُّ.

  وفي التَّهْذِيب، في الثُّنَائيّ، في آخِرِ تَرْجَمَةِ لَبَب⁣(⁣٣) ما نَصُه: ويُقَالُ لِلْمَاءِ الكَثِيرِ الذي يَحْمِلُ منه الفَتْحُ وفي التهذيب: المِفْتَحُ، بالميم، ما يَسَعهُ فيَضِيقُ صُنْبُورُهُ، بالضَّمّ، هو مِثْقَبُ الماءِ عَنْهُ من كَثْرَتِه أَي: الماءِ فيَسْتَدِيرُ الماءُ عندَ فَمِهِ، ويَصِيرُ كأَنَّه بُلْبُلُ آنِيَةٍ: لَوْلَبٌ، وجمْعه لوَالِيبُ. قال أَبو منصورٍ: ولا أَدْرِي أَعَرَبيّ هو، أَم مُعَرَّب؟

  غيرَ أَنّ أَهلَ العِراق أُولِعُوا⁣(⁣٤) باسْتِعْمَالِ اللَّوْلَبِ وقال الجوهَرِيُّ في تَرْجَمَةِ لوب: وأَمّا المِرْوَدُ، ونَحْوُهُ، فهو المُلَوْلَبُ، على مُفَوْعَل، كما سيأْتي. وفي تَرْجَمَةِ فولف: ومِمّا جاءَ على بِناءِ فَوْلَفٍ: لَوْلَبُ الماءِ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه: قال ابْنُ جنِّي: هو لُبَابُ قَوْمِهِ، وهم لُبَابُ قَومهم، وهي لُبَابُ قَوْمِها؛ قال جَرِير:

  تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً ... على بَشَرٍ وآنِسَةٌ لُبَابُ

  والحَسَبُ اللُّبَابُ: الخالِصُ، ومنه سُمِّيَتِ المَرْأَةُ لُبَابَةَ.

  وفي الحديث: «إِنّا حَيٌّ من مَذْحِجٍ، عُبَابُ سَلَفِها، ولُبَابُ شَرَفِها».

  اللُّبَابُ: الخالصُ من كُلِّ شَيْءٍ.

  واللُّبابُ: طَحِينٌ مُرَقَّقٌ.

  ولَبَّبَ الحَبُّ: جَرَى فيه الدَّقِيقُ.

  ولُبَابُ القَمْحِ، ولُبَابُ الفُسْتُق. وفي الأَساس: من المَجَاز: لُبَابُ الإِبِلِ: خِيارُها، ولُبَابُ الحَسَب: مَحْضُهُ⁣(⁣٥). انتهى.

  قال ذو الرُّمَّةِ يَصِفُ فَحْلاً مِئْناثاً:

  مَقَاليتُهَا فهي اللُّبَابُ الحَبَائِسُ

  وقال أَبو الحَسَن⁣(⁣٦) في الفالُوذَجِ: لُبَابُ القَمْحِ⁣(⁣٧)، بِلُعاب النَّحْلِ.

  ولُبُّ كلِّ شَيْءٍ: نَفْسُهُ، وحَقِيقَتُهُ.

  وامْرَأَةٌ واضِحَةُ اللِّبَابِ.

  واسْتَلَبَّهُ: امْتَحَنَ لُبَّهُ.

  ومن المَجَاز: هو بِلَبَبِ⁣(⁣٨) الوادِي، ولَبَّبُوا، واسْتَلَبُّوا: أَخَذُوا فيه، كذا في الأَساس.

  وعن ثعلبٍ: لَبَّأْتُ، قالته العربُ بالهمز، وهو على غيرِ القِيَاس، وقد سبقتِ الإِشارةُ إِليه في حَلأَ.

  ومن المَجَاز: قولهم: فُلانٌ في لَبَبٍ رَخِيٍّ: إِذا كَانَ في بال، وسَعَة ورَخِيُّ اللَّبَب واسعُ الصَّدْر. وفي لبَبٍ رَخِيٍّ: في سَعَة، وخِصْبٍ، وأَمْنٍ. وفي الحديثِ: «إِنّ الله مَنَع مِنَّي⁣(⁣٩) بَنِي مُدْلِجٍ، لصِلَتِهِم الرَّحِمَ، وطعنِهِم في أَلْبابِ الإِبِل» قال أَبو عُبَيْدٍ: على هذه الرّوايةِ له معنيانِ: أَحدُهما أَنْ يكونَ أَراد جمعَ اللُّبِّ بمعنى الخالص كأَنّه أَراد خالصَ إِبلِهِم وكَرَائمَهَا. والثّاني أَنّه أَرادَ جمعَ اللَّبَبِ، وهو مَوْضِعُ المَنْحَرِ من كُلِّ شَيْءٍ. ورواه بعضُهم: في لَبَّات الإِبِلِ.


(١) في معجم البلدان (لبا): كتب بالألف على اللفظ، وهو بكسر أوله.

(٢) في الأصل: «من البلد ... والعقير» وما أثبتناه عن معجم البلدان.

(٣) وردت عبارة التهذيب في اللسان في مادة لولب.

(٤) اللسان: ولعوا.

(٥) لم ترد العبارة في الاساس، إنما أثبتت في اللسان.

(٦) في الأساس: وفي حديث الحسن.

(٧) الاساس: لباب البرّ.

(٨) عن الاساس، وبالأصل «يتلبب».

(٩) في غريب الهروي: من بني مدلج.