تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جخو]:

صفحة 272 - الجزء 19

  تَجاحيَا الأمْوالَ: يُريدُ اجْتاحَا، عن الفرَّاء، وهو مَقْلوبه.

  [جخو]: والجَخْو: سِعَةُ الجِلْدِ أَو اسْتِرْخاؤُه. يقالُ: رجُلٌ أَجْخَى وامْرأَةٌ جَخْواءُ.

  وقالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعْتُ مدركاً يقولُ الجَخْوُ قِلَّةُ لَحْمِ الفَخِذَيْنِ مع تَخاذُلِ العِظام وتَفَاحُجٍ. والنَّعْتُ أَجْخَى وجَخْواءُ، وكَذلِكَ أَجْخَرُ وجَخْراءُ.

  وجَخَّى المُصَلِّي تَجْخِيَةً: خَوَّى في سُجودِهِ ومَدَّ ضَبُعَيْهِ وتَجافَى عن الأَرْضِ؛ وقد جاءَ في الحدِيثِ.

  ويقالُ: جَخَّى إذا رَفَعَ بَطْنَه عن الأرْضِ وفَتَحَ عَضُدَيْه.

  وجَخَّى اللَّيْلُ: مالَ فذَهَبَ وأَدْبَرَ.

  وجَخَّى الشَّيخُ: انْحَنَى من الكبر؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للراجزِ:

  لا خَيْرَ في الشيخِ إذا ما جَخَّى ... وسَال غَرْبُ عَيْنِه ولَخَّا⁣(⁣١)

  ويُرْوَى: إذا ما اجْلَخَّا.

  ومنه الحدِيثُ في وصفِ القُلوبِ: «وقلبٌ مُرْبَدٌّ كالكُوزِ مُجَخِّياً»، أَي مائِلاً مُنْحنياً شبَّه القَلْبَ الذي لا يَعِي خَيْراً بالكُوزِ المائِلِ المُنْحنِي الذي لا يَثْبت فيه شيءٌ، لأنَّ الكُوزَ إذا مالَ انَصَبَّ ما فيه.

  ووَهِمَ الجَوْهرِيُّ حيثُ جَعَلَه قَوْلَ حذيفَةَ، وهو حديثٌ.

  * قُلْتُ: وعند التأمّل لا وَهم فيه؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ:

  كَفَى سَوْأَةً أَن لا تزالَ مُجَخِّياً ... إلى سَوْأَةٍ وَفْراءَ في استِكَ عُودُها⁣(⁣٢)

  وتَجَخَّى على المِجْمَرَةِ: تَبَخَّرَ؛ عن أَبي عَمْرو؛ وكَذلِكَ تَجَبَّى وتَشَذَّى. وتَجَخَّى الكُوزُ: انْكَبَّ؛ وقد جَخَوْتُه؛ عن ابنِ الأَعرابيِّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  جَخَّتِ النجومُ: مالَتْ.

  وجَخَى برِجْلِه كَخَجَى؛ حَكَاهُما ابنُ دُرَيْدٍ معاً.

  والمُجَخِّي: المائِلُ عن الاسْتِقامَةِ والاعْتِدالِ.

  وجَخَّى على المِجْمَرِ: إذا تَبَخَّرَ؛ عن أَبي عَمْرو.

  [جدو]: والجَدَا، مَقْصور: قالَ ابنُ السِّكِّيت: يُكْتَبُ بالألفِ والياءِ.

  والجَدْوَى: المَطَرُ العامُّ. يقالُ: مَطَرٌ جَداً، أَي عامٌّ واسِعٌ؛ أَو الذي لا يُعْرَفُ أَقْصاهُ يقُولونَ: سَماءٌ جَداً: لها⁣(⁣٣) خَلَفٌ: ذَكَّرُوه لأنَّ الجَدَا في قوَّةِ المَصْدرِ.

  وفي حدِيث الاسْتِسْقاءِ: «اللهُمّ اسْقِنا غَيْثاً غَدَقاً وجَداً طَبَقَاً».

  والجَدَا والجَدْوَى: العَطِيَّةُ.

  ساق، المصنِّفُ الجَدْوَى مع الجَدَا في معْنَى المَطَرِ، وهو لا يُعْرَف إلَّا في معْنَى العَطِيَّة، فلو قال: والجَدْوَى العَطِيّة كالجَدَا كانَ مُوافِقاً لمَا في الأُصُولِ.

  وما أَصَبْتُ مِن فلانٍ جَدْوَى قَطّ: أَي عَطِيَّة.

  وتقولُ في تَثْنيةِ جَدْوَى: هذانِ جَدْوانِ وجَدْيانِ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: كِلاهُما عن اللَّحْيانيّ، فجَدْوانِ على القِياسِ، وجَدْيانِ على المُعاقبَةِ؛ نادِرٌ.

  وجَدَا عليه يَجْدُو جَدْواً، وأَجْدَى: أَي أَعْطَى الجَدْوَى؛ قالَ أَبو العيال:

  بَخِلَتْ فُطَيْمَةُ بالذي تُولِينِي ... إلَّا الكَلامَ وقلَّما تُجْدِينِي⁣(⁣٤)

  أَرادَ: تُجْدِي عليَّ فحذَفَ وأَوْصَل.


(١) اللسان والأول في الصحاح.

(٢) اللسان وصدره في الصحاح.

(٣) في اللسان: «ما لها خلف».

(٤) ديوان الهذليين ٢/ ٢٥٦ برواية «يجديني» والمثبت كاللسان.