تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جذو]:

صفحة 275 - الجزء 19

  وجَدَيْتُه: طَلَبْتُ جَداهُ⁣(⁣١)، لُغَةٌ في جَدَوْته.

  والجَدَايَةُ، ويُكْسَرُ الغَزالُ.

  قالَ الأصْمعيُّ: هو بمنْزِلَةِ العَناقِ من الغَنَمِ؛ قالَ جِرانُ العَوْد:

  تُريحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ ... إِراحَة الجِدَايَةِ النَّفُوزِ⁣(⁣٢)

  كذا في الصِّحاح.

  وفي المُحْكَم: هو الذَّكَرُ والأُنْثى مِن أَوْلادِ الظِّباءِ إذا بَلَغَ ستَّة أَشْهر أَو سَبْعَة وعَدَا وتَشَدَّد، وخصَّ بعضُهم الذَّكَرَ منها، والجَمْعُ الجَدَايا؛ ومنه الحدِيثُ: «أُتِيَ بجَدَايا وضَغابِيسَ».

  وكسُميِّ: جُدَيُّ بنُ أَخْطَبَ أَخُو حُيَيِّ.

  وجُدَيُّ بنُ تدولِ بنِ بُحْتُرِ بنِ عتودِ بنِ عتيرِ بنِ سَلامَانِ ابنِ ثعلٍ الشاعِرُ مِن طيِّئٍ، ومِن ولدِه القَيْسان.

  وجابرُ بنُ ظالمٍ الجدويُّ: له صُحْبَةٌ.

  والجُداءُ، كغُرابٍ: مَبْلَغُ حِسابِ الضَّرْبِ، كقَوْلِكَ: ثلاثةٌ في ثلاثةٍ جُداؤُه تِسعَةٌ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  جَدَّى الرَّحْلَ تَجْديةً: جَعَلَ له جَدْيَةً.

  وجادِيَةُ: قرْيَةٌ بالشامِ إليها نُسِبَ الزَّعْفرانُ؛ ويقالُ جدِيا بالكسْر⁣(⁣٣) أَيْضاً؛ منها: عُمَرُ بنُ حفصَ⁣(⁣٤) بنِ صالح المريُّ: الجديانيُّ المُحَدِّثُ.

  والجَدِيَّةُ: أَوَّلُ دفْعةٍ مِن الدَّم.

  وقيلَ: هي الطَّريقَةُ مِن الدَّم.

  والجادِي: الجرادُ لأَنَّه يَجْدِي كلَّ شيء، أَي يأْكُلُه؛ وبه رُوِي قَوْلُ الهُذَليّ:

  حتَّى كأَنَّ عَلَيها جادِياً لُبَداً⁣(⁣٥)

  والمَعْروفُ جابِياً، وقد تقدَّم.

  وفي كنانَةَ: جديُّ بنُ ضمرَةَ بنِ بكْرٍ، مِن ولدِهِ عمارَةُ ابنُ مخشنٍ له صحْبَةٌ.

  والجَدِيَّةُ، كغَنِيَّة: أَرضٌ نَجْديَّةٌ لبَني شَيْبان.

  وكسُمَيَّة: جَبَلٌ نَجْدِيٌّ في دِيارِ طيِّيءٍ.

  [جذو]: وجَذا الشَّيءُ يَجْذُو جَذْواً، بالفتْحِ وكسُمُوِّ: ثَبَتَ قائِماً، كأَجْذَى، لُغتانِ؛ ومنه الحدِيثُ: «ومَثَلُ الكافِرِ كالأَرْزَة المُجْذِيَةِ على وَجْهِ الأرْضِ»؛ أَي الثابِتَة المُنْتَصِبَة.

  وقالَ أَبو عَمْرو: جَذَا وجَثَا⁣(⁣٦) لُغَتانِ.

  قالَ الخَلِيلُ: إلَّا أَنَّ جَذا أَدَلُّ على اللّزُوم.

  أَو جَثَا وجَذَا: قامَ على أَطْرافِ أَصابِعه؛ عن الأصْمعيّ؛ قالَ أَبو دُواد يَصِفُ الخيلَ:

  جاذِيات على السَّنَّابِكِ قد أَنْ ... عَلَهُنَّ الإسْراجُ والإلْجَامُ⁣(⁣٧)

  وقالَ النّعمانُ بنُ نَضْلةَ العدويُّ:

  إذا شِئْتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ ... وصَنَّاجةٌ تَجْذُو على كلّ مَنْسِم⁣(⁣٨)

  وقالَ ثَعْلَب: الجُذُوُّ على أَطْرافِ الأصابعِ والجُثُوُّ على الرُّكَبِ.

  وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الجَاذِي على قَدَمَيْه، والجاثي على رُكْبَتَيْه. وجَعَلَهما الفرَّاءُ واحِداً.


(١) في القاموس: جَدْواه.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) قيدها ياقوت: جَدَيَا بفتحتين ... وهم يسمونها الآن جديا بكسر أوله وتسكين ثانيه.

(٤) في اللباب وياقوت: أبو حفص عمر بن صالح بن عثمان.

(٥) عجز بيت لعبد مناف الهذلي، وصدره:

صابوا بستة أبيات وواحدةٍ

(٦) في القاموس: أو جَثا.

(٧) اللسان والصحاح والتهذيب، وبالأصل «جاديات».

(٨) اللسان والتهذيب والصحاح والمقاييس ١/ ٤٣٩، وقوله المنسم، جعله للإنسان على الإتساع، وإنما هو للجمل.