فصل الخاء المعجمة مع الواو والياء
  وقيلَ: خَفِيَّةُ وشَرىً اسْمانِ لموْضِع عَلَمانِ؛ قالَ:
  ونحنُ قَتَلْنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ ... فما شَرِبُوا بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ خَمْرَا
  وفي الصِّحاحِ: وقَوْلُهم أُسُودُ خَفِيَّةٍ كقَوْلهم أُسُود حلْيَةٍ، وهُما مَأْسَدَتانِ.
  قالَ ابنُ برِّي: السماع أُسُود خَفِيَّةٍ، والصَّوابُ خَفِيَّةَ، غَيْر مَصْرُوف، وإِنَّما يُصْرَفُ في الشِّعْرِ.
  ويقالُ: به خَفِيَّةٌ، أَي: لَمَمٌ ومَسٌّ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عن ابنِ مناذر.
  وقَوْلُهم: بَرِحَ الخفاءُ، أَي وَضَحَ الأَمْرُ؛ كما في الصِّحاحِ؛ وذلكَ إذا ظَهَرَ وصارَ في بَراحٍ، أَي في أَمْرٍ مُنْكَشفٍ.
  وقيلَ: بَرِحَ الخَفاءُ أَي زالَ الخفاءُ، والأوّل أَجْودُ.
  وقالَ بعضُهم: الخَفاءُ هنا السِّرُّ فيقولُ ظَهَرَ السِّرُّ.
  قالَ يَعْقوبُ: وقالَ بعضُ العَرَبِ: إذا حَسُنَ من المرْأَةِ خَفِيَّاها حَسُنَ سائِرُها، يعني صَوْتَها وأَثَرَ وَطْئِها الأرْضَ؛ وفي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: في الأَرْضِ؛ لأنَّها إذا كانتْ رَخِيمَة الصوْتِ دلَّ ذلكَ على خَفَرِها، وإذا كانتْ مُتقارِبَة الخُطا وتَمَكَّنَ أَثَرَ وَطْئِها في الأرْضِ دلَّ على أنَّ لَها أَرْدافاً وأَوْراكاً.
  والمُخْتَفِي: النَّبَّاشُ لاسْتِخْراجِه أَكْفانَ المَوْتَى، لُغَةُ أَهْلِ المدينَةِ.
  وقيلَ: هو مِن الاسْتِتارِ والاخْتِفاءِ لأنَّه يَسْرُق في خُفْيةٍ.
  وفي الحدِيثِ: «ليسَ على المخْتَفِي قَطْعٌ».
  وفي آخرَ: «لَعَنَ المُخْتَفِيَ والمُخْتَفِيَةَ».
  وفي آخرَ: «مَن اخْتَفَى مَيِّتاً فكأنَّما قَتَله».
  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:
  اليدُ المُسْتَخْفيةُ: يدُ السارِقِ والنَّبَّاشِ؛ ومنه قوْلُ عليِّ ابنِ رَباحِ: السُّنَّة أنْ تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَخْفِيَة ولا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْليَةُ، يريدُ باليدِ المُسْتَعْلِيَة يَدَ الغاصِبِ والناهِبِ ومَنْ في معْناهما.
  وأَخْفاهُ: أَزالَ خَفاءَهُ؛ وبه فَسَّرَ ابنُ جنِّي قوْلَه تعالى: {أَكادُ أُخْفِيها}، أَي أُزيلُ خَفاءَها، أَي غَطاءَها، كما تقولُ: أَشْكَيْته إذا أَزَلْته عمَّا يَشْكوه.
  ونَقَلَهُ الجَوهرِيُّ أَيْضاً.
  ولَقِيته خَفِيّاً، كغَنِيِّ: أَي سرّاً.
  وقوْلُه تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}(١)، أَي خاضِعِيْنَ مُتَعَبِّدين؛ وقيلَ: أَي اعْتَقِدُوا عِبادَتَه في أَنْفُسِكم لأنَّ الدّعاءَ مَعْناه العِبادَة؛ هذا قَوْلُ الزجَّاج.
  وقالَ ثَعْلَب: هو أن تَذْكرَهُ في نفْسِك.
  وقالَ اللّحْيانيُّ: خُفْية في خَفْضٍ وسُكونٍ، وتَضَرُّعاً تَمَسْكُناً.
  وقالَ الأَخْفَش: المُسْتَخْفي الظاهِرُ؛ وبه فَسّر قَوْله تعالى: {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ}.
  وخَطَّأَهُ الأَزْهرِيُّ.
  والخَفِيُّ، كغَنِيِّ: هو المُعْتَزلُ عن الناسِ الذي يَخْفَى عليهم مَكانُه؛ وبه فُسِّر الحدِيثُ: «إنَّ اللهَ يحبُّ العَبدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ».
  وفي حدِيثِ الهُجْرة: «أَخْفِ عنَّا خَبَرَك»، أَي اسْتُر الخَبَرَ لمَنْ سأَلَكَ عنَّا.
  والخافِي: الإنْسَ؛ فهو ضِدٌّ.
  والخافِيَةُ: ما يَخْفى في البَدَنِ من الجِنِّ؛ نَقَلَهُ الجوهري عن ابنِ مناذر.
  والخوافِي: من سَعَفِ النَّخْلِ ما دونَ القِلَبة؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ، وهي نَجْديَّةٌ؛ وبلُغَةِ الحجاز(٢): العَوَاهِنُ.
  وخَفَى البَرْقُ يَخْفى كرَمَى يَرْمي، وخَفِيَ يَخْفى كرَضِيَ يَرضى، خَفْياً فيهما؛ الأخيرَةُ عن كُراعٍ؛ إذا بَرَقَ بَرْقاً ضَعِيفاً مُعْتَرِضاً في نواحِي الغَيْم.
(١) سورة الأعراف، الآية ٥٥.
(٢) الأصل والصحاح، وفي التهذيب: وأهل المدينة يسمونها.