تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حنزقو]:

صفحة 347 - الجزء 19

  من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُض ... ورَعْيُ الحِمَى وطولُ الحِيال

  يُريدُ: حِمَى ضَرِيَّة.

  والحُمَيّين: تَصْغيرُ حِمَى، وادِيَان بينَ البَصْرةِ واليَمامَةِ، كانَ جَعفرُ بنُ سُلَيمان يَحْمِيهما لخيْلِه.

  والحِمَى: قَرْيَةٌ باليَمَنِ.

  وكفر الحمى: قرْيَةٌ بمِصْرَ.

  ويقالُ: أَحْمَى فلانٌ عِرْضَه؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للمُخَبِّل:

  أَتَيْتَ امْرَأً أَحْمَى على الناسِ عِرْضَه ... فما زِلْتَ حتى أَنْتَ مقْعٍ تناضِلُه

  ويقالُ: هذا شيءٌ حِمىً، كرِضىً، أَي مَحْظُورٌ لا يُقْرَبُ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  وحَمِيُّ الدَّبْرِ: لَقَبُ عاصِمِ بنِ ثابتٍ الأنْصارِيّ، فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.

  وفلانٌ حامِي الحقِيقَةِ: مثْلُ حامِي الذّمارِ، والجَمْعُ حُماةٌ وحامِيَةٌ.

  وحَمِيْتُ عليه: غَضِبْتُ.

  قال الجَوهرِيُّ: والأُمَويّ يَهْمزُه. ويقالُ: حِماءٌ لكَ، بالمدِّ، أَي فِداءٌ لكَ.

  وذَهَبٌ حَسَنُ الحَماءِ، مَمْدودٌ، أَي خَرَجَ مِن الحَماءِ حسنَاً.

  قال ابنُ السِّكِّيت: ويقالُ هذا ذَهَبٌ جيِّدٌ يخرُجُ مِن الإِحْماءِ، ولا يقالُ مِن الحَمَى لأنَّه مِن أَحْمَيْتُ.

  وقال اللّحْيانيُّ: حَمِيتُ في الغَضَبِ حُمِيّاً، كعُتِيِّ.

  وحَمِيَ النَّهارُ والتّنورُ، كرَضِيَ، حُمِيّاً: اشْتَدَّ حَرُّه.

  وفي حدِيثِ حُنَيْن: «الآنَ حَمِيَ الوَطِيسُ»، وقد ذُكِرَ في السِّين.

  وقِدْرُ القَوْمِ حامِيَةٌ تَفُورُ: أَي حارَّةٌ تَغْلِي، يريدُ عِزَّةَ جانِبِهم وشِدَّةَ شَوْكَتِهم.

  ومَضَى في حَمِيّتِه: أَي في حَمْلَتِه.

  وحُمُوَّةُ الأَلمِ، كفُتُوَّةٍ: سَوْرَتُه؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  ما خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُمْ ضَمِناً ... أَشْكُو إلَيْكُمْ حُمُوَّةَ الأَلَمِ⁣(⁣١)

  وقولُ امْرئِ القَيْسِ:

  لم يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشَاهُ

  (⁣٢) قال ابنُ السِّكِّيت: أَرادَ حَوائِم، فقَلَبِ.

  وكغَنِيِّ: حِمِيُّ بنُ عامِرٍ: بَطْنٌ في تجيب منهم: جعونَةُ بنُ عَمْرو، ذَكَرَه ابنُ يونس في تارِيخِ مِصْر.

  وسَمَّوُا مَحْمِية كمَحْمَدَةٍ ومحمُوية بضمِّ الميمِ الثانيةِ.

  والحامِي والمَحْمِيُّ: الأسَدُ؛ كذا في التكْمِلَةِ.

  [حنزقو]: والحِنْزَقْوُ والحِنْزَقْوَةُ؛ كجِرْدَحلٍ وجِرْدَحْلَةٍ.

  أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وهو القَصيرُ من النَّاسِ.

  ويقالُ: إنَّ النونَ والواوَ زائِدَتانِ، وأَصْلُه مِن حَزق بدَلِيلِ الحزقة والأحزقة على ما تقدَّم في القافِ.

  [حنو]: وحَناهُ يَحْنُوه حَنْواً، بالفتْحِ، وحَنَّاهُ، بالتَّشْديدِ: عَطَفَهُ؛ فانْحَنَى وتَحَنَّى: انْعَطَفَ. يقالُ: انْحَنَى العُودُ وتَحَنَّى.

  وفي الحدِيثِ: «لم يَحْنِ أَحدٌ منَّا ظَهْرَه»، أَي لم يَثْنِه للرّكُوعِ.

  وحَنَا يَدَهُ، لَواها.

  والحَنِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: القَوْسُ، ج حَنِيٌّ، كغَنِيَّ، وحَنايَا.

  وفي التَّهْذيبِ: الحَنِيَّةُ القَوْسُ، وجَمْعُها حَنايَا؛ ومنه حدِيثُ عُمَر: «لو صَلَّيْتُم حتى تَكُونُوا كالحَنايَا»؛ جَمْعُ حَنِيَّةٍ أَو حَنِيِّ، وهو فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعول، لأنَّها مَحْنِيَّة أَي مَعْطوفَةٌ.


(١) اللسان والصحاح بدون نسبة.

(٢) اللسان وصدره:

ومرهقٍ سال امتاعاً بوصدته

ولم أعثر عليه في ديوانه.