تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثيا]:

صفحة 264 - الجزء 19

  الوَطْبِ إذا مُخِضَ تَقِيهِ مِن الأَرْضِ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي، قالَ: وجَمْعُه الثُّوَى كقُوىً، وأَنْشَدَ للطِّرِمَّاح:

  رِفاقاً تُنادِي بالنُّزولِ كأنَّها ... بَقايا الثُّوَى وَسْط الدِّيار المُطَرَّح⁣(⁣١)

  وَثَاءَةُ: ع ببِلادٍ هُذَيْلٍ. ومَرَّ له في الهَمْزِ كَذلِكَ.

  والثَّاءُ: حَرْفُ هِجاءٍ مَخْرَجُه مِن طَرَفِ اللِّسانِ وأَطْرافِ الثَّنايَا العُلْيا.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا على أَلِفِه بأنَّه واوٌ لأنَّها عَيْن.

  وقافِيَةٌ ثاوِيَةٌ: على حَرْفِ الثاءِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَثْوَى: مَصْدَرُ ثَوَى يَثْوِي؛ وقَوْلُه تعالى: {النّارُ مَثْواكُمْ}⁣(⁣٢).

  قالَ أَبو عليِّ: المَثْوَى عنْدِي في الآيَةِ اسمٌ للمَصْدَرِ دُونَ المَكانِ لحُصولِ الحالِ في الكَلامِ مُعْمَلاً فيها، أَلا تَرَى أَنَّه لا يَخْلو مِن أَنْ يكونَ مَوْضعاً أَو مَصْدراً؟ فلا يجوزُ أَنْ يكونَ موضِعاً لأنَّ اسمَ المَوْضِعِ لا يَعْمَل عَمَلَ الفِعْل لأنَّه لا معْنَى للفِعْلِ فيه، فإذا لم يَكُنْ موضعاً ثَبَتَ أنَّه مَصْدرٌ، والمعْنَى النارُ ذاتُ إقامَتكم فيها.

  والمُثْوِي، بالضمِّ وكسْرِ الواوِ: اسمُ رُمْحٍ للنبيِّ ، سُمِّي به لأنَّه يُثْبِت المَطْعونَ به؛ مِن الثَّوى⁣(⁣٣): الإِقامَة.

  وقَوْلُه تعالى: {أَحْسَنَ مَثْوايَ}⁣(⁣٤)، أَي تَولَّاني في طولِ مقامِي.

  ويقالُ للغَرِيبِ إذا لَزِمَ بلْدَةً: هو ثاوٍ بها⁣(⁣٥).

  وأُمُّ مَثْوَى الرَّجُلِ: ربَّةُ مَنْزِلِه؛ ومنه حدِيثُ عُمَر: كُتِبَ إليه في رجُلٍ قيلَ له مَتَى عَهْدُك بالنِّساءِ؟ فقالَ: البارِحَةُ، فقيلَ: بمَنْ؟ قالَ: بأُمِّ مَثْوَايَ أَي ربَّة المَنْزِلِ الذي باتَ فيه، ولم يُرِد زَوْجَتَه لأَنَّ تمامَ الحدِيثِ: فقيل له: أَمَا عَرَفْتَ أَنَّ اللهَ قد حَرَّمَ الزِّنا؟ فقالَ: لا.

  وتَثَوَّيْتُه: تَضَيَّفْتُه.

  والثَّوِيُّ، كغَنِيِّ: الصَّبُورُ في المَغازِي المُجَمّر وهو المَحْبُوسُ: عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وثايَةُ الجَزُورِ: مَنْحرُها.

  والثَّوِيَّةُ، كغَنِيَّة: مَأْوَى البَقَرِ والغَنَمِ.

  والثَّايَةُ: أن يُجْمَعَ شَجَرتانِ أَو ثلاث فيُلْقَى عليها ثَوْبٌ ويُسْتَظَلّ به؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  وجَمْعُ الثَّايَةِ: ثايٌّ؛ عن اللّحْياني.

  [ثيا]: ي الثِّيَّةُ، كالنِّيَّةِ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: مَأْوَى الغَنَمِ؛ لُغَةٌ في الثايَةِ.

فصل الجيم مع الواو والياء

  [جأي]: ي الجَأَى، كالجَوَى، والجُؤَةُ كثُبةٍ، والجُؤْوَةُ، كالجُعْوَةِ: لونٌ من أَلْوانِ الخَيْلِ والإبلِ، وهي غُبْرَةٌ في حُمْرَةٍ أَو كُدْرَةٌ في صُدْأةٍ.

  وفي الصِّحاحِ: حُمْرَةٌ تضْربُ إلى السَّوادِ.

  جَئِيَ الفَرَسُ، كفَرِحَ كما في الصِّحاحِ؛ وجَأَى كسَعَى؛ وقالَ الأصْمعيُّ: جَئِيَ البَعيرُ واجْأَوَى كارْعَوى اجْتِواءً، والنَّعْتُ: أَجْوَى، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ أَجْأَى؛ وجَأْواءُ.

  وفي الصِّحاحِ: فَرَسٌ أَجْأَى، والأُنْثَى جَأْواءُ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: ومنه قَوْلُ دُرَيْدٍ بنِ الصمّةِ:

  بجَأْواءَ جَوْنٍ كلونِ السَّماء ... تَرُدُّ الحديدَ كَلِيلاً فَلِيلاً⁣(⁣٦)


(١) اللسان.

(٢) سورة الأنعام، الآية ١٢٨.

(٣) اللسان والتهذيب: الثواء.

(٤) سورة يوسف، الآية ٢٣.

(٥) في اللسان والأساس: «ثاويها» وفي التهذيب: «ثاوٍ» بحذف «بها».

(٦) اللسان وفيه: «فليلاً كليلاً».