تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء المعجمة مع الواو والياء

صفحة 376 - الجزء 19

  * قُلْتُ: وفي التّكْملَةِ: امْرأَةٌ خَشيَانَةٌ: تَخْشَى كلَّ شيء: ج أَي جَمْعُهما معاً خَشايَا، أَجْروه مُجْرَى الأَدْواء كحَباطَى وحَباجَى ونَحْوِهما لأنَّ الخَشْيَةَ كالدَّاءِ.

  وخَشَّاهُ بالأَمْرِ تَخْشِيَةً: أَي خَوَّفَهُ.

  يقالُ: خَشّ ذُؤالَةَ بالحِبالَةِ، يعْنِي الذِّئْبَ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  وفي المَثَلِ: لقد كنتُ وما أُخَشَّى بالذِّئْبِ، أَي ما أُخَوَّف.

  ويقالُ: خاشانِي فلانٌ فَخَشَيْتُه، بالفتْحِ، أَخْشِيهِ، بالكسْرِ عن أَبي عُبيدٍ، أَي كنتُ أَشَدَّ منه خَشْيَةً؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  ويقالُ: هذا المكانُ أَخْشَى من ذاكَ، أَي أَخْوَفُ.

  وفي الصِّحاحِ: أَي أَشَدّ خَوْفاً؛ قالَ العجَّاجُ:

  فقَطعْت أَخْشاهُ إذا ما أَحْبَجَا⁣(⁣١)

  وفي المُحْكَمِ: جاءَ فيه التعجبُ مَن المَفْعولِ، وهذا نادِرٌ، وقد حَكَى سِيْبَوَيْه منه أَشْياء.

  والخَشِيُّ، كغَنِيِّ يابسُ النَّبْتِ؛ مِثلُ الحَشِيِّ بالحاءِ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عن الأَصْمعيّ ولكنَّه قالَ: اليابِسُ ولم يَذْكُر النَّبْت.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هو اليابِسُ العَفِنُ؛ وأَنْشَدَ:

  كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها إذا خَمى ... صَوْتُ أَفاعٍ في خَشِيِّ أَغْشَما

  يَحْسَبُه الجاهِلُ ما كانَ عَمى ... شَيْخاً على كُرْسيِّه مُعَمَّما

  لو أَنَّه أَبانَ أَو تَكَلَّما ... لكانَ إيَّاه ولكن أَحْجَما⁣(⁣٢)

  وقالَ المُنْذِري: اسْتَفْتَيْتُ فيه شيْخَنَا أَبا العبَّاس فقالَ:

  يقالُ فيه خَشِيّ وحَشِيّ؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي:

  كأنَّ صَوْتَ خِلْفِها والخِلْفِ ... والقادِمَيْنَ عند قَنْصِ⁣(⁣٣) الكَفِّ

  صوتُ أَفاعٍ في خَشِيِّ القُفِّ

  وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للراجزِ، وهو صَخْر:

  إنَّ بَني الأَسْودِ أَخْوالُ أَبي ... فإنَّ عندِي لو رَكِبتُ مِسْحَلي

  سَمّ ذَرارِيحَ رِطابٍ وخَشِي⁣(⁣٤)

  قالَ ابنُ برِّي: أَرادَ وخَشِيّ فحذَفَ إحْدَى الياءَيْن ضَرُورَةً، فمن حذف الأول اعتلَّ بالزِّيادَةِ، وقالَ: حذفُ الزائِدِ أَخَفّ منْ حذْفِ الأَصْل، ومن حَذفِ الأَخيرَةِ فلأنَّ الوَزْنَ إنَّما ارْتَدَع هنالك.

  والخَشاءُ، كسَماءٍ: الجَهادُ من الأرضِ؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الخشْيَةُ: الرَّجاءُ؛ نَقَلَهُ الرَّاغبُ، وبه فَسَّر حدِيث عُمَر: «قالَ له ابنُ عباسٍ: لقد أَكْثَرْتَ مِن الدعاءِ بالمَوْتِ حتى خَشِيتُ أنْ يكونَ ذلكَ أَسْهَلَ لكَ عنْدَ نُزُولِه، أَي رَجَوْت؛ قالَ الجَوهرِيُّ: وقَوْلُ الشاعِرِ:

  ولقد خَشِيْتُ بأَنَّ مَنْ تَبِعَ الهُدى ... سَكَنَ الجنانَ مع النبيِّ مُحَمَّد⁣(⁣٥)

  ، قالوا: مَعْناهُ عَلِمْت.

  * قُلْتُ: ويُحْتَمل أنْ يكونَ مَعْناه رَجَوْت.

  وقَوْلُه، ø: {فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً}⁣(⁣٦)؛ قالَ الفرَّاءُ: أَي فعَلِمْنا.

  وقالَ الزجَّاجُ: هو مِن كَلامِ الخَضِر، ومَعْناه كَرِهْنا.

  وخاشَى فلاناً مُخاشاةً: تارَكَهُ.


(١) اللسان والتهذيب وفيه: «أحجبا».

(٢) اللسان.

(٣) في اللسان: قبض الكفّ.

(٤) اللسان والأخير في الصحاح.

(٥) اللسان والصحاح بدون نسبة.

(٦) سورة الكهف، الآية ٨٠.