[يبه]:
  قالَ ابنُ بَرِّي: والذي في شعْرِهِ في رِوايَة أبي العبَّاسِ الأحْول:
  تَلَوَّمَ يَهْياهٍ بياهٍ وقد بَدَا ... من الليل جَوْزٌ واسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ(١)
  وكذا أَنْشَدَه أَبو الحَسَنِ الصَّقَلِّي النّحوي وقالَ: اليَهْياهُ صَوْتُ المُجِيبِ إذا قيلَ له ياهٍ، وهو اسمٌ لاسْتَجِبْ، والتَّنْوينُ تَنْوينُ التَّنْكيرِ، وكأَنَّ يَهْياه مَقْلوبُ هَيْهاه.
  قالَ ابنُ بَرِّي: وأَمَّا عَجْزُ البَيْتِ الذي أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ فهو لصدرِ بَيْتٍ قَبْل البَيْت الذي يلِي هذا وهو:
  إذا ازْدَحَمَتْ رَعْياً دعا فَوْقَهُ الصَّدَى ... دُعاءَ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحِبُهْ
  وقالَ الأَزْهرِيُّ: قالَ أَبو الهَيْثم في قَوْلِ ذي الرُّمَّة:
  تَلَوَّمَ يَهْياهٍ بياهٍ
  قالَ: هو حكايَةُ الثُّوَباءِ.
  وقالَ ابنُ بُزُرْج: ناسٌ مِن بَني أَسَدٍ يَقُولونَ: ياهَيَاهِ للواحِدِ والجَمِيعِ والمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ اسْتِقْبال. يَقولُونَ: ياهَيَاهُ، أَقْبِلْ وياهَيَاهُ أَقْبِلا وياهَيَاهُ أَقْبِلُوا؛ وللمَرْأَةِ: ياهَيَاهَ أَقْبِلي، وللنِّساءِ كَذلِكَ.
  قالَ أَبو حاتِم: وكانَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ يقولُ ياهَيَاهِ أَقْبِلْ، ولا يقولُ لغيرِ الواحِدِ. قالَ ابنُ بُزُرْج: وفي لُغَةٍ أُخْرى قد يُثَنَّى ويُجْمَعُ يَقُولونَ للاثْنَيْنِ: ياهَياهانِ أَقْبِلا، وياهَياهُونَ أَقْبِلُوا(٢)؛ وللمَرْأَةِ: ياهَياهَ، بفتْح الآخِرِ، أَقْبِلِي؛ كأَنَّهم خالَفُوا بذلكَ بَيْنها وبينَ الرَّجُلِ لأنَّهم أَرادوا الهاءَ فلم يدخِلُوها؛ وللاثْنَتَيْن: ياهَياهَتانِ أَقْبِلا، وللجَمِيعِ: ياهَياهاتُ أَقْبِلْنَ.
  وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: ياهَيَاهُ وياهَيَاهُ وياهَيَاتَ وياهَيَاتِ كلُّ ذلِكَ بفتْحِ الهاءِ.
  وقالَ الأصْمعيُّ: العامَّةُ تقولُ: ياهِيا، وهو مولَّدٌ، والصَّوابُ ياهَياهُ بفتْحِ الهاءِ.
  قالَ أبو حاتمٍ: أَظنُّ أَصْلُه(٣) ياهَيا شَرَاهِيا.
  وقالَ ابنُ بُزُرْج: قالوا ياهِيَا وياهَيَا إذا كلَّمتَه من قَرِيبٍ.
  * به تَمَّ حَرْفُ الهاءِ من كتابِ القاموسِ، والحمدُ للهِ الذي بنَعْمتِه تَتِمُّ الصَّالِحاتُ، وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا محمدٍ وآلِهِ وصَحْبِه وسلَّم.
  كانَ الفراغُ منه على يدِ مُسوِّده الفَقِيرِ محمد مرتضى الحُسَيْني، عفَا اللهُ عنه، في ضَحْوةِ نَهارِ الأرْبعاء لست مَضَيْن من جُمادى سَنَة ١١٨٧.
(١) ديوانه ص ٤٩ واللسان والتكملة والتهذيب.
(٢) في التهذيب: وللثلاثة: ياهياهون أقبلوا.
(٣) في اللسان والتهذيب: أصله بالسريانية.