تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهمزة مع الواو والياء

صفحة 181 - الجزء 19

  فقولُ شيْخِنا: لا وَجْه يظهرُ لتَأْخيرِها وذِكْرها في الحُروفِ مع أَنَّها مِنَ الأسْماءِ الخارجَةِ عن معْنَى الحَرْفِيَّةِ مِن كلِّ وَجْهٍ محَلُّ نَظَرٍ.

  وتآيَيْتُه، بالمدِّ على تَفاعَلْتُه، وتَأَيَّيْتُه، بالقصْرِ: قَصَدْتُ آيَتَه، أَي شَخْصَه وتَعَمَّدْتُه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للشَّاعِرِ:

  الحُصْنُ أَوْلى لو تَأْيَّيْتِهِ ... من حَثْيِكِ التُّرْبَ على الراكبِ⁣(⁣١)

  يُرْوَى بالمدِّ والقَصْر؛ كما في الصِّحاح.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: هذا البيتُ لامرْأَةٍ تُخاطِبُ ابْنَتَها وقد قالتْ لها:

  يا أُمَّتي أَبْصَرَني راكبٌ ... يَسيرُ في مُسْحَنْفِرٍ لاحِبِ

  ما زِلْتُ أَحْثُو التُّرْبَ في وَجْهِه ... عَمْداً وأَحْمِي حَوزةَ الغائِبِ⁣(⁣٢)

  فقالتْ لها أُمُّها ذلكَ: وشاهِدُ تآيَيْتُه قَوْلُ لَقِيطِ بنِ مَعْمَر الإِياديّ:

  أَبْناء قوْم تآيَوْكُمْ على حَنَقٍ ... لا يَشْعُرونَ أَضَرَّ اللهُ أَمْ نَفَعَا⁣(⁣٣)

  وقالَ لبيدٌ:

  فَتآيا بَطرِيرٍ مُرْهَفٍ ... حُفْرَةَ المَحْرِمِ منه فَسَعَلْ⁣(⁣٤)

  وتأَيَّا* بالمَكانِ: تَلَبَّثَ عليه وتَوَقَّفَ وتَمَكَّثَ، تَقْديرُه تَعَيَّا. ويقالُ: ليسَ مَنْزِلُكُم بدارِ تَئِيَّةٍ، أَي بمنْزِلَةِ تَلَبُّثٍ وتَمَكُّثٍ؛ قالَ الكُمَيْت:

  قِفْ بالدِّيارِ وقوفَ زائِرْ ... وتَأَيَّ إنَّك غَيْرُ صاغِرْ⁣(⁣٥)

  وقالَ الحُوَيْدِرَةُ:

  ومُناخِ غَيْرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه ... قَمِنٍ مِنَ الحِدْثانِ نابي المَضْجَعِ⁣(⁣٦)

  وتَأَيَّا الرَّجُلُ تَأَيِّياً: تَأَنَّى في الأَمْرِ؛ قالَ لبيدٌ:

  وتَأَيَّيْتُ عليه ثانياً ... بِيَقِينِي بِتَلِيلٍ ذي خُصَل⁣(⁣٧)

  أَي انْصَرَفْتُ على تُؤَدَةٍ مُتَأَنِّياً.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: مَعْناهُ تَثَبَّتُّ وتَمَكَّنْتُ⁣(⁣٨)، وأَنا عليه يعْنِي على فَرَسِه.

  وموضِعٌ مائِيُّ الكَلأِ: أَي وخِيمُهُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الآيَةُ: الجماعَةُ؛ عن أَبي عَمْروٍ. يقالُ: خَرَجَ القَوْمُ بآيَتِهم، أَي بجمَاعَتِهم لم يَدَعوا وَرَاءَهم شيئاً؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ لبُرْج

  بنِ مُسْهِر الطائِيّ:

  خَرَجْنا من النَّقْبَيْن لا حَيَّ مِثْلُنا ... بآيتِنا نُزْجِي اللِّقاحِ المَطافِلا⁣(⁣٩)

  والآيَةُ: الرِّسالَةُ، وتُسْتَعْملُ بمعْنَى الدَّليلِ والمُعْجِزَةِ.

  وآياتُ اللهِ: عَجائِبُه.

  وتُضافُ الآيَةُ إلى الأَفْعالِ، كقَوْلِ الشاعِرِ:

  بآيَة تُقْدِمُونَ الخَيْلَ شُعْثاً ... كأَنَّ على سَنابِكِها مُداما⁣(⁣١٠)


(١) اللسان والصحاح وفيهما: «الحصن أدنى» والتكملة.

(٢) اللسان والتكملة.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان، ولم أعثر عليه في ديوانه.

(*) في القاموس رسمه بالياء.

(٥) اللسان والمقاييس ١/ ١٦

(٦) المفضلية ٨ للحادرة البيت ٢٧ واللسان والصحاح.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٤٥ برواية: «وتأيبت يتقيني» وبهامشه: ويَروى: «وتأييت». واللسان.

(٨) في اللسان: وتمكثت.

(٩) اللسان والصحاح والمقاييس ١/ ١٦٩ وفيها: نزجي المطيّ.

(١٠) اللسان والتكملة.