تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نخب]:

صفحة 422 - الجزء 2

  من النّاس المُنْتقَوْنَ. وفي حديثِ ابْنِ الأَكْوعِ: «انْتَخَبَ من القَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ».

  ونُخْبةُ المتَاعِ: المُخْتَارُ يُنْتَزَعُ منه. وعن اللَّيْث: انْتَخَبْتُ أَفْضَلَهُم نُخْبَةً، وانْتَخَبْتُ نُخْبَتَهُم.

  والنَّخْبُ: النِّكَاحُ، وعبارةُ الجَوْهَرِيّ: البِضَاعُ. أَو نَوْعٌ منه. قاله ابْنُ سيدهْ. وقال: وعَمَّ به بعضُهم.

  وفِعْلُه كمَنَع ونَصَر. نَخَبَها النَّاخِب، يَنْخَبهَا، ويَنْخُبهَا، نَخْباً.

  والنَّخْبُ العضُّ، والقَرْصُ. يقال: نَخَبتِ النمْلةُ، تَنْخُب: إِذا عَضَّتْ. قال ابْنُ السّيد: ونَخْبَةُ النَّمْلِة والقَمْلةِ: عَضَّتُهُما. ومثلُهُ في النِّهَاية، ونقله عن الزَّمَخْشَرِيّ بالجِيم والخاءِ المُعْجمَةِ، وذكر الحديثَ ورفَعَه:⁣(⁣١) «ولا يُصِيبُ⁣(⁣٢) المؤْمِنَ مُصِيبةٌ ولا ذَعْرةٌ⁣(⁣٣)، ولا عَثْرةُ قَدَم، ولا اخْتِلاجُ عِرْقٍ، ولا نَخْبَةُ نَمْلَةٍ، إِلّا بذَنْبٍ، وما يَعْفُو اللهُ أَكْثَرُ».

  وكذا ذكرَه أَبو موسى بهما.

  والنَّخْبُ: النَّزْعُ، تقول: نَخَبْتُه، أَنْخُبُه: إِذا نَزَعْتَهُ، وانْتَخَبَهُ: انْتَزَعهُ. وفِعْلُهما، كنَصَر، على ما بيَّنَاه.

  والنَّخْبُ الاسْتُ، كالمَنْخَبَة الأَخِيرُ عن الفَرّاءِ. والّذِي في لسان العرب: النَّخْبةُ، بزيادة الهاءِ؛ قال:

  واخْتَلَّ حَدُّ الرُّمْحِ نَخْبَةَ عامرٍ ... فَنَجَا بِها وأَقَصَّهَا القَتْلُ⁣(⁣٤)

  وقال الرّاجِز:

  إِنَّ أَباكِ كَانَ عَبْداً جازِرا ... ويأْكُلُ النَّخْبَةَ والمَشَافِرا

  قال: والمَنْخَبةُ: اسم [أُمِّ]⁣(⁣٥)، سُوَيْدٍ.

  والنَّخْبُ الشَّرْبَةُ العَظيمَةُ، عن أَبي زَيْدٍ، ونَصُّه: النُّخْبَةُ بالضَّمّ مع الهاءِ. قال الصَّاغانيُّ: وهي بالفارِسِيَّةِ دُوسُتكَاني⁣(⁣٦)، بالضَّم.

  والنَّخْبُ: الجُبْنُ، وضَعْفُ القلب. يقال رَجُلٌ نَخِبٌ⁣(⁣٧) ككَتِفٍ، ونَخْبٌ بفتح فسكون، ونَخَبَةٌ بزيادة الهاء ونُخْبَةٌ بالضَّمّ، ونِخَبٌ كهِجَفٍّ، وهذه عن الصّاغانيّ، ومُنْتَخَبٌ على صيغة المفعول، ومَنْخُوبٌ، ونِخِبٌّ، بكسر الأَوّل والثّاني مع تشديد المُوَحَّدَة، لغةٌ في: نِخَبٍّ، كهِجَفٍّ، نقله الصّاغانيُّ، وقال: أَكثرُ ما يُرْوَى في شعر جَرِير. ويَنْخُوبٌ، ونَخِيبٌ، كأَمِير: جبانٌ كأَنَّهُ مُنْتَزَعُ الفؤَادِ أَي: لا فُؤَادَ له، أَو الّذي ذهب لَحْمُهُ وهُزِلَ.

  واقتصر الجَوْهَرِيّ على الأَوّل، والعاشِرِ، والسّابِعِ، والسّادِسِ، وفسَّره بِما ذكرنا.

  زاد في لسان العربِ: ومنه نَخَبَ الصَّقْرُ الصَّيْدَ: إِذا انْتَزَع قَلْبَهُ. وفي حديثِ أَبِي الدَّرْداءِ «بِئسَ العَوْنُ على الدِّينِ قَلْبٌ نَخِيبٌ، وبَطْنٌ رَغِيبٌ» النَّخِيبُ: الجَبَانُ الّذِي لا فُؤَادَ له، وقيل: هو الفاسِدُ الفِعْلِ.

  ج أَي جمعُ النَّخِيب: نُخُبٌ بضم النون والخاءِ. وأَمَّا المَنْخُوب، فإِنّه يُجْمَعُ على المنْخُوبِينَ. قال ابْنُ الأَثِيرِ: وقد يُقَالُ في الشِّعْر، على مَفَاعِلَ: مَناخِبُ. وقال أَبو بكر: يقال لِلْجَبَانِ نُخْبَةٌ، وللجُبَنَاءِ نُخَبَاتٌ؛ قال جَرِيرٌ يهجو الفَرَزْدَقَ:

  أَلَمْ أَخْصِ الفَرَزْدَقَ قد عَلِمْتُمْ ... فأَمْسَى لا يَكِشُّ مع القُرُومِ⁣(⁣٨)

  لَهُمْ مَرٌّ وللنُّخَبَاتِ مَرٌّ ... فَقَدْ رَجَعُوا بِغَيْرِ شَظًى سَلِيمِ


(١) في النهاية واللسان: حديث أبيّ.

(٢) اللسان: لا تصيب.

(٣) اللسان والنهاية: مصيبةٌ ذعرةٌ. وضبطت في الفائق بالضم مخففاً مع الإضافة.

(٤) «وأقصها» عن اللسان، وفي الأصل «وأقصه».

(٥) زيادة عن اللسان، وبهامشه: «وقوله والمنخبة اسم أم سويد هي كنية الاست.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «هو بالكاف الفارسية كما في ضبط الصاغاني».

(٧) في إحدى نسخ القاموس: ورجلَ نَخْبٌ ويُضم، وكهُمَزَة، وعُنُق، وفَرْحَةٌ، وكَكَتِفٍ، ويَنْخُوبٌ، ونَخِيبٌ، جَبَانٌ ..».

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله لا يكش قال الجوهري: قال الأصمعي: إذا بلغ الذكر من الابل الهدير فأوله الكشيش وقد كش يكشّ، وقوله القدوم، والذي في التكملة القروم بالراء وهو جمع قرم وهو البعير المكرم المعدّ للفحلة كما في الصحاح والقدوم في الأصل وما أثبتناه القروم عن اللسان.