تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حلي]:

صفحة 340 - الجزء 19

  وحِلْي الشَّوَى منها إذا حَلِيَتْ به ... على قَصَباتٍ لا شِخاتٍ ولا عُصْلِ⁣(⁣١)

  كتَحَلَّت فهي مُتَحلِّيَةً.

  وقيلَ: تَحَلَّتْ اتَّخَذَتْ حَلْياً.

  أَو حَلِيَتْ: صارَتْ ذاتَ حَلْيِ.

  وتَحَلَّتْ: تَزَيَّنَتْ بالحَلْي.

  وحَلَّاها تَحْلِيَةً: أَلْبَسَها حَلْياً؛ وقوْلُه تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}⁣(⁣٢)؛ عدَّاهُ إلى مَفْعولَيْن لأنَّه في معْنَى يَلْبَسُونَ.

  وفي الحدِيثِ: «كانَ يُحَلِّنا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلؤٍ».

  أَو حَلَّاها: اتَّخَذَه لها؛ ومنه سيفٌ مُحَلّىً.

  أَو حَلَّاها: وَصَفَها ونَعْتَها.

  وقالَ ابنُ سِيدَه في مُعْتل الياءِ: حَلِيَ في عَيْنِي وصَدْرِي، قيلَ: ليسَ مِن الحلَاوَةِ، إنَّما هي مُشْتقَّةٌ مِن الحَلْي المَلْبوسِ لأنَّه حَسُنَ كحُسْنِ الحَلْيِ.

  وفي التَّهذيبِ: قالَ اللّحْيانيُّ: حَلِيَتِ المرْأَةُ بعَيْنِي وفي عَيْنِي وبقَلْبي وفي قَلْبي وهي تَحْلَى حَلاوَةً؛ وقالَ أَيْضاً: حَلَتْ تَحْلُو حَلاوَةً.

  وفي الصِّحاحِ: حَلِيَ فلانٌ بعَيْنِي، بالكسْرِ، وفي عَيْني وبصَدْرِي وفي صَدْرِي يَحْلَى حَلاوَةً إذا أَعْجَبَك؛ قالَ الراجزُ:

  إِنَّ سِراجاً لكَرِيمٌ مَفْخَرُهُ ... تَحْلَى به العَيْن إذا ما تَجْهَرُهْ⁣(⁣٣)

  قالَ: وهذا مِن المَقْلوبِ، والمعْنَى يَحْلَى بالعَيْن.

  والحِلْيَةُ، الخِلْقَةُ والصُّورَةُ والصِّفَةُ؛ ومنه حِلْيَةُ النبيِّ . والحِلْيَةُ في حِديثِ الوُضوءِ: التَّحْجِيل، وهو منه، والجَمْعُ حِلى، بالكَسْرِ على القِياسِ ويُضَمُّ، كلِحْيَةٍ ولِحىَ ولُحىً، وجِزْيَةٍ وجِزىً وجُزىً⁣(⁣٤) لا رابعَ لها.

  وحَلْيَةُ، بالفتْحِ: ثلاثَةُ مواضِعَ: الأَوَّلُ: مأْسَدَةٌ باليَمَنِ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوهريُّ؛ وأَنْشَدَ للمُعَطّل الهُذَليّ يَصِفُ أَسداً:

  كأنَّهُمْ يَخْشَوْنَ منْك مُذَرَّباً ... بحَلْية مَشْبُوحَ الذّراعَيْن مِهْزَعَا⁣(⁣٥)

  وقالَ الشَّنْفَريّ:

  برَيْحانةٍ من بطنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ ... لها أَرَجٌ ما حَوْلَها غَيْرُ مُسْنِتِ⁣(⁣٦)

  وقالَ بعضُ نِساءِ أَزدِ مَيْدَعانَ:

  لَوْ بَيْنَ أَبْياتٍ بحَلْيَةَ ما ... أَلْهاهُمُ عَنْ نَصْرِكَ الجُزُرُ⁣(⁣٧)

  والثَّاني: مَوْضِعٌ بالطائِفِ.

  والثَّالِثُ: وادٍ بتِهامَة أَعْلاهُ لهُذَيْل، وأَسْفَله لكِنانَةَ؛ وقيلَ: بينَ أَعْيار وعُلَيب يفرغ في السِّرَّين؛ قالَهُ نَصْر.

  وإِحْلِياءُ، بالكسْرِ: ع؛ ظاهِرهُ أَنَّه بتَخْفيفِ الياءِ، والصَّوابُ بتَشْديدِ الياءِ؛ ومنه قَوْلُ الشمَّاخ:

  فأَيْقَنَتْ أَنَّ ذاهاشٍ مَنِيَّتُها ... وأنَّ شَرْقِيَّ إِحْلِياءَ مَشْغُولٌ⁣(⁣٨)

  وقد أَهْمَلَه ياقوتُ هنا، وأَنْشَدَ صَدْرَ بيتِ الشمَّاخ في هاش في آخرِ المجلد.

  والحَلِيُّ، كغَنِيِّ: ما ابْيَضَّ من يَبيسِ النَّصِيِّ والسَّبَطِ.


(١) اللسان والتهذيب، وبالأصل «لا شحات» ونسبه بحواشي التهذيب لذي الرمة.

(٢) سورة الكهف، الآية ٣١.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) بالكسر في الكل على القياس، وبالضم على غير قياس، قال غير واحد: لا رابع لها. نصر (هامش القاموس).

(٥) ديوان الهذليين ٣/ ٤٢ برواية «محربا» بدل «مذربا» وفي الصحاح واللسان «مدربا» ومعجم البلدان «مدربا» أيضاً.

(٦) المفضلية ٢٠ البيت ١٤ واللسان.

(٧) اللسان.

(٨) اللسان وصدره في معجم البلدان «هامش».