تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خبو]:

صفحة 367 - الجزء 19

  لحَوْزَتِه؛ وهُم حَيَّةُ الأرضِ؛ ومنه قوْلُ ذي الإِصْبَعِ العَدْوانيّ:

  عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا ... نَ كانُوا حَيَّةَ الأرضِ⁣(⁣١)

  أَرادَ: أنَّهم كانُوا ذوِي إِرْبٍ وشِدَّةٍ لا يُضَيِّعونَ ثَأْراً.

  ويقالُ: رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ، إذا كانَ مُتَوَقِّداً شَهْماً عاقِلاً؛ ومَرَّ شاهِدُه في خشش.

  وفلانٌ حَيَّةٌ ذَكَرٌ⁣(⁣٢): أَي شجاعٌ شدِيدٌ.

  وسَقاهُ اللهُ دَمَ الحَيَّاتِ: أَي أَهْلَكَه.

  ورأَيْتُ في كتابِه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إذا وَشَى به كاتِبُه إلى سُلْطانٍ ليُوقِعَه في وَرْطَةٍ.

  ورُوِي عن زيْدِ بنِ كَثْوَة: مِن أَمْثالِهم: حَيْهٍ حِمارِي وحِمَارَ صاحِبي، حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي؛ يقالُ ذَلكَ عنْدَ المَزْرِيَةِ على الذي يَسْتَحق ما لا يَمْلكُ مُكابَرَةً وظُلْماً.

  والحَيَّةُ مِن سِماتِ الإِبلِ: وَسْمٌ يكونُ في العُنُقِ والفَخذِ مُلْتَوِياً مثْلَ الحَيَّة؛ عن ابنِ حبيبٍ مِن تَذْكرَةِ أَبي عليِّ.

  وبَنُو الحَيَا، مَقْصوراً: بَطْنٌ مِن العَرَبِ؛ عن ابنِ برِّي.

  * قُلْتُ: مِن خَوْلانَ، ومنهم: عبدُ اللهِ بنُ أَبي طَلْحَةَ الحَيَاوِيُّ الخَوْلانيُّ، شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ؛ والسمحُ بنُ مالِكٍ الحَيَاوِيُّ أَميرُ الأَنْدَلُسِ قُتِلَ بها سَنَة ١٠٣؛ والحَسَنُ بنُ صالِحِ بنِ حيِّ مُحدِّثٌ.

  وسَمَّوا حُيَيّاً، كسُمَيِّ، منهم: حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ وغيرُهُ.

  وبَنُو حُيَيِّ: قَبيلَةٌ.

  ويَحْيَى وحِي، بالكسْرِ، وحَيَّان: أَسْماءٌ؛ وقوْلُه تعالى: {إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى}⁣(⁣٣).

  قالَ الرَّاغبُ: نَبَّه على أَنَّه سَمَّاه بذلكَ مِن حيثُ أَنَّه لم تُمِتْه الذّنوبُ كما أَماتَتْ كثيراً مِن ولدِ آدَمَ، لا أَنَّه كانَ يُعْرَف بذلكَ فقط، فإنَّ هذا قَلِيل الفائِدَةِ، انتَهَى.

  وحياةُ بنُ قَيْسٍ الحرَّاني وليٌّ مَشْهورٌ. وأَبو حيَّان: شيخُ العَربيَّةِ بمِصْرَ مَشْهورٌ.

  وموسَى بنُ محمدِ بنِ حَيَّان شيخٌ لأبي يَعْلى المَوْصِليُّ إِنْ كانَ مِن الحَياةِ، وإن كانَ مِن الحين فقد تقدَّمَ في مَوْضِعِه.

  والحيان: نَخْلة منجبة.

  وسوارُ بنُ الحياءِ القُشَيْريُّ، بالمدِّ، وبالكسْرِ مَقْصوراً: السَّمَوْءَلُ بنُ عادِياء بن حِيَا الذي يُضْرَبُ المَثَلُ به في الوَفَاءِ، ضَبَطَه ابنُ دُرَيْدِ في الاشْتِقاقِ.

  وأَبو يَحْيَى: كُنْيَةُ المَوْتِ.

  وكفر أبي يحيى: قَريَةٌ بمِصْرَ في البحيرَةِ.

  والمحيا: مَشْهدُ الذِّكْر، عاميَّة.

  والمحياتان: ظربان بأَبانين عن نصر.

  وأَبو تُحْياة، بالضَّمِّ: كُنْيَةُ رجُلٍ، والتاء ليسَت بأَصْلِيَّة.

  ومِن أَمْثالِهم: لا تَلِدُ الحَيَّة إلَّا حُيَيَّة، في الداهي الخَبِيثِ.

  ويُرْوَى: «إنَّ اللهَ حَيِيُّ»، أَي تارِكٌ القَبَائِح، فاعِلٌ للمَحاسِنِ، نَقَلَه الرَّاغبُ.

  وحَيَّةُ أَرْضٍ: مِن جَبَلَيْ طيِّيٍ.

  ويقال: حَيَا الناقَةِ، بالقَصْرِ: لُغَةٌ في المدِّ؛ نَقَلَه الفرَّاءُ عن بعضِ العَرَبِ وأَنْكَرَه الليْثُ.

فصل الخاء المعجمة مع الواو والياء

  [خبو]: وخَبَتِ النَّارُ؛ وعليه اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ.

  زادَ ابنُ سِيدَه: وكذا الحَرْبُ والحِدَّة؛ وفي الأخيرَتَيْن مَجازٌ؛ يقالُ: خَبَتْ حِدَّةُ النَّاقَةِ تَخْبُو خَبْواً؛ بفتْحٍ فسكونٍ، وخُبُوّاً، كعُلُوِّ؛ وعليه اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ سَكَنَتْ.

  وفي الصِّحاحِ: طَفِئَتْ.

  زادَ ابنُ سِيدَه: وخَمَدَ لَهِيبُها، وهي خابِيَةٌ.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) في الأساس: «وهو حية ذكر: للشهم» والأصل كاللسان.

(٣) سورة مريم، الآية ٧.