تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جذو]:

صفحة 276 - الجزء 19

  وقَرأْتُ في كتَابِ غرِيبِ الحمامِ للحَسَن بنِ عبدِ اللهِ الكاتِبِ الأصْبهانيّ: جَذَا الطائِرُ جذواً قامَ على أَطْرافِ أَصابِعِه وغَرَّدَ ودارَ في تَغْريدِهِ، وإنَّما يَفْعَل ذلِكَ عنْدَ طَلَبِ الأُنْثى وجَذَا الفَرَسُ: قامَ على سَنابِكِه، والرَّجُلُ مثْلُه كان للرَّقصِ أَو لغيرِهِ.

  وجَذَا القُرادُ في جَنْبِ البَعِيرِ: لَصِقَ به ولَزِمَهُ وتَعَلَّقَ به.

  وجَذا السَّنامُ: حَمَلَ الشَّحْمَ فهو سنَامٌ جاذٍ.

  وأَجْذَى طَرْفَه: نَصَبَه ورَمَى به أَمامَهُ؛ قالَ أَبو كبيرٍ الهُذَليّ:

  صَدْيان أَجْذَى الطَّرْفَ في مَلْمومةٍ ... لوْنُ السَّحابِ بِها كَلَوْنِ الأعْبَل⁣(⁣١)

  والجَوَاذِي من النُّوقِ: التي تَجْذو في سَيْرِها، كأنَّها تَقَلَّعُ السَّيْرَ؛ عن أَبي لَيْلى.

  قالَ ابنُ سِيدَه: لا أَعْرِفُ جَذَا أَسْرَع ولا جَذًا أَقْلَع.

  وقالَ الأصْمعيُّ: الجَوَاذِي الإبِلُ السِّراعُ الَّلاتي لا يَنْبَسِطْنَ في سَيْرِهِنَّ ولكن يَجْذين ويَنْتَصِبْن؛ ومنه قَوْلُ ذي الرُّمَّة:

  على كلِّ مَوَّارٍ أَفانينُ سَيْرهِ ... سُووٌّ لأَبْواعِ الجَواذِي الرَّواتِكِ⁣(⁣٢)

  والجَذْوَةُ، مُثَلَّثَةً: القَبْسَةُ من النَّارِ.

  وقالَ الرَّاغبُ: هو الذي يَبْقى من الحَطَبِ بَعْدَ الالْتِهابِ.

  وقيلَ: هي الجَمْرَةُ.

  قالَ مُجَاهِد {أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النّارِ}⁣(⁣٣)، أَي قِطْعَة من الجَمْر؛ وهي بلُغَةِ جَميعِ العَرَبِ.

  والجِذْوَةُ؛ هكذا في النُّسخ، والصَّوابُ والجِذْمَةُ، وهو مَأْخوذٌ مِن قَوْلِ أَبي عبيدٍ قالَ: الجِذْوَةُ مثْلُ الجِذْمَةِ، وهي القِطْعَةُ الغَلِيظَةُ مِن الخَشَبِ كان في طَرَفِها نارٌ أَو لم يكنْ؛ كما في الصِّحاحِ.

  والذي نَصّ عليه في المصنِّفِ: جِذْوَة من النارِ أَي قِطْعَة غَلِيظَة مِن الحَطَبِ ليسَ فيها لَهَبٌ، وهي مثْلُ الجِذْمَةِ مِن أَصْلِ الشَّجَرَةِ.

  وقالَ أَبو سعيدٍ: الجَذْوَةُ عُودٌ غليظٌ يكونُ أَحدُ رأْسَيْه جَمْرةً والشَّهابُ دونَها في الدِّقَّةِ، قال: والشُّعْلَة ما كانَ في سراجٍ أَو في فَتِيلَةٍ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: الجِذْوَةُ العُودُ الغَليظُ يُؤْخَذُ فيه نارٌ؛ ج جُذاً، بالضَّمِّ والكسْرِ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:

  باتَتْ حَوَاطِبُ لَيْلى يَلْتَمِسْنَ لها ... جَزْلَ الجِذَا غَيْرَ خَوَّارَ ولا دَعِرِ⁣(⁣٤)

  وحَكَى الفارِسِيُّ: جِذَاءٌ كجِبالٍ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: هو عَنْدَه جَمْع جَذْوَة فيُطابقُ الجَمْعَ الغالِبَ على هذا النَّوعِ مِن الآحاد.

  والجَذَاةُ: أصولُ الشَّجرِ العظامِ العادِيَة التي بَلِيَ أَعْلاها وبَقِيَ أَسْفَلها. ج جِذاءٌ، كجِبالٍ.

  ومنهم مَنْ قالَ: الجَذا، بالفتْحِ مَقْصوراً: أُصولُ الشجرِ العِظامِ واحِدَتُه جَذاةٌ، وبه فُسِّر قَوْل ابن مُقْبل السابق.

  قالَ أَبو حنيفَةَ: وليسَ هذا بمَعْروفٍ وقد أَثْبَتَه ابنُ سِيدَه.

  والجَذاةُ: ع.

  ورجُلٌ جاذٍ: قصيرُ الباعِ.

  وقالَ الرَّاغبُ: مَجْموعُ الباعِ كانَّ يده جَذْوَة.

  وامْرَأَةٌ جاذِيَةٌ كَذلِكَ؛ وَأَنْشَدَ الليْثَ لسَهْم بنِ حَنْظَلَة:

  إنَّ الخِلافَةَ لم تَكُنْ مقصورةً ... أبداً على جاذي اليَدَيْنِ مُجَذَّر⁣(⁣٥)


(١) ديوان الهذليين ٢/ ٩٨ واللسان.

(٢) ديوانه ص ٤١٧ واللسان والتهذيب وفيهما «شؤوِّ».

(٣) سورة القصص، الآية ٢٩.

(٤) اللسان والصحاح والأساس وعجزه في التهذيب وفيه «ولا ذعر».

(٥) اللسان والتهذيب.