تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حشو]:

صفحة 321 - الجزء 19

  قالَ ابنُ الأثيرِ: هي صِغارُ الإِبِلِ كابنِ المَخاضِ وابنِ اللَّبُونِ.

  والحَشْوُ: فَضْلُ الكَلامِ الذي لا يُعَتَمَدُ عليه.

  والحَشْوُ: نَفْسُ الرَّجُلِ على المَثَلِ.

  والحَشْوُ: ملءُ الوِسادَةِ وغَيْرِها بشيءٍ، كالقُطْنِ ونحوِهِ، وقد حَشاها يَحْشُوها حَشْواً؛ وما يُجْعَلُ فيها حَشْوٌ أَيْضاً على لَفْظِ المصْدَرِ.

  والحَشِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الفِراشُ المَحْشُوُّ، والجَمْعُ الحَشَايا.

  والحَشِيَّةُ: مِرْفَقَةٌ أَو مِصْدَغَةٌ أو نحوُها تُعَظِّمُ بها المَرْأَةُ بَدَنَها أَو عَجِيزَتَها لتُظَنَّ مُبْدَنَةً أَو عَجْزاء، والجَمْعُ الحَشَايا، أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  إذا ما الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحَشَايا ... كَفاها أنْ يُلاثَ بها الإِزارُ⁣(⁣١)

  كالمِحْشَى، كمِنْبَرٍ، والجَمْعُ المَحاشِي؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  جُمّاً غَنيَّاتٍ عن المَحاشِي⁣(⁣٢)

  واحْتَشَتْها واحْتَشَتْ بها: كِلاهُما لَبِسَتْها؛ عن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:

  لا تَحْتَشِي إلَّا الصَّميمَ الصّادِقا

  يَعْنِي أنَّها لا تَلْبَسُ الحَشَايا لأنَّ عِظَمَ عَجِيزَتها يُغْنيها عن ذلِكَ؛ وأَنْشَدَ في التَّعدِّي بالباءِ:

  كانتْ إذا الزُّلُّ احْتَشَينَ بالنُّقَبْ ... تُلْقِي الحَشايا ما لَها فيها أَرَبْ⁣(⁣٣)

  واحْتَشَى الشَّيءُ: امْتَلأَ؛ كاحْتِشاءِ الرَّجُلِ من الطَّعامِ.

  واحْتَشَتِ المُسْتَحاضَةُ: حَشَتْ نَفْسَها بالمَفارِمِ ونحوِها، وكَذلِكَ الرَّجُلُ ذُو الإِبْرِدَةِ.

  وفي الحدِيثِ: قال لامرأَةٍ: احْتَشِي كُرْسُفاً، وهو القُطْنُ تَحْشُو به فَرْجَها. وفي الصِّحاحِ: والحائِضُ تَحْتَشِي بالكُرْسُفِ لتَحْبسَ الدَّمَ.

  ويقالُ: أتَاهُ فما أَجَلَّهُ ولا حاشاهُ، أَي: ما أَعْطاهُ جَلِيلَةً ولا حاشِيَةً.

  والحَشا: ما في البَطْنِ، وتَثْنِيتُه حَشَوان، وهو مِن ذَواتِ الواوِ والياءِ لأنَّه ممَّا يُثَنَّى بالياءِ وبالواوِ، ج أَحْشاءٌ.

  وحَشاهُ سَهْماً حَشْواً: أصَاب حَشاهُ.

  والمَحْشَى: مَوْضِعُ الطَّعامِ في البَطْنِ، والجَمْعُ المَحاشِي.

  وقالَ الأَصمعيُّ: أَسْفَلُ مَواضِع الطَّعام الذي يُؤَدِّي إلى المَذْهَبِ المَحْشاةُ، والجَمْعُ المَحاشِي، وهو المَبْعَرُ مِن الدَّوابِ.

  وقالَ: إيَّاكُم وإتْيانَ النِّساءِ في مَحاشِيهنَّ فإنَّ كلَّ مَحْشاةٍ حَرامٌ.

  وفي الحدِيثِ: «مَحاشِي النِّساء حَرامٌ».

  قالَ ابنُ الأثيرِ: هكذا جاءَ في رِوايَةٍ، وهي جَمْعُ مَحْشاةٍ لأَسْفَل مَوَاضِع الطَّعامِ مِن الأَمْعاءِ فكَنَى به عن الأَدْبارِ.

  وحكَى اللحْيانيُّ: ما أَكْثَر حِشْوَةَ أَرْضِه، بالضَّمِّ والكَسْر: أَي حَشْوَها، وما فيها مِن دَغَلِها⁣(⁣٤)، وهو مَجازٌ.

  وأَرضٌ حَشاةٌ: سَوْداءُ لا خَيْرَ فيها، وهو مجازٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  حُشْوَةُ البَطْنِ وحُشْوَتُه، بالضمِّ والكسْرِ: أَمْعاوهُ.

  وقال الأزهريُّ والشافِعِيُّ جَمِيعُ ما في البَطْنِ حِشْوَةٌ ما عَدَا الشَّحْم فإنَّه ليسَ من الحِشْوَةِ.

  وقالَ الأصمعيُّ: الحُشْوَةُ مَواضِعُ الطَّعامِ وفيه الأَحْشاءُ والأَقْصابُ.


(١) اللسان.

(٢) اللسان والصحاح والمقاييس ٢/ ٦٤.

(٣) اللسان.

(٤) في القاموس بالنصب، والكسر ظاهر.