تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حكي]:

صفحة 335 - الجزء 19

  يعْنِي أَنَّ الصائِدَ في القُتْرَةِ إذا سَمِعَ وَطْءَ الحميرِ فعَلِمَ أَنَّه وطْؤُها فَرِحَ به وتحلَّى سَمْعُه ذلكَ.

  وشاهِدُ احْلَوْلاهُ قَوْلُ الشاعِرِ:

  فلو كنتَ تُعْطي حين تُسْأَلُ سامحَتْ ... لك النَّفْسُ واحْلَوْلاكَ كلُّ خليلِ⁣(⁣١)

  قالَ الجَوهريُّ: وجَعَلَ حميدُ بنُ ثَوْرٍ احْلَوْلَى مُتعدِّياً فقالَ:

  فلمَّا أَتَى عامانِ بعدَ انْفِصالِه ... عن الضَّرْعِ واحْلَوْلَى دِماثاً يَرُودُها⁣(⁣٢)

  قالَ: ولم يَجِئُ افْعَوْعَلَ مُتعدِّياً إلَّا في هذا الحَرْفِ وحَرْف آخَر وهو اعْرَوْرَيْت الفَرَس.

  قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه قَوْلُ قَيْسِ بنِ الخطيمِ:

  أَمَرُّ على الباغِي ويَغْلُظُ جَانِبي ... وذو القَصْدِ واحْلَوْلى له وأَلِينُ⁣(⁣٣)

  وقولٌ حَلِيٌّ، كغَنِيِّ: يَحْلَوْلِي في الفَم؛ قالَ كثيِّرُ عزَّةً:

  نُجِدُّ لكَ القَوْلَ الحَلِيَّ ونَمْتَطِي ... إلَيْكَ بَنَاتِ الصَّيْعَرِيِّ وشَدْقَمِ

  وحَلِيَ بعَيْنِي وقَلْبي، كرَضِيَ، يَحْلَى، وحَلَا مثْلُ دَعا، يَحْلُو حَلاوَةً وحُلْواناً، بالضمِّ: إذا أَعْجَبَكَ.

  أَو حَلَا الشَّيءُ في الفَمِ يَحْلو حلاوة وحَلِيَ بالعَيْنِ، كَرَضِيَ، إلَّا أنَّهم يقُولونَ: هو حُلْوٌ في المَعْنَيَيْن؛ وقالَ قوْمٌ مِن أَهْلِ اللغَةِ: ليسَ حَلِيَ مِن حَلَا في شيءٍ، هذه لُغَةٌ على حِدَتها كأَنَّها مُشْتقَّةٌ من الحَلْي المَلْبوسِ لأنَّه حَسُن في عَيْنِك كحُسْن الحَلْي، وهذا ليسَ بقوِيِّ ولا مَرْضيّ.

  قالَ الليْثُ: وقالَ بعضُهم حَلَا في عَيْني وحَلَا في فمِي وهو يَحْلُو حَلْواً، وحَلِيَ بصَدْرِي وهو يَحْلَى حُلْواناً.

  وقالَ الأصْمعيُّ: حَلَا في صْدرِي يَحْلا وحَلا في فمِي يَحْلُو.

  وكذا حَلِيَ منه بخَيْرٍ⁣(⁣٤) وحَلَا، كرَضِيَ ودَعَا، أَصَابَ منه خَيْراً.

  وحَلَا الشَّيءَ وحَلَّاهُ تَحْلِيةً: جَعَلَهُ حُلْواً، أَي ذَا حَلاوَةٍ؛ وهَمْزُهُ غيرُ قياسٍ.

  قالَ الليْثُ: وهو غَلَظٌ، منهم يقُولُونَ: حَلأْتُ السَّوِيقَ.

  وقالَ الفرَّاءُ: تَوَهَّمَتِ العَرَبُ فيه الهَمْز لمَّا رَأَوْا قَوْله حَلأْتُه عن الماءِ أَي مَنَعْتُه، مَهْموزاً، وقد تقدَّمَ البَحْثُ فيه رثأ، وفي حلأ وفي درأ.

  وحُلْوُ الرِّجالِ، بالضَّمِّ: مَنْ يُسْتَخَفُّ ويُسْتَحْلَى في العَيْنِ: أَنْشَدَ اللحْيانيُّ:

  وإِنِّي لَحُلْوٌ تَعْتَرِيني مَرَارَةٌ ... وإنِّي لصَعْبُ الرأْسِ غيرُ ذَلُولِ

  ج حُلْوُونَ، ولا يُكْسَرُ، وهي حُلْوَةٌ، نسِي هنا قاعِدَتَه، ج حُلْواتٌ ولا يُكْسَر أَيْضاً.

  ورجُلٌ حَلُوٌّ، كعَدُوِّ: أَي حُلْوٌ؛ حكَاهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.

  ولم يَحْكِه يَعْقوبُ في الأشياءِ التي زَعَمَ أَنَّه حَصَرَها كَحَسُوِّ وفَسُوِّ.

  وحُلْوَةُ، بالضَّمِّ: فرَسُ⁣(⁣٥) عبيدِ بنِ معاويَةَ.

  والحَلْواءُ، بالمدِّ كما جَزَمَ به الفرَّاء، وقالَ: إنَّها تُكْتَبُ بالألِفِ كالكَلِمِ المَمْدودَةِ؛ ويُقْصَرُ، نقلَ ذلِكَ عن الأصْمعيّ، وقالَ: إنَّهَا تُكْتَبُ بالياءِ كالكَلِمِ المَقْصورَةِ، ويُؤَنَّثُ لا غَيْر.


(١) اللسان والأساس والتهذيب، بدون نسبة.

(٢) الصحاح واللسان وفيه: دثاراً يرودها.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٦٦ وانظر تخريجه فيه، واللسان.

(٤) ومنه قولهم: لا يحلى منه بطائل، كقولهم: لا طائل تحته، أي: لا يظفر منه بفائدة، وفعله ثلاثي، ماضيه كعلم وضرب، ا ه. نصر (هامش القاموس).

(٥) في القاموس بالرفع منونة، ورفع التنوين لإضافتها.