تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فكه]:

صفحة 74 - الجزء 19

  وَلَوْ عُلِمَتْ أَقْوَالُ أَبِي حَنِيفَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، في ذَلِكَ وَأَدِلَّتُهُ لأَغْنَتْ وَأَقْنَتْ عَلَى أَنَّ التَّعَرُّضَ لِمِثْلِ هَذَا فِي مُصَنفاتِ اللُّغَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الفُضُولِ الزَّائِدَةِ عَلَى الأَبْوَابِ والفُصُولِ.

  * قُلْتُ: وَقَدْ أَنْصَفَ شَيْخُنَا ¦، وَسَلَكَ الجَادَّةَ وَمَا اعْتَسَفَ، وإِنْ يَنْتَهُوا يَغْفِرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ.

  والفَاكِهَانِيُّ بائِعُهَا.

  قَالَ سِيْبَوَيْه: ولَا يُقَالُ لِبَائِعِ الفَاكِهَةِ فَكَّاهٌ كَمَا قالوا لَبَّان وَنَبَّال، لان هذا الضَّربَ إِنما هو سماعيٌّ، لا اطِّراديّ ورجُلٌ فَكِهٌ، كخَجَلٍ: آكِلُهَا، والفاكِهَةُ صاحِبُها وكلاهما على النَّسب الاخير كتامِرٍ ولابنٍ. وَقَالَ أَبُو مَعَاذٍ النَّحويُّ: الفاكِهُ الذي كَثُرَتْ فَاكِهَتُه.

  وَفَكَّهَهُمْ تَفْكِيهاً: أَتَاهُمْ بِهَا.

  والفَاكِهَةُ: النَّخْلَةُ المُعْجِبَةُ وفَاكِهَةُ: اسْمُ⁣(⁣١) رَجُلٍ.

  والفَاجِهَةُ: الحَلْوَاءُ عَلَى التَّشْبِيهِ.

  ومِنَ المَجَازِ: فَكَّهَهُمْ بَمُلْحِ الْكَلَامِ تَفْكِيهاً: إِذَا أَطْرَفَهُمْ بِهَا، والاسْمُ الفَكِيهَةُ، كَسَفِينَةٍ، وَالفُكَاهَةُ، بالضَّمِّ، والمَصْدَرُ المُتَوَهَّم مِنْهُ الفِعْلُ هُوَ الفَكَاهَةُ، بالفَتْحِ.

  وقَدْ فَكِهَ الرَّجُلُ، كَفَرِحَ فَكِهاً بِالتَّحْرِيكِ، وَفَكَاهَةً فهو فَكِهٌ وَفَاكِهٌ: أَيْ طَيِّبُ النَّفْسِ ضَحُوكٌ مَزَّاحٌ.

  وَفِي الحَدِيثِ: «كَانَ مِنْ أَفْكَهَ النَّاسِ مَعَ صَبِيِّ.

  وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: «كَانَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ إِذا خَلَا مَع أَهْلِهِ.

  أَو رَجُلٌ فَكِهٌ: يُحَدِّثُ صَحْبَهُ فَيُضْحِكُهُمْ.

  وفَكِهَ مِنْهُ: تَعَجَّبَ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَهُ تَعَالَى: فِي شُغُلِ فَكِهُونَ⁣(⁣٢)، كَتَفَكَّهَ. يُقَالُ: تَفَكَّهْنَا مِنْ كَذَا وَكَذَا، أَيْ تَعَجَّبْنَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}⁣(⁣٣)، أَيْ تَتَعَجَّبُونَ مِمَّا نَزَلَ بِكُمْ فِي زَرْعِكُمْ. ومِنَ المَجَازِ: التفاكُهُ: التَّمَازُحُ.

  وَفاكَهَهُ: مُفَاكَهَةً: مَازَحَهُ وَطَايَبَهُ.

  وَفِي الْمَثَلِ: لَا تُفَاكِهْ أَمَة ولا تَبُلْ عَلَى أَكَمَة.

  وَتَفَكَّهَ: تَنَدَّمَ؛ عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيِّ؛ وَبِهِ فُسِّرَ أَيْضاً قَوْلُه تَعَالَى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} وَكَذَلِكَ تَفَكَّنُون، وَهِيَ لُغَةُ لُعْكُل.

  وَقَالَ اللَّحْيَانِيُّ: أَزْدُ شَنُوءَة يَقُولُونَ: وَتَمِيمُ تقولُ: تَتَفَكَّنُونَ أَيْ تَتَنَدَّمُونَ.

  وتَفَكَّهَ بِهِ: إِذَا تَمَتَّعَ⁣(⁣٤) وتَلَذَّذَ.

  وتَفَكَّهَ: أَكَلَ الفَاكِهَةِ، ومِنْهُ الأَثَرِ: تَفَكَّهُوا قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ.

  وتَفَكَّهَ: تَجَنَّبَ عَنِ الفَاكِهَةِ، فَهُوَ ضِدٌّ.

  والأُفْكُوهَةُ: الأُعْجُوبَةُ، زِنَةً وَمَعْنىً. يُقالُ: جَاءَ فُلانٌ بِأُفْكُوهة وأُمْلُوحَة.

  وَنَاقَةٌ مُفْكِهٌ، وهذه عَنِ اللَّيْثِ. وَمُفْكهَةٌ، كَمُحْسِنٍ وَمُحْسِنَةٍ: خَاثِرَةُ اللَّبَنِ.

  وَفِي الصِّحَاحِ: قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَفْكَهَتِ النَّاقَةُ إِذَا أَدَرَّتْ عِنْدَ أَكْلِ الرَّبِيعِ قَبْلَ النِّتَاجِ، فَهِيَ مُفْكِهٌ، انْتَهَى.

  وَقِيلَ: هِيَ إِذَا رَأَيْتَ فِي لَبَنِهَا خُثُورَةً شِبْهَ اللِّبَإِ.

  وَقِيلَ: الَّتِي يُهَرَاق لَبَنُهَا عِنْدَ النِّتَاجِ قَبْلَ أَنْ تَضَعَ.

  وَقَالَ شَمِر: إِذَا أَقْرَبَتْ فَاسْتَرْخَى صَلَواها وَعَظُمَ ضَرْعُهَا وَدَنَا نِتَاجُهَا، قَالَ الأَحْوَصُ:

  بَنِي عَمِّنَا لَا تَبْعَثُوا الْحَرْبَ إِنِّني ... أَرَى الحَرْبَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قَدْ أَصَنَّتِ⁣(⁣٥)

  وَقَالَ غَيْرُهُ:

  مُفْكِهَة أَدْنَتْ عَلَى رَأْسِ الوَلَدْ ... قَدْ أَقْرَبَتْ نَتْجاً وَحَانَ أَنْ تَلِدْ⁣(⁣٦)


(١) في القاموس: اسمٌ بالرفع منونة، وأضافها الشارح.

(٢) يس، الآية ٥٥.

(٣) الواقعة، الآية ٦٥.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة: وتَلَذَّذَ.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) اللسان والتهذيب بدون نسبة.